انسداد الشرايين، المعروف أيضاً باسم تصلب الشرايين، هو تراكم المواد الليفية والدهنية داخل الشرايين، وهو الحالة الصحية الأساسية التي تسبب أمراض القلب التاجية وأمراض الدورة الدموية الأخرى.
ويمكن أن يؤثر تصلب الشرايين في جميع الشرايين، ولكن بشكل خاص تلك التي تزود القلب بالدم «الشرايين التاجية»، وشرايين الرقبة التي تزود الدماغ بالدم «الشرايين السباتية»، والشرايين التي تغذي الساقين «المحيطية».
ويمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى ظهور أعراض مثل ألم الصدر «الذبحة الصدرية» أو يؤدي إلى حالات تهدد الحياة مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
ألم الصدر هو في الواقع أكثر الأعراض شيوعاً لدى كل من الرجال والنساء، لكن قد لا تعاني النساء من ألم شديد في الصدر، الشعور بالثقل وكأن شيئاً ثقيلاً يجلس على الصدر.
انسداد الشرايين لدى النساء.. ما الأعراض؟
عادة ما تختلف أعراض انسداد الشرايين، المعروف أيضاً باسم تصلب الشرايين؛ إذ تكون أعراض انسداد الشرايين عند الرجال مختلفة عند النساء، بحسب ما أكدت الدكتورة ييل إيريكا سباتز، الحاصلة على دكتوراه في الطب، وهي باحثة سريرية في مركز ييل لأبحاث وتقييم النتائج.
ويمكن أن يؤدي انسداد الشرايين في النهاية إلى ظهور أعراض مثل ألم الصدر «الذبحة الصدرية» أو يؤدي إلى حالات تهدد الحياة مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وبدلاً من ذلك، قد تعاني النساء من ضيق أو ألم خفيف في الصدر، وقد يعانين من ضيق في التنفس، أو ألم في الفك، أو غثيان.
تقول الدكتورة سباتز: «في بعض الأحيان، تكون الأعراض أكثر انتشاراً لدى النساء، مثل الدوخة أو الجلد الرطب أو التعب غير المعتاد عند المشي أو القيام بأي نشاط بدني آخر، وقد تحدث الأعراض أيضاً في أوقات التوتر».
يقول الدكتور سباتز: «كل هذا قد يؤدي إلى عدم إدراك النساء وأطبائهن للأعراض؛ وبالتالي تجاهل خطورة الحالة».
كيف تختلف النوبة القلبية عند النساء منها عند الرجال؟
النوبة القلبية عادة ما تكون ناجمة عن انسداد في شريان القلب، ومعظم النساء اللاتي يعانين من نوبة قلبية سوف يعانين من هذه النتيجة، ولكن لدى عدد كبير من النساء اللاتي تظهر عليهن علامات الأزمة القلبية؛ لا يوجد انسداد.
هناك تأكيد أكبر بأن النساء يعانين من أشكال غير تقليدية من النوبات القلبية، تقول الدكتورة سباتز: «يمكن لبعض اختبارات التصوير الحديثة لدينا والتقييمات المعتمدة على القسطرة أن تكشف عن مرض في الشرايين الصغيرة للقلب [المعروف باسم خلل الأوعية الدموية الدقيقة، الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبات قلبية».
وأضافت: «في حالات أخرى، قد يكون الحدث القلبي نتيجة لتمزق اللويحة أو تشنج الشريان، ومن الممكن أن يكون التمزق أو التشنج قد حدث وقت ألم الصدر، ولكن بحلول الوقت الذي تدخل فيه المرأة إلى مختبر القسطرة تكون المشكلة قد حُلت ويبدو الشريان طبيعياً».
