ما هي أخطر شهور الحمل وهل هناك ما يسمى بشهور العسل في الحمل، ولماذا؟ 

صورة لحامل تشعر بالتعب
الشهور الثلاثة الأولى والتاسع هي الأخطر

غالبية شهور الحمل تحتاج للرعاية الشديدة من قبل الطبيب المتابع من أجل الاطمئنان بشكل دوري على صحة الأم وجنينها، ولكن هناك اتفاقاً على أن الشهور الثلاثة الأولى والشهر التاسع تحديداً من أخطر الشهور في الحمل، بل الأهم والأصعب بالنسبة لوضع الحامل والجنين معاً.
إذ إنّ معظم نمو وتمايز خلايا الجنين الأساسية تحدث خلال هذه الأشهر، وأي أذى يلحق بالجنين قد يزيد من خطر الإجهاض، كما أنها تعتبر أخطر الشهور نظراً للتغيرات الهرمونية المفاجئة التي تطرأ على جسد المرأة، والتي تُسبب لها العديد من الأعراض المزعجة.
وهنا يوضح الدكتور محمود الزيات أستاذ النساء والتوليد بأن الحمل يصبح شديد الخطورة إذا كانت الأم أصغر من 17 عاماً أو أكبر من 35 عاماً، ويمكن اعتباره عالي الخطورة أيضاً إذا كانت الأم تحمل عدة أطفال، أو تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو تعاني من زيادة أو نقص الوزن قبل الحمل، أو أن لديها طفلاً سابقاً مصاباً بتشوهات.

الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل

مشاكل الحمل
حامل تشعر بالتعب والإجهاد

تعد من أصعب شهور الحمل عند معظم النساء، فهي تتسم ببعض الأعراض الصعبة، مثل: الغثيان الصباحي والرغبة الشديدة في القيء، وقد يتطور الأمر للإصابة بالقيء المتكرر أو المستمر.
بجانب فقدان الشهية لتناول الطعام، ما يؤدي لخسارة الوزن، بجانب الشعور بالإجهاد والتعب معظم الوقت، والحاجة إلى التبول المتكرر، خصوصاً في شهور الشتاء، والإصابة باضطرابات المزاج أيضاً.

الشهور الثلاثة الثانية.. شهور العسل

من الرابع إلى السادس أكثر شهور الحمل استقراراً عند معظم النساء، ولا تشكل أي خطورة على حياة الأم والجنين، ولهذا يطلق عليها "أشهر عسل الحمل"، وكثير من الحوامل يستغلّنها في الراحة والسفر وشراء ما يلزمهن.

الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل

حامل في الشهر الثامن

بعد مرور الثلث الثاني من الحمل، تتصاعد متاعب الحمل مرة أخرى في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل لتشمل: صعوبة في الحركة وصعوبة في التنفس أيضاً، نتيجة لنمو الجنين بشكلٍ كبير خلال هذه الشهور، ليصل إلى وزنه الطبيعي عند الولادة، ما يشكل ثقلاً وضغطاً على الأم.
بجانب الشعور بآلام أسفل الظهر، ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، الإصابة بعسر الهضم، زيادة الحاجة إلى التبول نتيجة لضغط الجنين على المثانة.
مع الكثير من الأرق والإصابة بتشنجات الساقين، وبدء المعاناة من مقدمات الولادة، وخصوصاً في الشهر التاسع؛ إذ تبدأ تقلصات براكستون هيكس، وقد يحدث الإجهاض بسبب تشوهات وراثية أو عوامل صحية أخرى خارجة عن إرادتنا.

نصائح للبقاء بصحة جيدة أثناء الحمل

أو كيف تتعاملين مع شهور الحمل لضمان صحته؟ والجواب أنه لا يوجد شيء يمكنك القيام به، إلا الحفاظ على صحتك قدر الإمكان قبل محاولة الحمل وطوال فترة الحمل كذلك مثل:

  • نظام غذائي متوازن.
  • ممارسة الرياضة كثيراً.
  • تجنب العقاقير الترويحية والتدخين.
  • التقليل من الكافيين إلى 200 مجم أو أقل يومياً.
  • القيام بفحوصات منتظمة قبل الولادة.

انتبهي سيدتي الحامل: حمية غذائية أثناء الحمل يهدد الأجنة

إجهاض بسبب العادات اليومية

  • أكل الطعام النيئ للحامل: يمثل خطراً كبيراً على الحمل، مثل: السوشي، والنودلز، واللحم المقدد (المجفف)، والبسطرمة، وغيرها، هذه الأطعمة غير المطهية جيداً يمكن أن تكون سبباً في تعرض الحامل للإجهاض؛ لاحتوائها على بكتيريا السالمونيلا الضارة.
  • تدليك البطن للحامل: العديد من النساء يقمن بتدليك بطونهن كنوع من المداعبة لأجنتهن واللعب معهم، وهو ما قد يضر بجدار الرحم، ويضغط على الجنين.
  • استخدام بعض زيوت وكريمات الوقاية من تشققات وعلامات التمدد غير الآمنة خلال الحمل، وهذا لا يعني عدم استخدامها، ولكن لا بد من استشارة الطبيب في الأنواع التي لا تحتوي على مكونات كيميائية.
  • المشي في الحمل، يعتقد معظم النساء أن المشي يسهل عملية الولادة، وهذا صحيح شرط أن يكون المشي بدون سرعة ومن دون إفراط، ولا يمكن بأي حال حمل أشياء ثقيلة الوزن، وبذل مجهود كبير قد يضر بالجنين.
  • تناول المثلجات للحامل، المعروف أن هناك ارتفاعاً لدرجة حرارة جسم الحامل عن جسم المرأة العادية، خصوصاً في فصل الصيف، ما يشعر الحامل برغبة ملحة في تناول المشروبات الباردة والمثلجات، مثل: الآيس كريم، وهو أمر قد يمثل خطورة على الجنين. يعود السبب في ذلك إلى الصدمة التي يتعرض لها جسم الحامل مرتفع الحرارة خلال تناولها شيئاً مثلجاً، ما يؤدي إلى حدوث انقباضات وتقلصات في الرحم، قد تؤدي إلى الإجهاض خاصة في الشهور الأولى. لذا يجب أن تشعر باعتدال درجة حرارة جسمها، حتى يمكنها تناول المثلجات التي يفضل أن تكون معدَّة منزليّاً لضمان أمانها، وهذا يعد من أحد أشهر أسباب الإجهاض.

