«سيماجلوتايد»، دواءٌ يستخدمُ في علاجِ النوعِ الثاني من مرضِ السكري، والسُّمنة، ويباعُ بأسماءٍ تجاريَّةٍ عدة، منها «أوزمبيك»، و«رويبلسيس». وحالياً، يكثرُ الحديثُ بين الناسِ عن إبر «أوزمبيك»، خاصَّةً مع تزايدِ عددِ مستخدميها حتى من غير المصابين بالسكري.
إعداد : نسرين حمود
إبر أوزمبيك مالئةُ الدنيا، وشاغلةُ الناس، إن صحَّ القول، إذ يستخدمها بعضهم لخفضِ الوزنِ دون أن يكونوا مصابين بالسكري، كما تكثرُ الأدلَّة أخيراً على دورِ الإبرِ في تحسين الخصوبةِ أيضاً، وحتى الحدّ من وفيات النوع الثاني من السكري، نتيجة أمراض القلب، والكلى. عن هذه الإبر، تتحدَّثُ لـ «سيدتي» الدكتورة أسرار السيد هاشم، استشاريَّة الأمراض الباطنيَّة والغدد الصمَّاء وداء السكري، ورئيسة الرابطة الكويتيَّة لأمراض السَّمنة.
علاج النوع الثاني من السكري
تقولُ الدكتورة أسرار السيد هاشم لـ «سيدتي»: «إبرُ أوزمبيك، تناسبُ مرضى النوعِ الثاني من السكري، الذين يعانون من زيادةٍ في الوزن، أو مرضِ السَّمنة». داعيةً إلى التأكُّدِ جيِّداً من عدمِ وجودِ موانعَ لاستخدامها.
وتجيبُ عن سؤالنا حول فئاتٍ من مرضى النوعِ الثاني من السكري الذين لا ينصحون بأخذ إبرِ أوزمبيك بالقول: «يمنعُ استخدامُ علاجِ الأوزمبيك من قِبل الحواملِ والمرضعات، وعند الإصابةِ السابقةِ بالتهابِ البنكرياس، أو وجودِ تاريخٍ طبي شخصي، أو أسري للإصابةِ بنوعٍ محدَّدٍ من أورام الغدة الدرقيَّة، يُسمَّى Medullary Thyroid Cancer».
وحول الآثارِ الجانبيَّة الأكثر شيوعاً التي يُبلِّغُ عنها المرضى ممَّن يأخذون إبر أوزمبيك، توضحُ أنها «ترتبطُ بالجهازِ الهضمي، وهي الغثيانُ، والاستفراغُ، والإمساكُ، والإسهالُ أحياناً». وتتابع: «حدَّة الأعراضِ الجانبيَّة، تزيدُ عند المصابين بأمراضِ الجهازِ الهضمي مثل: ارتجاعِ المعدة، والتهابها، والتقرُّحاتِ فيها، والقولون العصبي». وتدعو الشاكين من الأعراضِ المذكورةِ جرَّاء أخذِ علاج «أوزمبيك» إلى التقليلِ من حدَّة الآثارِ الجانبيَّة عبر النظامِ الغذائي بتناولِ وجباتٍ صغيرةٍ متفرِّقةٍ خلال اليوم، عوضاً عن وجباتٍ كبيرةٍ، أو دسمةٍ. كذلك يمكن استخدامُ العلاجاتِ الخافضةِ لأحماض المعدة، والمليِّناتِ عند اللزوم.
علاج آمن وفاعل
لناحيةِ فاعليَّة الأوزمبيك، مقارنةً بالخياراتِ الأخرى المتاحةِ لعلاجِ النوع الثاني من السكري، تشرحُ الدكتورة أسرار بأن «إبرَ أوزمبيك آمنةٌ وفاعلةٌ بدرجةٍ كبيرةٍ لناحيتَي تنظيمِ مستوى السكرِ في الدم، وتحقيقِ نزولٍ في الوزن. بسبب جرعةِ العلاجِ الأسبوعيَّة، أصبحت الإبرُ المذكورةُ أسهلَ استخداماً من العلاجاتِ اليوميَّة مثل الفيكتوزا، كما أنها أكثر فاعليَّةً من الأدويةِ الأسبوعيَّة التي سبقتها، وبينها التروليسيتي بحسب تجربةٍ ممَّولةٍ من نوفو نورديسك، وهي شركةُ أدويةٍ دنماركيَّةٌ متعدِّدة الجنسيات، أجرتها في 194 مستشفى ومؤسَّسةً سريريَّةً وعياداتٍ خاصَّةً في 16 دولةً».
وتوسِّعُ الاستشاريَّة الحديثَ عن خفضِ أوزانِ متناولي الدواءِ من المصابين بالسكري على المدى الطويل، وتلفتُ في هذا الجانبِ إلى أن «علاجَ الأوزمبيك، يحقِّقُ نزولاً في الوزن، يتراوحُ بين 5% و15%، مع ضرورةِ اتِّباع نمطِ حياةٍ صحِّي من حيث التغذية، والنشاطِ الحركي أثناء أخذِ العلاج». لكنَّها تضيء على الفكرةِ الآتية: «مع أي إجراءٍ مُتَّبعٍ لنزولِ الوزن، يصلُ الجسمُ إلى مرحلةِ الثبات في الوزن، وهنا، يكون الاستمرارُ في العلاج عاملاً أساسياً حيث أوضحت دراساتٌ لمجموعةِ باحثين، أن 70% من الأشخاص، يعانون من زيادةِ الوزنِ بعد التوقُّفِ عن أخذِ مثل هذه العلاجات».
