خلال فترة الحمل والإنجاب عند المرأة، تعمل الهرمونات معاً بطرق معقدة. فالأدرينالين والنورادرينالين، هما اللذان يحضران الجسم للتصرف بسرعة في أوقات الضيق. بينما يعمل بيتا إندورفين، على مكافأة للدماغ وتسكين للألم. أما مواجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، فيتم إفرازه أثناء الحمل ويتم اكتشافه في اختبار الحمل، في حين يعتبر الاستروجين هرمون التكاثر لدى النساء والآباء والأمهات الذين يولدون، وغيرها من مختلف الهرمونات.
في هذا الموضوع يشرح لك الأطباء طبيعة عمل الهرمونات بالتفصيل، وكيف يمكن السيطرة عليها، لتحفيف الآثار السلبية؟.
قبل الحمل

خلال كل دورة شهرية، تشارك الهرمونات في التحضير للحمل كالآتي:
تشارك البروستاجلاندين في إطلاق البويضة من المبيض.
يساعد البروجسترون والريلاكسين على تحضير بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة.
الحمل المبكر
عندما تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، تساعد الهرمونات في دعم الحمل وتطور الجنين. ثم تفرز المشيمة هرمون HCG، مما يأمر المبايض بزيادة إنتاج هرموني الاستروجين والبروجيسترون. يقيس اختبار الحمل هرمون HCG بعد حوالي 11 يوماً من الحمل. كما يمنع البروجسترون إطلاق المزيد من البويضات، ويعمل على الحفاظ على بطانة الرحم وتكثيفها. بالإضافة إلى ذلك، يرسل البروجسترون إشارات إلى بطانة الرحم لتلبية احتياجات الطفل الغذائية حتى تتولى المشيمة زمام الأمور في الفترة من 8 إلى 12 أسبوعاً.
كل ما تريدين معرفته عن هرمونات الحمل؟
مع تقدم الحمل
هناك العديد من الهرمونات التي تدعم نمو الجنين وتكيف جسم الحامل، ومنها:
- ترسل هرمونات الريلاكسين إشارات للتغيرات في جسم المرأة الحامل أو الشخص من أجل تلبية احتياجات الأكسجين والعناصر الغذائية المتزايدة اللازمة للطفل النامي.
- يعمل البروجيسترون والريلاكسين على تقوية الرحم، ومنع انقباضه في وقت مبكر.
- الاستروجين والبروجيسترون والبرولاكتين والبروستاجلاندين تعمل على تجهيز الثديين لإنتاج الحليب، ولكن نفس الهرمونات تعمل على إيقاف تدفق الحليب في الوقت الحالي.
- يعمل هرمون البرولاكتين على إنتاج الحليب، والذي يتواجد في الثديين منذ الشهر الرابع من الحمل.
- يساهم هرمون الاستروجين في نمو الأعضاء الداخلية للطفل.
نهاية الحمل
مع اقتراب نهاية الحمل، تلعب الهرمونات دوراً في بدء المخاض، ويمكن أن تأتي هذه الهرمونات من المرأة الحامل والطفل:
- يعمل الريلاكسين على تليين أربطة الحوض حتى يتمكن الحوض من الانفتاح.
- يعمل هرمون الاستروجين على تنشيط مسارات تخفيف الألم في النخاع الشوكي استعداداً للولادة.
- تعمل الريلاكسين والبروستاجلاندين والاستروجين والأوكسيتوسين على تليين عنق الرحم على مدى عدة أسابيع.
- يقوم الاستروجين بإعداد الرحم لاستقبال هرمون الأوكسيتوسين أثناء الولادة.
- إذا تم تحفيز المخاض، يمكن استخدام البروستاجلاندينات الاصطناعية لمحاولة بدئه.
- إن النساء والأشخاص الذين سبق لهم الولادة هم أكثر استجابة لهرمون الأوكسيتوسين. وقد يفسر هذا سبب ميلهم إلى إنجاب أطفال أصغر بسهولة أكبر.