وقد لا يتم اكتشاف الخلل في الأوعية الدموية الدقيقة، وقد يتم استبعاد الحدث باعتباره: «ليس قلبياً»، كما توضح الدكتورة سباتز، مضيفة أن هذا يمكن أن يحدث أيضاً مع تشنج الأوعية التاجية، وهو شد مفاجئ للأوعية الدموية التي تزود عضلة القلب بالأكسجين، ويُعتبر خللاً مؤقتاً، ولكنه قد يكون خطيراً.
وتضيف الدكتورة سباتز: «قد يعزو الأطباء الأعراض إلى القلق أو مشكلة متعلقة بالمعدة، وفي بعض الأحيان، تغادر النساء المستشفى برسالة مختلطة، لقد أُصبت بنوبة قلبية، لكن شرايين القلب كانت نظيفة».
ويقود الدكتور شاه فريقاً لدراسة كيف يمكن لاختبارات القلب التشخيصية الموسعة للنساء أن تساعد في تحديد الأشكال غير التقليدية للنوبات القلبية التي تكون أكثر شيوعاً عند النساء؟.. فعندما لا تكون الشرايين الرئيسية مسدودة، يتضمن الاختبار دراسة قسطرة القلب التي يقول عنها القليل فقط، وفي البلاد تقدم في هذه المرحلة، عندما لا يُظهر تصوير الأوعية الدموية أي انسدادات، يقوم الدكتور شاه بحقن دواء يُسمى الأسيتيل كولين في الأوعية الدموية الذي يساعد في اختبار التشنج الوعائي، ويتبع ذلك إجراء اختبار لخلل الأوعية الدموية الدقيقة باستخدام سلك متخصص لتقييم أوعية القلب الصغيرة التي تحمل معظم إمدادات الدم للقلب.
هل يهمكِ التعرف إلى أعراض احتشاء عضلة القلب؟
العلاقة بين الهرمونات وصحة المرأة القلبية
هرمون الإستروجين يحمي القلب في سنوات ما قبل انقطاع الطمث؛ فهو يريح الشرايين ويعزز الكوليسترول الجيد.
وتقول الدكتورة سباتز: «ولكن مع اقتراب سن اليأس، ينخفض هرمون الإستروجين، ونرى المزيد من عوامل الخطر القلبية الوعائية، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، لدى النساء، كما تبدأ حالات الإصابة بأمراض القلب لدى النساء في الارتفاع عند سن 65 عاماً تقريباً -بعد نحو 10 سنوات من الرجال- وهذا على الأرجح بسبب الآثار الإيجابية المتبقية للإستروجين».
كان السؤال المستمر هو ما إذا كان العلاج بالهرمونات البديلة «HRT» يحمي من أمراض القلب حيث يُستخدم العلاج التعويضي بالهرمونات ليحل محل هرمون الإستروجين الذي يتوقف جسم المرأة عن إنتاجه بعد انقطاع الطمث؟ وبالنسبة للنساء اللاتي لا يزال لديهن الرحم، عادة ما يتم وصفه مع هرمون آخر يُسمى البروجسترون.
في الثمانينيات والتسعينيات، تم استخدام الإستروجين بكثرة للوقاية من أمراض القلب لدى النساء، ثم قامت مبادرة صحة المرأة، وهي سلسلة من الدراسات السريرية التي بدأتها المعاهد الوطنية للصحة، باختبار تأثيرات هرمون الإستروجين وحده ووجدت ارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وفي النهاية وبعد العديد من الأبحاث والدراسات، تم الكشف أن هرمون الإستروجين آمناً في الغالب وقد يساعد في تقليل مخاطر القلب والأوعية الدموية، ولكن فقط عند النساء الأصغر من 60 عاماً أو اللاتي يقل عمرهن عن 10 سنوات بعد انقطاع الطمث ولا يعانين من أمراض القلب، ولسنا عرضة لخطر مرتفع من سرطان الثدي.
ريما يهمكِ قراءة المزيد عن أعراض الشريان التاجي.
* المصادر:
- «Yale Medicine».
- «British Heart Foundation».
**ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.