أسباب الإجهاض المتكرر

حامل تتعرض لولادة صعبة
  • خلل الكروموسومات: قد يحدث خلل وراثي خلال عملية الإخصاب يمنع نمو الجنين، ويؤدي إلى الإجهاض، خاصة إذا كان الزوجان متقدمين في العمر.
  • اضطراب الهرمونات: 15% تقريباً من حالات الإجهاض، يرجع السبب فيها لخلل في الهرمونات، ما يعيق زرع البويضة المخصبة في الرحم.
  • مشكلات الرحم: عيوب الرحم كثيرة، وتختلف من حالة لأخرى، ولها أسباب متعددة، والأشعة السينية هي ما تكشفها.
  • وتعد مشكلات الرحم من أكبر أسباب الإجهاض، لعدم توافر البيئة الصحية لنمو الجنين.
  • الإصابة بمرض مزمن: مثل اضطرابات المناعة الذاتية، وأمراض القلب والكبد والكلى والسكري، وكلها من الأمراض المزمنة، التي تسبب الكثير من حالات الإجهاض والتي تصل نسبتها إلى 6%.
  • ارتفاع درجة الحرارة (الحمى): إصابة الحامل بحمى وارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم في أول الحمل، قد يؤدي إلى الإجهاض المبكر.
  • الفشل الكلوي: يتضاعف عمل الكلى في فترة الحمل، فإذا كانت الحامل تعاني من الفشل الكلوي فقد يؤدي هذا إلى مضاعفات تهدد حياة الأم والجنين.
  • بعض أمراض الرئة: خلال فترة الحمل، يتوسع الرحم ويتضخم، ما يقلص حجم هواء الشهيق، وتظهر علامات نقص الأوكسجين، ولا يمكن للرئة المصابة تزويد الجسم بكمية الأوكسجين اللازمة.
  • أمراض الغدد الصماء: إن اضطراب عمل هذه الغدد يمنع المرأة من الحمل، لذلك ينصح الأطباء بمعالجة هذه الاضطرابات قبل ذلك.
  • أمراض الدم: إن وجود خلل في عملية تخثر الدم، قد يسبب نزيفاً أثناء المخاض، أو الميل إلى تكوّن الجلطات الدموية.
  • الأمراض السرطانية: قد يؤدي حمل المرأة المصابة إلى نمو سريع للأورام، وبالتالي تدهور حالتها الصحية.

سبل الوقاية من أمراض خطيرة

امراض الحامل
متابعة الفحوص الطبية بشكل منتظم

لا يمكن للمرأة الحامل تجنب كل مصادر العدوى أثناء الحمل، ولكن يمكنها اتخاذ بعض الخطوات لتقلل من احتمالات إصابتها بأمراض خطيرة وتشمل:

  • الحصول على رعاية ما قبل الولادة؛ إذ من الضروري أن تقوم المرأة بفحوصات للتأكد من عدم إصابتها بأي مشكلة صحية قد تهدد حياة الجنين، وسوف يخبرها الطبيب بأهم الفحوصات الخاصة بالحمل.
  • تحصين الجسم من بعض أنواع العدوى؛ مثل جدري الماء والحصبة الألمانية، فينصح بأخذ اللقاحات التي تقي من الإصابة بها إذا لم تكن قد أصيبت بها من قبل.
  • عمل اختبار لبعض أنواع العدوى، مثل التهابات المسالك البولية، والتهاب البكتيريا العقدية من المجموعة ب، والتهاب الكبد الوبائي ب، وفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الحرص من انتقال أي عدوى سواء عن طريق غسل اليدين، واستخدام أدوات نظيفة، وعدم مشاركة الأواني والأكواب وأدوات الطعام، وتجنب الاقتراب من الحيوانات الأليفة خلال الحمل.
  • الابتعاد عن أي شخص مصاب بعدوى يمكن أن تنتقل للمرأة خلال الحمل، وتسبب لها أمراضاً خطيرة لا يجب أن تصيب الحامل.
  • المتابعة الدورية خلال الحمل من أهم الأمور التي تضمن الوقاية من الأمراض، وعلاجها منذ بدايتها قبل أن تسبب مضاعفات تؤثر على صحة الأم والجنين.
  • الاهتمام بنظافة الطعام؛ فيجب غسل الخضروات والفاكهة جيداً، والتأكد من طهي اللحوم والأسماك والبيض، وأن أسطح المطبخ نظيفة ومطهرة.

*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا الغلاف عليك استشارة طبيب متخصص.