أهمية التلامس الجسدي وتأثيره الإيجابي على نمو الرضيع وحقائق علمية وراءه/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/1808676-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%B9
أم تحتضن رضيعها بعد الولادة مباشرة
"التلامس الجسدي- الجلدي- بين الأم والمولود أو ما تسمى بطريقة الكنغر، تعد من أهم ما ينصح به أطباء الأطفال اليوم؛ لما له من فوائد مهمة للأم والطفل معاً؛ حيث أظهرت العديد من الدراسات أن وضع الرضيع عارياً على صدر الأم مباشرة -"Skin to skin"- من العوامل التي تؤثر بشكل ملحوظ على تكوين ميكروبيوم الأمعاء للرضيع حتى عمر 6 أشهر، وأن هناك زيادة ملحوظة في البكتيريا النافعة "البيفيدوبكتريوم" في أمعاء الرضع الذين تم احتضانهم بشكل متكرر، وبنسبة تصل إلى 11%، مقارنة بالرضع الذين كان التفاعل الجلدي معهم محدوداً". بهذه المقدمة العلمية الشيقة يتحدث الدكتور محمود سيد المرسي أستاذ النساء والتوليد عن أهمية التلامس الجسدي وتأثيره الإيجابي على نمو الرضيع، ويتابع بمزيد من التفاصيل لنتعرف إلى نقطة بداية الفكرة، وطريقة التلامس الجسدي وفوائده، إلى جانب شرح وافٍ للطرق البديلة.
نقطة بداية الفكرة
أم ترضع طفلها وتقبله
هناك إجماع علمي ونفسي بأن التلامس المباشر بين الأم وجلد الطفل فور الولادة، يعتبر بوابة لبناء علاقة قوية بين الطرفين وتعزيز صحة الطفل على المستويين الجسدي والنفسي. لهذا يُوصَى بضرورة وضع الطفل على صدر الأم عقب الولادة، لما لذلك من تأثيرات إيجابية تمتد إلى مراحل نموه الأولى. بدأت القصة في بوغوتا بكولومبيا بأميركا الجنوبية، في سبعينيات القرن العشرين، حيث لم يكن لدى طبيبين ما يكفي من الحاضنات لرعاية جميع الأطفال الخدج في مستشفاهم. لذا، وضعوا هؤلاء الأطفال الصغار العراة مباشرة على أجساد أمهاتهم مع تغطية الأم والطفل بغطاء خارجي، ما يسمح لحرارة جسم الأم بتدفئة الطفل، بعدها تعافى الأطفال بشكل جيد. وقد أطلق الأطباء على تقنيتهم اسم "طريقة أم الكنغر"، وتتضمن الطريقة أيضاً تعليمات ودعم للرضاعة الطبيعية، وتم اختصار هذا المصطلح إلى "رعاية الكنغر"، وارتبط تحديداً بالجانب المتعلق بالجلد.
طريقة التلامس الجلدي بين الأم والطفل
يد أم تحتضن يد مولودها
تكون بوضع المولود على صدر الأم فور ولادته، أو بأن تنزع الأم الملابس من منطقة جسدها العلوية ووضع الطفل بدون أي ملابس على صدرها مع وضع غطاء عليهما سوية، والجلوس في غرفة معتدلة الحرارة، والبقاء على هذه الوضعية لمدة ساعة يومياً.
دراسات طبية تؤكد:
رضيع يحتضن أمه ويقبلها
التلامس الجلدي بين الأم والطفل أكدت عليه عدد من الدراسات الطبية قام بها مجموعة باحثين من مدرسة هارفارد ومستشفى بوسطن للأطفال في ولاية ماساشوستس.
تلامس جلد الأم والرضيع بعد عملية الولادة مباشرة، يساهم في تنظيم درجة الحرارة وعملية التنفس للمولود الجديد، ويقلل من خطر الوفاة عند الرضع من ذوي الوزن المنخفض.
