أحدث العلاجات المتاحة لسرطان الثدي برأي طبيبة

أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي - المصدر freepik
أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي - المصدر freepik

يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، وتتطور علاجاته بشكل مستمر لتناسب مختلف الحالات الصحية والمراحل التي يمر بها المرض.
شهدت طرق علاج سرطان الثدي تطوراً ملحوظاً خلال السنوات القريبة الماضية، ما انعكس على نسب الشفاء التي ارتفعت نسبياً. وللحديث عن أحدث طرق العلاج المتوافرة الآن لسرطان الثدي، التقت "سيّدتي" الدكتورة نهال المشد، أستاذة علاج الأورام بجامعة طنطا المصرية، وكان الموضوع الآتي:

الدكتورة نهال المشد

الخيارات العلاجية لسرطان الثدي

تشير الدكتورة المشد بداية إلى أن الخطة العلاجية تتوقف على عدد من العوامل، منها مرحلة المرض، سرعة نمو الخلايا السرطانية، ومدى استجابتها للعلاج الهرموني، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريضة وتفضيلاتها الشخصية.

الجراحة

تعتبر الجراحة من أولى خطوات علاج سرطان الثدي في معظم الحالات. وتشمل الجراحة نوعين رئيسيين:

الجراحة التحفظية

تتمثل الجراحة التحفظية في إزالة كتلة الورم وبعض الأنسجة المحيطة بها مع الحفاظ على بقية أنسجة الثدي. تُعرف هذه الجراحة أيضاً باستئصال الورم وتستخدم غالباً في حالات الأورام الصغيرة. من المهم الإشارة إلى أن الجراحة التحفظية غالباً ما تتطلب علاجاً إشعاعياً بعد الجراحة لضمان عدم عودة السرطان.

استئصال الثدي بالكامل

يتم في هذا النوع من الجراحة إزالة جميع أنسجة الثدي، بما في ذلك الحلمة والهالة. ويعد استئصال الثدي البسيط من أكثر الإجراءات شيوعاً في هذا النوع من الجراحات. يُنصح بإجراء هذه الجراحة في حال وجود أورام كبيرة أو عند وجود عدة مناطق مصابة في الثدي.

الأنواع الحديثة لجراحة استئصال الثدي

تتضمن التطورات الحديثة في جراحة استئصال الثدي بعض الإجراءات التي تهدف إلى تحسين المظهر الجمالي بعد العملية، مثل استئصال الثدي مع إبقاء الجلد أو الحلمة. يُترك بعض الجلد أو الحلمة والأنسجة المحيطة بها لتحسين مظهر الثدي بعد الجراحة، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية للمريضة بعد العملية.

استئصال العقد اللمفية

وهي تعد جراحة أيضاً، لكن تختلف عن الجراحة التي تستهدف الثدي وتشمل:

خزعة العقدة الخافرة

عند استئصال بعض العُقَد اللمفية للاختبار، يمكن تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى تلك العقد أم لا. فإذا لم يُعثر على السرطان في العقد اللمفية التي تم استئصالها، يكون احتمال انتشاره إلى بقية العقد ضعيفاً، ولا يلزم إجراء المزيد من الاستئصال.

تشريح العقد اللمفية الإبطية

في بعض الحالات التي يُظهر فيها الفحص انتشار السرطان إلى العقد اللمفية، يتم استئصال عدد أكبر من هذه العقد لتحديد مدى انتشار السرطان بدقة.

الكشف المبكر عن سرطان الثدي يساعد في العلاج - المصدر freepik

العلاج الكيميائي

قد يكون العلاج الكيميائي هو الطريقة الأكثر انتشاراً لعلاج سرطان الثدي، بحسب أستاذة علاج الأورام، التي قسمت العلاج الكيميائي إلى التالي:

العلاج الكيميائي قبل الجراحة

يُستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، مما يسهِّل استئصاله. ويُستخدم أيضاً للحدّ من انتشار السرطان إلى العقد اللمفية. عند نجاح العلاج الكيميائي في تقليص حجم الورم، قد لا تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة لاستئصال العديد من العقد اللمفية.