الولادة المبكرة
أثناء المخاض، تتحكم الهرمونات في الانقباضات وآليات التكيف.
- يؤدي الأوكسيتوسين والبروستوغلاندين إلى انقباض الرحم.
- توفر بيتا إندورفين تخفيف الألم لكل من الأم أو الوالد أثناء الولادة والطفل.
- تعمل بيتا إندورفين على تعديل إنتاج الأوكسيتوسين لفترة من الوقت، إذا ارتفعت مستويات الألم بشكل كبير.
- يُعتقد أن طرق المساعدة الذاتية لتسكين الألم تعمل على تعزيز إنتاج بيتا إندورفين.
آثار ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين والبروجيسترون أثناء الحمل:
- تقلبات المزاج.
- غثيان.
- حرقة في المعدة عند الحامل.
- إمساك.
ترتفع مستويات البيتا إندورفين أثناء الحمل، فهي توفر المتعة وتخفف الألم بشكل طبيعي. كما تعمل التمارين الرياضية أثناء الحمل على تعزيز إطلاق البيتا إندورفين أثناء المخاض.
هل هناك أي تغييرات في الشركاء؟
تشير الأبحاث التي أجريت على الآباء إلى أنهم يعانون أيضاً من انخفاض في هرمون التستوستيرون أثناء الحمل، مما قد يؤدي إلى مزيد من سلوك الرعاية والتغذية، واستجابة الجسم للشعور بعدم الأمان في المخاض المبكر، قد يرتفع مستوى الأدرينالين استجابة للتوتر أو القلق الخارجي. ويشمل ذلك التوتر اللاواعي، حيث يتم تحويل الدم من الرحم والطفل إلى القلب والرئتين والعضلات للاستعداد للولادة، ونتيجة لذلك، قد يتباطأ المخاض أو يتوقف، وإذا تباطأت عملية الولادة أو توقفت، فقد يؤدي ذلك إلى تدخلات لتسريع عملية الولادة مرة أخرى. كما أن القلق بشأن رد فعل الطفل تجاه انخفاض الأكسجين في الدم قد يزيد من الحاجة إلى الولادة .
الولادة والتلامس الجلدي

عمل الهرمونات بعد الولادة
بعد ولادة الطفل مباشرة، تعتبر الهرمونات مهمة أيضاً، كالآتي:
- تعمل هرمونات الأوكسيتوسين وبيتا إندورفين والبرولاكتين على توليد السعادة والترابط والمكافأة.
- يعمل التواصل الجلدي بين الجلد والعينين على تعزيز هرمون الأوكسيتوسين.
- يساعد هرمون الأوكسيتوسين على انقباض الرحم لتقليل النزيف ومساعدة المشيمة على الانفصال.
- هرمون البرولاكتين و هرمون الأوكسيتوسين يعملان على إنتاج الحليب و توصيله.
- تفرز البيتا إندورفين المزيد من هرمون البرولاكتين أثناء الرضاعة الطبيعية.
- عندما تولد المشيمة، تتوقف عن إرسال هرمون البروجسترون والاستروجين إلى الأم، أو الأم التي تلد. وهذا يعني أن الرضاعة (إنتاج الحليب) لم يعد مسدوداً. وهذا يعني أيضاً أن الرحم يمكن أن يعود إلى حجمه قبل الحمل.
- في المراحل المتأخرة من المخاض، يعمل الأدرينالين والنورادرينالين على خلق دفعة من الطاقة وانقباضات قوية، مما يساعد على ولادة الطفل.
ما هي الأمور التي يمكن أن تؤثر على النشاط الهرموني؟
إن مستويات كل هرمون أثناء الحمل والولادة تتحكم في توقيت العمليات المختلفة لكل من الطفل والأم على سبيل المثال، يتعامل الجسم مع المخاض الذي يبدأ ويستمر تلقائياً من خلال توليد استجابات هرمونية. وهذا ما يسمى "الإجهاد الإيجابي"، وتتضمن هذه الاستجابات آليات لمنع المخاض من التحول إلى "ضائقة".
