العلاج بالتنويم الإيحائي "Hypnotherapy" هو أسلوب علاجي يستخدم تقنيات التنويم للوصول إلى العقل الباطن وإحداث تغييرات إيجابية في الأفكار، السلوكيات، والعواطف.
صحيح أن العلاج بالتنويم الإيحائي قد يبدو للبعض أمراً خيالياً، إلا أن العديد من التجارب أكدت فعاليته في معالجة مجموعة من المشكلات النفسية والجسدية. وفي هذا الصدد تشاركنا “نيفين، 43 عاماً، تجربتها مع العلاج بالتنويم الإيحائي وهل كان فعالاً أو لا.
ما التنويم الإيحائي؟
التنويم الإيحائي هو طريقة تضع الشخص في حالة التركيز العالي والانفصال عن المحيط، وتتم من خلال استهداف العقل الباطن لتعزيز أفكار وسلوكيات إيجابية. يتم تحقيق التنويم الإيحائي من خلال ممارس متخصص يساعد المريض على الوصول إلى درجة متقدمة من الاسترخاء العميق باستخدام تعليمات صوتية وتقنيات بصرية.
بحسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس "American Psychological Association"، يُعتبر التنويم الإيحائي أداة مساعدة فعَّالة في العلاجات السلوكية والنفسية، حيث يمكنه المساعدة في التغلب على القلق، الإدمان، وحتى الألم المزمن.
تجربة شخصية مع العلاج بالتنويم الإيحائي
تقول نيفين: “بدأت رحلتي مع التنويم الإيحائي بسبب معاناتي الطويلة من التوتر المزمن وصعوبة التحكم في العادات الغذائية، بعدما سمعت عن هذا النوع من العلاج قررت تجربته، وبدأت رحلة البحث عن جلسات التنويم الإيحائي مع معالج معتمد”. وعن تجربتها الفعلية قالت “في الجلسة الأولى، شعرت ببعض التردد، ولكن بمرور الوقت، ساعدني المعالج على الاسترخاء والوصول إلى حالة من الهدوء العميق”.
في حالة نيفين كان الهدف من التنويم الإيحائي هو الحد من التوتر الذي يدفعها إلى عادات غذائية غير معتدلة، وتروي تجربتها قائلة “في الجلسات التالية، بدأنا التركيز على تحسين عاداتي الغذائية وتقليل شهيتي تجاه الأطعمة الضارة. بعد بضع جلسات، لاحظت تغيرات ملموسة في طريقة تفكيري وسلوكياتي تجاه الطعام”. وأضافت “لم يكن الأمر يتعلق فقط بتغيير العادات، بل شعرت أيضاً بقدرة أكبر على التحكم في مشاعري وتخفيف التوتر”.
رأي العلم في التنويم الإيحائي
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التنويم الإيحائي يمكن أن يكون أداة فعالة لعلاج مجموعة من الحالات. وفقاً لما نُشر في مجلة cleveland clinic يُظهر التنويم الإيحائي فعالية في علاج الأرق، القلق، والإدمان. كما أثبتت دراسة أُجريت في جامعة ستانفورد أن التنويم الإيحائي يمكن أن يقلل من نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بالقلق وزيادة التركيز على الأفكار الإيجابية.
أيضاً، أثبت باحثون في كلية لندن الجامعية أن التنويم الإيحائي يمكن أن يقلل من الألم المزمن عن طريق تقليل إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ؛ ما يجعله وسيلة فعَّالة للتعامل مع الآلام الناتجة عن أمراض مثل التهاب المفاصل أو الصداع النصفي.
فوائد التنويم الإيحائي
يظن البعض أن التنويم الإيحائي هو طريقة للاسترخاء فقط، لكن هناك فوائد نفسية وجسدية أخرى مثل:
علاج الإدمان
وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Addictive Behaviors، يمكن أن يساعد التنويم الإيحائي في تخفيف أعراض الإدمان عن طريق تغيير طريقة استجابة العقل للمحفزات المرتبطة بالإدمان.
اقرئي أيضاً تجربتي مع انقطاع النفس أثناء النوم
تحسين النوم
وأشارت مجلة Sleep Medicine إلى أن التنويم الإيحائي يمكن أن يساعد في تحسين جودة النوم للأشخاص الذين يعانون من الأرق أو اضطرابات النوم الأخرى.
تخفيف الألم
من بين فوائد التنويم الإيحائي أنه يقلل من الألم بشكل عام، خاصة الناتج عن العمليات الجراحية أو الآلام المزمنة.
تفاصيل جلسات التنويم الإيحائي
شاركتنا نيفين تفاصيل جلسات التنويم الإيحائي التي جاءت كالتالي:
تحديد الهدف
عادةً ما تبدأ الجلسة بتقييم الحالة النفسية للمريض وتحديد الأهداف العلاجية.
تقنيات الاسترخاء
حيث يقوم المعالج باستخدام تقنيات استرخاء لجعل المريض في حالة من التنويم العميق. في هذه الحالة، يتم تقديم اقتراحات إيجابية للعقل الباطن، مثل تعزيز الثقة بالنفس، تقليل الخوف، أو تحسين السلوكيات اليومية.
مدة الجلسة
الجلسة عادة ما تستغرق ما بين 30 و60 دقيقة، ويحتاج المريض إلى عدة جلسات للحصول على نتائج ملحوظة.
يمكن استخدام التنويم الإيحائي مع تقنيات علاجية أخرى مثل العلاج السلوكي المعرفي لتعزيز الفعالية.
هل التنويم الإيحائي آمن؟
على الرغم من الفوائد المتعددة؛ فإن العلاج بالتنويم الإيحائي ليس مناسباً للجميع. بحسب الجمعية البريطانية للتنويم الإيحائي "British Society of Clinical Hypnosis"، قد لا يكون التنويم الإيحائي مناسباً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة مثل الفصام. كما يُنصح دائماً باللجوء إلى معالج معتمد لضمان الأمان والفعالية.
وفي النهاية تقول نيفين عن تجرب التنويم الإيحائي "كانت تجربتي مع العلاج بالتنويم الإيحائي تجربة إيجابية ومثمرة، حيث ساعدني في تحقيق توازن نفسي وجسدي لم أكن أتوقعه من خلال هذه الجلسات، تمكنت من تخفيف التوتر، وبالتالي تحسين العادات الغذائية التي كانت تندرج تحت مسمى الأكل العاطفي".
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليكِ استشارة طبيب مختص.