العلاج الكيميائي بعد الجراحة

بعد استئصال الورم، يُستخدم العلاج الكيميائي للقضاء على أية خلايا سرطانية قد تبقى في الجسم. يهدف هذا العلاج إلى تقليل خطر عودة السرطان.

العلاج الكيميائي للسرطان المنتشر

عندما ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، يُستخدم العلاج الكيميائي للسيطرة عليه والتخفيف من الأعراض، مثل الألم.

الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي

تشمل الآثار الجانبية الشائعة: تساقط الشعر، والغثيان، والتعب الشديد. وهناك آثار جانبية أقل شيوعاً مثل انقطاع الطمث المبكر واعتلال الأعصاب.

العلاج الهرموني لإبطاء نمو السرطان

يُستخدم العلاج الهرموني لمنع إنتاج هرمونات الجسم التي قد تساعد في نمو السرطان. يتضمن هذا العلاج:

الأدوية المعدلة للمستقبلات الهرمونية

تعمل هذه الأدوية على منع ارتباط الهرمونات بالخلايا السرطانية، مثل:

مثبطات الأروماتاز

تعمل هذه الأدوية على منع إفراز الجسم لهرمون الإستروجين، مما يقلص نمو الخلايا السرطانية.

أدوية منع إفراز الهرمونات من المبايض

قد تُستخدم هذه الطريقة لدى النساء قبل انقطاع الطمث لمنع إفراز هرمونات تساعد على نمو السرطان.
اقرئي أيضاً ترميم الثدي يعيد الثقة إلى الناجيات من سرطان الثدي.. جرَّاح تجميل يتحدث

الآثار الجانبية للعلاج الهرموني

تشمل الآثار الجانبية الشائعة الهبَّات الساخنة، والتعرق الليلي، وجفاف المهبل، بالإضافة إلى زيادة خطر هشاشة العظام والجلطات الدموية.

العلاج المهدّف

يستخدم العلاج المهدّف أدوية متخصصة، تستهدف بروتينات معينة موجودة في الخلايا السرطانية، مثل بروتين HER2. تشمل هذه الأدوية الآتي:

تراستوزوماب (Herceptin)

يُستخدم لاستهداف بروتين HER2 الموجود في بعض خلايا سرطان الثدي، ويمنع نمو هذه الخلايا وتكاثرها.

بيرتوزوماب (Perjeta)

يُستخدم جنباً إلى جنب مع تراستوزوماب لعلاج سرطان الثدي المتقدم والنقيلي.

تراستوزوماب إمتانسين (Kadcyla)

يجمع بين علاج تراستوزوماب والعلاج الكيميائي لإدخال العلاج الكيميائي مباشرة إلى الخلايا السرطانية.

العلاج الإشعاعي

بعد الجراحة، يُستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير أي خلايا سرطانية قد تبقى في الجسم. يستخدم الإشعاع عادة بعد الجراحة ويقلل من خطر عودة السرطان. تشمل الآثار الجانبية الشعور بالتعب وظهور طفح جلدي في مكان الإشعاع.

العلاج المناعي

العلاج المناعي يُستخدم لمساعدة الجهاز المناعي على التعرف إلى الخلايا السرطانية والقضاء عليها. يمكن استخدام هذا العلاج في حالات سرطان الثدي ثلاثي السلبية.

الرعاية التلطيفية

تعد الرعاية التلطيفية جزءاً مهماً من علاج السرطان، حيث تركز على تخفيف الألم وتحسين جودة حياة المريضة أثناء تلقيها للعلاجات الأخرى.
واختتمت الدكتورة نهال المشد، أستاذة علاج الأورام بجامعة طنطا المصرية، حديثها لـ "سيدتي" مؤكدة أن خطة علاج سرطان الثدي تعتمد على مرحلة المرض وحالة المريضة. تُستخدم عدة استراتيجيات علاجية متكاملة تشمل الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج الهرموني، العلاج الإشعاعي، والعلاج الاستهدافي لضمان تحقيق أفضل النتائج الصحية للمريضة.


*ملاحظة من "سيدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.