كما أن الولادة القيصرية المخطط لها، والتحريض على الولادة، والتخدير فوق الجافية، كلها أمور من شأنها أن تغير طريقة توازن الهرمونات، وينطبق الأمر نفسه على فصل المولود عن الأم أو أحد الوالدين أثناء الولادة.
لكن فهم كيفية تأثير ممارسات الأمومة الشائعة على استجابات الجسم يمكن أن يساعد الأمهات في تحديد الممارسات التي يجب قبولها أو رفضها.
نصائح لإدارة الخلل الهرموني أثناء الحمل

تناولي البروتين في كل وجبة:
البروتين ضروري لنمو الطفل طوال فترة الحمل. تسمى اللبنات الأساسية للبروتين بالأحماض الأمينية. يساعد تناول البروتين الجسم على إنتاج المزيد من الأحماض الأمينية في الجسم والتي تعد ضرورية. تنتج الغدد الصماء هرمون الببتيد، المكون من الأحماض الأمينية. تنظم هرمونات الببتيد العديد من العمليات الفسيولوجية مثل النمو، واستقلاب الطاقة، والشهية أثناء الحمل، والإجهاد.
مارسي التمارين الرياضية بانتظام:
أثناء الحمل، يكون للنشاط البدني تأثير قوي على الصحة الهرمونية. لا تعمل التمارين الرياضية أثناء الحمل على تحسين تدفق الدم إلى العضلات فحسب، بل تزيد أيضاً من حساسية مستقبلات الهرمونات. كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أثناء الحمل تفيد في تقليل آلام الظهر؛ كما تقلل من خطر الإصابة بتسمم الحمل والولادة المبكرة. كما تعمل على تحسين اللياقة البدنية بشكل عام وتقوية القلب والأوعية الدموية.
قلّلي من تناول السكر:
يمكن أن يؤدي تقليل تناول السكر المضاف إلى تحسين الوظيفة الهرمونية ومنع السمنة والسكري والأمراض الأخرى. في حين أن الفواكه الطازجة تعد مصدراً رائعاً للعناصر الغذائية، حاولي تجنب إضافة السكر إلى العصير، ويجب على النساء الحوامل الامتناع تماماً عن المشروبات المعبأة والمشروبات الغازية، وبالتالي زيادة الصحة الهرمونية عن طريق تقليل تناول المشروبات السكرية والسكريات الأخرى.
احصلي على نوم جيد:
بغض النظر عن مدى تغذية النظام الغذائي ومدى اتساق روتين التمارين الرياضية، لا يزال الجسم يتكيف مع التغييرات الرئيسية. في مثل هذه الأوقات الحاسمة، يعد الحصول على نوم جيد ليلاً أمراً مهماً للجسم للراحة والتعافي. يرتبط الحرمان من النوم باختلال التوازن في العديد من الهرمونات مثل الأنسولين والكورتيزول واللبتين والجريلين وهرمون النمو البشري. وقد ثبت أن قلة النوم تسبب انخفاضاً في مستويات الهرمونات وزيادة هرمونات الجوع والتوتر ومقاومة الأنسولين.
قلّلي من التوتر:
التوتر أثناء الحمل ضار بصحة الأم والطفل. يُعرف الكورتيزول بأنه هرمون التوتر، حيث يساعد الجسم على التعامل مع التوتر طويل الأمد. يستجيب الجسم للتوتر وينشط سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى إنتاج الكورتيزول. ومع ذلك، فإن التوتر المزمن يضعف آلية التغذية الراجعة التي تعيد النظام الصماء إلى طبيعته. قد تساعد المشاركة في التأمل واليوغا والأنشطة المهدئة الأخرى في تطبيع مستويات هرمون التوتر الكورتيزول أثناء الحمل.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص