للحامل في رمضان: اطلبي من أطفالك مساعدتك في تحضير الفطور

صورة لعائلة داخل المطبخ
أم وولدها وابنتها يتشاركون إعداد الطعام

نعم سيدتي الأم؛ أنت حامل وربما لديك أطفال لازالوا يحتاجون لرعايتك، أو كنت تعملين، لهذا فإن دعوة أطفالك لدخول المطبخ ومشاركتك إعداد وجبة الفطور خطوة وأمر يريحك بدرجة ما، وقد يكون أمراً ممتعاً للأطفال أيضاً، ومنه سيتعلمون قيمة العطاء والإحساس بالفرح بسبب مساعدة الآخرين، وكثيراً ما تساعد هذه الأنشطة العملية في تعزيز شعور الطفل بالهوية والانتماء، والكثير من القيم الإنسانية.
وفي لقاء بالدكتورة آمال العياط أستاذة التربية وطب نفس الطفل نتعرف إلى الفوائد الكثيرة التي ستعود على الطفل عند مشاركته إعداد الفطور في شهر رمضان وتشرح الخطوات والطريقة.

تقديم يد المساعدة للأم تُشعر الطفل بقيم حياتية كثيرة

أسرة تتشارك في إعداد فطيرة الحلوى

إشراك الأطفال في أعمال المنزل وتلبية ما يحتاج إليه أفراد العائلة، أو تقديم يد المساعدة عند إعداد الطعام وتحضيره أمر ضروري ومن الأمور التي تُشعرهم بالفخر، وخير ما يتمثل هذا السلوك الجميل في شهر رمضان الكريم؛ حيث يجتمع أفراد الأسرة مرتين في اليوم الواحد.
والأمر أو الفائدة هنا لا تقتصر على مجرد التعاون ومساعدة الأسرة في إعداد وجبتي الفطور والسحور، بقدر ما تغرس تلك العادة مهارات وسلوكيات جديدة وقيماً إنسانية محببة يشب عليها الطفل فتلازمه مدى حياته.
نعم تلك المساعدة ستكون أشبه بمحطة تدريبية على إدارة الأمور، وعلى التربية الصحية والتسلسل، كما تضمن تعليم المهارات الأساسية للطفل في الطبخ، والاعتماد على النفس بقضايا أساسية تخص الابن أو الابنة مستقبلاً.
أوقات المساعدة التي سيقدمها أطفالك ستقوم بتعليمهم بعض القيم، وستكون رسائل غير مباشرة في هذا الوقت من الآباء لأطفالهم، بدلاً من جلسات الوعظ المباشرة.
مشاركة الابن وتقديم يد المساعدة معك بشهر رمضان ستقوم بتغيير المفهوم السائد عن مسؤولية الفتاة والفتى، وأن دخول المطبخ للفتاة فقط ولا تصح للولد، بجانب تعليمه معنى المسؤولية والعمل الجماعي.
يجب تقسيم المهام في المطبخ وتوزيعها بشكل يتماشى مع شخصية الطفل؛ فمثلاً يمكن إعطاء الطفل الصغير فوطة، ليمسح طاولة المطبخ، أو تسليمه إسفنج الغسيل، أو إعطاؤه الأواني الآمنة؛ ليشعر بأن لوجوده أهمية.

الرسم.. بوابة الطفل لتنمية مهاراته وتعزيز إبداعاته هيا أعدي أدواته

خطوات لإشراك الطفل في أعمال المطبخ

طفلة تضيف الكريمة للحلوى بالمطبخ

أولى الخطوات: جلب كؤوس المياه إلى الطاولة أو إحضار الخبز ورص الملاعق، ما يعني اهتماماً بالآخرين والرغبة في مساعدتهم وتهيئة جو أسري محبّب.
وفي حال كبر الطفل تكبر المسؤولية عليه في إعداد الطعام، وهذا السلوك إن مارسته العائلات مبكراً سيكتسب الأطفال خبرات حياتية مختلفة يصعب تعلمها في مكان آخر.
وثاني الخطوات: وحتى يستمر الطفل في المشاركة، على الآباء توفير عنصر الأمان داخل المطبخ، وإبعاد الطفل عن منطقة الخطر؛ مثل تعليمه كيفية استخدام السكين بعد سن السادسة أو السابعة؛ وطريقة التعامل واستخدامها بأمان.
والخطوة الأخيرة: أن كل هذه الخطوات ستساعد وتحفّز الطفل على تعزيز صحته النفسية والجسمانية والعقلية، وبالشكل الذي يرضيك ويسعدك كأم ومربية فاضلة.

مشاركة أطفالك في تحضير فطور رمضان تزيدهم صحة

مشاركة أطفالك في إعداد الطعام، تجعلهم يختارون الأطعمة الصحية ويتعرفون إليها، ما يحفزهم على الابتعاد عن المأكولات المضرّة.
معرفة الطفل بمكونات كل طبق تجعله مدركاً لما يحويه الطعام، مثل القول.. "إنكم تضيفون خضاراً نظراً لغناها بالفيتامينات والمعادن"، وهذا يساعد الطفل على التذكر والتعرف إلى القيمة الغذائية للوجبة.
المشاركة في الطهو وتحضير الفطور على السُفرة، ليست فرصة لتعليم الطفل فحسب بل تساعد الأهل على التقرّب أكثر من أطفالهم، وقضاء وقت مفيد معهم؛ بحيث تشعرون- جميع أفراد الأسرة- بالانتماء الأسري والفخر لدى تناولكم الوجبة التي تشاركتم في تحضيرها.
لا تقتصر فائدة المشاركة على الناحية الغذائية والصحية فقط، إذ إنها تؤدي دوراً في تعزيز القدرات التعليمية للطفل، وبالأخص في الرياضيات، فهو يجعل أطفالكم طلاباً أفضل في المدرسة وخارجها.

مشاركة طفلك تعلّمه الحساب والصبر

طفلة سعيدة بمشاركة أمها عمل الحلوى

الأمر ليس غريباً، فالطاهي يسجّل ويحسب الوقت، وانتظار نضوج الكعكة -مثلاً- يتيح للطفل الانتباه للمقادير عند الإعداد، ويعلّمه الصبر والانتظار لما سيكون عليه شكل الكعكة النهائي، وبهذا يؤدي الطهو دوراً إيجابياً في تنمية مواهب الأطفال وتحسين أدائهم المدرسي.
دعوة طفلك ليشاركك إعداد وجبة لن تشعره بأنها مهمة صعبة، بل سيستمتع داخل المطبخ وهو بجانبك باستخدام المواد الخام وأواني الطعام، بجانب تعليمه مفاهيم رياضية وحسابية، وتحسن مهارات القراءة والإبداع وقواعد السلامة، وأساسيات التغذية.
اعرضي على طفلك، أن يساعدك في إعداد الفواكه والخضروات للطهي؛ بغسل الفواكه والخضروات في الحوض مثلاً، بتقسيم الخس للسلطة، بإعداد أدوات السُفرة وإعدادها للفطور وهكذا.

المشاركة تنمّي مهارات الطفل

أسرة تتناول وجبة خفيفة

وهنا ينصح الخبراء باستغلال فرحة رمضان وانتظار التجمع العائلي على الفطور أو السحور، بأن نحث الطفل ليستمتع بالمشاركة في الطبخ من حين لآخر تحت مراقبتنا.
أن يقوموا بتحضير وصفات خاصة بسيطة وسريعة، باستخدام البيض والجبن والخضروات والفواكه، وهي طريقة ناجحة جداً في حثهم على المشاركة، وتنمية بعض المهارات لديهم؛ كتقديم يد المساعدة، وإدراك معنى المشاركة الجماعية في المناسبة الجميلة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.