لقاحات السرطان الجديدة: ما هي طريقة عملها؟ وهل أثبتت نجاحها؟

طبيب يحمل لقاحاً
طبيب يحمل لقاحاً

يكثر الحديث في الوقت الراهن عن تطوير لقاحات مضادة للسرطان سواء وقائية أو علاجية؛ فهل ستشهد المرحلة المقبلة نهاية لهذا المرض الخبيث الذي أودى بحياة الملايين حول العالم لفترة طويلة من الزمن؟
اكتشفي الإجابة العلمية في الموضوع الآتي.

لقاحات السرطان هي نوع من العلاج المناعي

لقاحات السرطان، بحسب Cancer Research Institute، هي أحد أشكال العلاج المناعي الذي يساهم في تثقيف الجهاز المناعي حول شكل الخلايا السرطانية حتى يتمكن من التعرف عليها والقضاء عليها.
ولقد أثبتت اللقاحات فعاليتها في الوقاية من العديد من الأمراض مثل شلل الأطفال، الجدري وغيرها منذ ظهورها الأول الذي يعود إلى 200 عام إلى الوراء. لكن في حالة الأمراض السرطانية، فالوضع أكثر تعقيداً نظراً لطبيعة المرض المعقدة ولأنواعه المختلفة، مما زاد من صعوبة تطوير لقاحات للوقاية من السرطان أو علاجه.
فعلى عكس البكتيريا والفيروسات، التي تبدو غريبة على جهازنا المناعي، فالخلايا السرطانية تشبه كثيراً خلايا الجسم الطبيعية السليمة. في حين يتميز كل ورم لدى كل فرد بخصائص فريدة، وله مضاداته المميزة. ونتيجة لذلك، يلزم اتباع أساليب أكثر تطوراً لتطوير لقاحات فعالة للأمراض السرطانية.

لقاحات الوقاية من السرطان

الوقاية من السرطان باتت شبه ممكنة


العدوى الفيروسية مسؤولة عن تطور العديد من أنواع السرطان، هنا تلعب اللقاحات الوقائية دوراً مهماً في الحد من مخاطر الإصابة. على سبيل المثال، فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يسبب سرطان عنق الرحم وسرطان الرأس والرقبة، وقد يسبب فيروس التهاب الكبد الوبائي بي، سرطان الكبد. من هنا تم تطوير في سنوات سابقة العديد من اللقاحات التي تقي من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي B وفيروس الورم الحليمي البشري، وبالتالي الوقاية من تكوّن السرطانات المرتبطة بفيروس التهاب الكبد الوبائي B وفيروس الورم الحليمي البشري. وقد وافقت الـ FDA (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية) على أربعة من هذه اللقاحات الوقائية للسرطان.
ربما يهمك الإطلاع على أعراض مرض الكبد الوبائي

لقاحات السرطان العلاجية

بما أن كل ورم سرطاني لدى كل فرد يمتاز بخصائص فريدة، وله مضاداته المميزة، من هنا تظهر الحاجة إلى أساليب أكثر تطوراً لإنتاج لقاحات للسرطان.
علماً أن الأطباء تمكنوا من تحديد أهداف في أورام المرضى تساعد في تمييز الخلايا السرطانية عن خلاياهم الطبيعية. أحيانًا تكون هذه الأهداف بروتينات طبيعية تُنتجها الخلايا السرطانية بمستويات عالية بشكل غير طبيعي. وانطلاقاً من ذلك، تم تطوير لقاح Sipuleucel-T الذي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2010 لعلاج مرضى سرطان البروستاتا المتقدم. إضافةً إلى ذلك، تُمثّل البروتينات المشتقة من الفيروسات، والتي تُعبّر عنها الخلايا السرطانية المصابة بالفيروس، مصدراً واعداً آخر للعلامات التي يُمكن استهدافها من خلال اللقاحات.
كما أن اللقاح المضاد للسل BCG يعمل كمحفز عام للمناعة، وقد أصبح في عام 1990، أول علاج مناعي من أي نوع معتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولا يزال يُستخدم لعلاج سرطان المثانة في مراحله المبكرة.

لقاحات السرطان المُخصصة

خلافاً للبروتينات الطبيعية المُعبر عنها بشكل مفرط، مثل بروتينات PAP، تُظهر الأورام أيضاً أهدافاً فريدة تنشأ نتيجة للطفرات. تُسمى بـ "المستضدات الجديدة"، ويتم التعبير عنها حصريًا بواسطة الخلايا السرطانية وليس بواسطة الخلايا السليمة للمريض. لذا، قد يكون من الممكن استخدام لقاحات المستضدات الجديدة “new antigens”، لتوجيه الاستجابات المناعية بدقة ضد خلايا الورم لدى المرضى مع تجنيب الخلايا السليمة التعرض للهجوم المناعي، مما قد يمنع الآثار الجانبية.
بالإضافة إلى اللقاحات التي سلف ذكرها، يتم العمل حالياً وفي أكثر من مركز أبحاث حول العالم حاليًا تقييم العديد من أنواع لقاحات المضادات الجديدة، سواء بمفردها أو مع علاجات أخرى، في مجموعة متنوعة من أنواع السرطان في التجارب السريرية.


تجربة ناجحة على لقاح السرطان

وقد أفاد باحثو معهد دانا فاربر للسرطان في شهر فبراير الفائت من العام الجاري 2025، أن جميع المرضى المشاركين في تجربة سريرية وعددهم تسعة، والذين عولجوا من سرطان الخلايا الكلوية الصافية من المرحلتين الثالثة والرابعة (أحد أشكال سرطان الكلى)، قد أظهروا استجابة مناعية ناجحة مضادة للسرطان بعد بدء تلقيهم لقاحاً مُخصصاً للسرطان.
أُعطيت هذه اللقاحات بعد جراحة لإزالة الورم، وهي مصممة لتدريب جهاز المناعة في الجسم على التعرّف على أي خلايا سرطانية متبقية والقضاء عليها. عند انتهاء فترة النقاهة (بمتوسط 34.7 شهراً)، ظل جميع المرضى خالين من السرطان.


*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.