جميع الأطباء يشددون على ضرورة التلامس بين الطفل والأم بعد الولادة مباشرةً، حتى في حالة الولادة القيصرية، شرط أن تكون الولادة القيصرية ببنج نصفي وليس كلياً، ويرجع أهمية ذلك إلى ضرورة التلامس بين الأم والطفل.
احتضان الأم للطفل ووضعه على الصدر فور الولادة، معلومة يجب أن تصل إلى الأمهات الجديدات، حيث تساعد على إرسال إشارات إلى مخ الطفل، وتحفزه على إفراز هرمون اللبن؛ مما يهيئ الطفل للرضاعة، فضلاً عن أن ذلك يقلل من اكتئاب ما بعد الولادة، إضافة إلى أن العلاقة النفسية بين الطفل والأم تتكّون في هذه اللحظة.
تابع: فوائد التلامس الجلدي بين الأم والطفل
أم تحمل رضيعها
تعزيز المناعة لدى المولود.
تسهيل خروج المشيمة من رحم الأم وتقليل الألم.
ضبط مستوى حرارة جسم الطفل.
تحسين ضربات القلب لدى الطفل.
يقلل من بكاء الطفل بعد الولادة.
جلب حليب الرضاعة في صدر الأم.
يساعد في تهدئة الطفل لسماعه صوت نبضات قلب أمه.
يشجع الطفل على الرضاعة من صدر الأم.
يزيد من فترة الرضاعة الطبيعية.
التلامس يساعد في تحسين نمو الطفل بشكل طبيعي وخاصة المواليد الخدج.
يساعد التلامس على زيادة التقارب بين الأم والطفل.
يقلل من تعريض الأم لاحتقان الثدي.
يحسن من عملية النوم لدى المواليد خاصة والأطفال بشكل عام.
يعزز الحالة النفسية الجيدة لدى الأطفال.
التلامس الجلدي يقي الأم من اكتئاب ما بعد الولادة.
طرق بديلة لملامسة الجلد بالجلد
تدليك جسم الطفل
يستطيع الآباء أن يواصلوا تنمية الترابط والمودة الجسدية من خلال تدليك الرضيع بالزيوت بشكل منتظم، وغير ذلك من أشكال الأمس، وهذه الأنشطة فرصة للآباء للتواصل مع أطفالهم، كما توفر مجموعة من الفوائد التنموية والتأثيرات الإيجابية. التدليك اللطيف لجسم الطفل يمكن أن يعزز الاسترخاء، ويقلل من التوتر ويحسن أنماط النوم، كما يمكن أن يساعد في الهضم، ويخفف من أعراض المغص ويعزز النمو البدني العام، ومن خلال قوة اللمس، يمكن للوالدين خلق بيئة داعمة تعزز الرابطة القوية مع صغارهم. بالإضافة إلى التدليك، يمكن لأشكال أخرى من رعاية المودة الجسدية أن تساهم أيضاً في تعزيز العلاقة بين الوالدين والطفل، مثل العناق والمداعبة والتربيت اللطيف، وكلها تشعر الطفل بالأمان والحب والدعم؛ ما يعزز العلاقة بين الطفل والوالدين. حيث توفر هذه الإيماءات البسيطة الراحة، وتقلل من القلق، وتعزز الرفاهية العاطفية لكل من الوالدين والأطفال، ومن المهم أن نلاحظ أن كل طفل فريد من نوعه، ويختلف عن الآخر، ومن المهم الانتباه إلى إشاراته وتفضيلاته. قد يستمتع بعض الأطفال بتدليك كامل الجسم، بينما قد يجد آخرون الراحة في اللمسة اللطيفة أثناء وقت الرضاعة، والهدف في النهاية هو خلق جو دافئ ومحب؛ حيث يمكن لكل من الوالد والطفل خلق التواصل من خلال تفاعلات ذات مغزى تعزز علاقتهما. *ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.