تكثر الأقاويل والمعتقدات الشعبية القديمة حول أَضرار مضغ العلكة وبقائها في المعدة لفترة طويلة. لكن الطب توصّل إلى نتيجة مفادها بأن كل تلك المقولات التي تتحدث عن بقاء طويل للعلكة داخل جهازنا الهضمي أمر عارِ من الصحة تماماً، إلا أن ذلك لا يعني بالطبع التشجيع على تلك العادة لما لها من أضرار سلبية خاصة إن لم تكن خالية من السكر كما يشير البروفسور أنطوان جعجع في حديثه لـ"سيدتي".
ابتلاع العلكة لا تأثير سلبي على الصحة وفق الطب
عندما نبتلع العلكة فإنها تدخل الجسم وتهضم مثلها مثل أي طعام آخر وتخرج من الجسم عبر البراز، إلا أن الخطورة تكمن في تكرار ابتلاعها لدى الأطفال تحديداً بسبب حدوث انسداد في الجهاز الهضمي.
حول هذا الموضوع يقول البروفسور أنطوان جعجع (أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد ورئيس قسم الجهاز الهضمي في المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي) إن العلكة (ينصح أن تكون خالية من السكر) مصمّمة للمضغ وليست للبلع، إلا أنها غير مؤذية عموماً عند ابتلاعها. وتفيد المعتقدات والأقاويل الشعبية بأن العلكة التي يتم ابتلاعها تظل في المعدة لفترة زمنية معينة قبل هضمها، إلا أن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق. إذا ابتلع الانسان العلكة سيهضمها الجسم وستخرج منه مع البراز. وفي بعض الحالات قد يؤدي تجمّع كمية كبيرة من العلكة المبتلعة إلى الإصابة بالإمساك لدى الأطفال تحديداً كما سبق وذكرنا.
ويضيف البروفسور أنطوان جعجع قائلاً:
"لذا ينبغي التحذير من ابتلاع العلكة بصورة متكرّرة وخصوصاً بين الأطفال. بينما لدى الأشخاص البالغين فليس هناك أي ضرر على الجسم لأنها مثل أي طعام آخر يدخل إلى الجسم ويخرج منه. وهنا يجب أن أشير إلى نقطة صحية مهمة جداً وهي اللجوء إلى العلكة الخالية من السكر لأنها لا تؤذي الأسنان واللثة لعدم احتوائها على مواد اصطناعية ملوّنة وكيميائية.. ولا مانع من تناولها مرتين خلال النهار كحدّ أقصى لأنه من وظائفها أيضاً زيادة إفراز الُلعاب وهو أمر يساهم في التخفيف والتقليل من الارتجاع المريئي بنسبة كبيرة. الأطباء ينصحون المرضى والمريضات بعد إجراء عملية جراحية اللجوء إلى مضغ العلكة لأنها تلعب دوراً كبيراً في نشاط حركة الأمعاء والشفاء بشكل أسرع، وهناك دراسات أجريت وأثبتت هذا الأمر".
من المفيد التعرّف إلى أفضل وقت لشرب الشاي الأخضر لإنقاص الوزن تعرّفي إليه وفق اختصاصية.
ماذا يحدث للعلكة عند ابتلاعها؟
يتم تصنيع العلكة من مواد طبيعية أو صناعية ومواد حافظة ومنكّهات ومحلّيات، ويكون الجسم قادراً على امتصاص السكريات والمحلّيات من العلكة لترتفع كمية السعرات الحرارية المتناولة، وبالأخص في حال مضغ عدد كبير منها. وفي المقابل فإن الجهاز الهضمي في جسم الإنسان يكون غير قادر على امتصاص المواد الصناعية لتنتقل العلكة من خلال حركة الأمعاء وتخرج من الجسم مع البراز كما ذكرنا سابقاً عن طريقة عملية الإخراج. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد سبب لزيارة الطبيب إذا ابتلع الشخص قطعة علكة، فهي تمرّ بشكل طبيعي من خلال الجهاز الهضمي.
فوائد مضع العلكة الخالية من السكر
كثير من الأشخاص يمضغون العلكة بغرض التسلية، لكنهم لا يعلمون أن للعلكة الخالية من السكر فوائد عديدة للجسم منها انخفاض تناول السكر المضاف وتقليل تناول الوجبات الخفيفة، تقليل التوتر، حماية الأسنان، تعزيز الذاكرة وتقليل رائحة الفم الكريهة. كما أن مضغ العلكة قبل تناول الطعام يقلّل من تناول الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية ويقلّل من تناول السكريات المضافة، وبالتالي تحسين النظام الغذائي العام للشخص. وتشير الدراسات إلى أن مضغ العلكة يحمي مينا الأسنان ويقلّل بشكل كبير من تسوّسها، وهذا مهم لأن أمراض الفم ترتبط بعدد من الحالات المزمنة الخطيرة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة. ويرتبط أيضاً بتحديات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق. لا يقتصر دور العلكة الخالية من السكر على تحسين صحة الفم فحسب بل تساعد أيضاً في إنعاش الأنفاس، الإكسيليتول هو المحلّى الطبيعي الموجود في معظم أنواع العلكة الخالية من السكر. هذه التحلية تساعد على انتعاش الأنفاس، بالإضافة إلى أن العلكة الخالية من السكر تساهم في قتل البكتيريا السيئة التي يمكن أن تسبّب الرائحة.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن مضغ العلكة الخالية من السكر خاصةً علكة النيكوتين، من الوسائل التي أثبتت فاعليتها في الإقلاع عن التدخين بكل سهولة، وعادة ما يصفها الأطباء للمدخنين، حيث تحفّز الجسم على إفراز مادة النيكوتين بصورة طبيعية. كما تعتبر علاجاً فعّالاً لاضطرابات الجهاز الهضمي، خاصةً ارتجاع المريء، لأن عملية المضغ تحفّز الغدة اللعابية على إفراز المزيد من اللعاب، الذي ثبت فعاليته في تحسين عملية الهضم، ومنع ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء مرة أخرى.
ينصح بمتابعة كيف تعتنين بصحة الكبد لديكِ؟ من النظام الغذائي إلى ممارسة الرياضة والأطعمة الصحية.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.