يمكنك أيضًا متابعة في اليوم العالمي للسكري: الدكتور صنديد يشرح طرق الوقاية وتجنُّب المضاعفات
"إبر أوزمبيك آمنة وفاعلة بدرجة كبيرة لناحيتَي تنظيم مستوى السكر في الدم وخفض الوزن"
الدكتورة أسرار السيد هاشم
خفض الوزن
وفسَّرت الدكتورة أسرار شيوعَ أخذِ إبر أوزمبيك لغرضِ خفضِ الوزن حتى من قِبل أشخاصٍ، لا يشكون من السكري بالقول: «الأوزمبيك مُرخَّصٌ لعلاج مرضى النوعِ الثاني من السكري، وليس لغرضِ نزولِ الوزن، بحسب تصريحِ الشركةِ المصنِّعة Novonordisk، لكنْ، يتوفَّرُ علاجُ الأوزمبيك بجرعةٍ أعلى تحت مسمَّى ويجوفي بهدفِ تحقيقِ نزولٍ أكبر من الوزن للمصابين بمرضِ السَّمنة، إن كانوا يشكون من السكري أم لا». وتزيدُ: «عدم توفُّرِ علاجِ ويجوفي في عديدٍ من الدول، يدفعُ إلى استخدامِ إبر أوزمبيك لعلاجِ مرضى السَّمنة، لأن المادةَ الدوائيَّة في العلاجَين، تبقى واحدةً، وتحقِّقُ نزولاً آمناً للوزنِ حتى لغير المصابين بالسكري».
الأوزمبيك وزيادةِ الخصوبة
تطرَّقت الاستشاريَّة أيضاً إلى تقاريرَ أخيرةٍ، ربطت بين الأوزمبيك وزيادةِ الخصوبة، مبينةً أن «تحقيقَ نزولٍ مؤثِّرٍ في الوزن لدى الأشخاصِ المصابين بمرضِ السَّمنة، يزيدُ معدَّلاتِ الخصوبةِ لديهم أياً كانت الطريقةُ المُتَّبعة في خفضِ الوزن، ويشملُ ذلك بشكلٍ خاصٍّ النساءَ اللاتي يعانين من متلازمةِ تكيُّس المبايض، إذ يساعدُ علاجُ الأوزمبيك في تحسينِ حساسيَّة الأنسولين، والمضاعفاتِ الأيضيَّة المرتبطةِ بهذا المرض، ما يسهمُ في زيادةِ فرص الحمل». واستشهدت أخيراً بدراساتٍ، تقترحُ وجودَ تأثيرٍ لعلاج الأوزمبيك في الوضعِ الهرموني للنساء عن طريقِ خفضِ تركيز الأندروجينات الحرَّة في الدم، إضافةً إلى تحسينِ انتظام الدورةِ الشهريَّة، ووظيفةِ المبيض، ما يؤدي إلى تعزيزِ الخصوبة، وارتفاعِ معدَّلات الحمل.
جديد الدراسات عن علاجِ الأوزمبيك
وتُضيءُ الاستشاريّةُ على دراساتٍ عن علاجِ الأوزمبيك صادرةٍ حديثًا، فتقول: «ذكرت بياناتٌ حديثةٌ سبقَ أن قُدِّمت في مؤتمر EASD أنّ أكثرَ من 50% من الوفياتِ، في صفوفِ مرضى النوعِ الثاني من السكّري، يرجعُ إلى أمراضِ القلبِ، والأوعيةِ الدموية. وهناك أيضاً، نحو 40% من المصابين بالنوعِ الثاني من السكّري، يشكو من أمراضٍ مزمنةٍ في الكلى». وتزيد: «أثبتت نتائجُ دراساتٍ طبّيةٍ، مثل: FLOW Trial وSUSTAIN 6 Trial، تناولت مرضى النوعِ الثاني من السكّري، أنّ علاجَ الأوزمبيك يمكنُه تقليلَ مضاعفاتِ الكِلى، والوقت المستغرق للوصول إلى أوّلِ نوبةٍ قلبيةٍ متوسطةِ الخطورة، وكلّ الأسبابِ المؤدّيةِ إلى الوفاة»، مستخلصةً أنّ «هذه الدراسات تؤكّدُ على أهمّيةِ علاجِ الأوزمبيك، ليس من ناحيةِ تنظيمِ مستوى السكّر في الدمِ وتحقيقِ نزولٍ في الوزنِ فحسب، بل أيضاً في توفيرِ حمايةٍ إضافيةٍ للقلبِ والكِلى».
مكنك متابعة الموضوع على التسخة الديجيتال على هذا الرابط
اليوم العالمي للسكري
يرفع اليوم العالمي للسكري، الموافق في 14 نوفمبر، في العام الجاري (2024)، عنوان «تمكين الصحة العالمية»، وهو لا يُركّز على صحّة الأفراد فحسب، بل يُشدّد أيضاً على أهمية عمل المجتمعات معاً لمكافحة هذه المشكلة العالمية.
*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.