يعتقد كثيرون أن الحكة الجلدية تعود لأسباب صحية ترتبط ببعض الأمراض الجلدية، ولكن هل فكرتِ يوماً في تأثير الاضطرابات النفسية على الجلد وعلاقته بالحكة النفسية؟!
الحكة النفسية هي اضطراب جلدي غالباً ما يتم تحفيزه أو تفاقمه بسبب عوامل نفسية وليس بسبب جسدي أو جلدي، ويصيب هذا الاضطراب الأشخاص الذين يعانون من القلق أو اضطراب الوسواس القهري (OCD) أو الاكتئاب.
تقترح المجموعة الفرنسية للأمراض الجلدية النفسية (FPDG)، وهي مجموعة خبراء تضم أطباء الجلد وعلماء النفس والأطباء النفسيين، تعريف الحكة النفسية على أنها اضطراب حكة حيث تكون أعراض الحكة موجودة جسدياً، ولكن يتم تحفيزها وتفاقمها بسبب عوامل نفسية.
لإجراء التشخيص الصحيح للحكة النفسية، يجب أولاً استبعاد الأسباب الجسدية، ثم يبحث الطبيب عن الخصائص السريرية، أو الارتباط بالاضطرابات النفسية، أو وجود أحداث حياتية مرهقة أدت للإصابة بالحكة النفسية.
أنواع الحكة النفسية
الفئات الثلاث الأساسية للحكة النفسية، هي:
- حالة جلدية أولية مصحوبة بحكة، مثل الإكزيما أو الشرى، مما يؤدي إلى ظهور أعراض أو مضاعفات نفسية، عادة ما تكون هذه المضاعفات هي الاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري.
- تفاقم شدّة حالة الجلد، مثل الصدفية أو الإكزيما، أثناء أوقات التوتر.
- اضطراب نفسي يؤدي إلى الشعور بالحكة.
تأثير الحكة على الصحة العقلية
يمكن أن تؤثر الحكة على الصحة العقلية؛ بسبب تأثيرها على نوعية الحياة، وقد وجدت الدراسات أن المشاركين الذين سجلوا درجات أعلى في مقاييس الاكتئاب سجلوا أيضاً نسبة أعلى في شدة الحكة مقارنة بالمشاركين الذين سجلوا درجات أقل في مقاييس الاكتئاب.
ويمكن أن يؤدي التوتر والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى أيضاً إلى تفاقم مشاكل الجلد الموجودة بالفعل.
وقد ارتبطت أيضاً أحداث الحياة، الكبرى والثانوية، بمستويات أعلى من الحكة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية.
في هذه الدورة من التوتر والحكة، قد يكون من الصعب في كثير من الأحيان تحديد أيهما بدأ أولاً، اضطراب الجلد أم الاضطراب النفسي.
عوامل الخطر والفئات الأكثر عرضة للإصابة
يرى أطباء الأمراض الجلدية حالات أكثر من الأطباء النفسيين؛ لأن الأشخاص الذين يعانون من الحكة النفسية هم أكثر عرضة لطلب الرعاية من طبيب الأمراض الجلدية أكثر من الطبيب النفسي.
وجدت إحدى الدراسات أن 6.5% من المرضى الخارجيين في قسم الأمراض الجلدية في أحد المراكز الطبية الجامعية كانوا يعانون من حكة نفسية.
تحدث الحكة النفسية في أغلب الأحيان عند النساء أكثر من الرجال، مع متوسط عمر ظهورها بين 30 و45 عاماً.
وتشمل اضطرابات الصحة العقلية المرتبطة بالحكة النفسية ما يلي:
- الاكتئاب.
- الوسواس القهري.
- القلق.
- اضطراب الأعراض الجسدية.
- الهوس.
- الذهان.
هل ترغبين بقراءة المزيد عن العلاقة بين الميلاتونين والاكتئاب؟
طرق علاج الحكة النفسية
علاج الحكة النفسية غالباً ما يتضمن أساليب طبية وسلوكية، ومن طرق علاج الحكة النفسية ما يلي:
- الأدوية الموضعية التي لا تستلزم وصفة طبية
إذا كانت هناك حالة جلدية، فقد تساعد العلاجات الموضعية في علاج الحكة، مثل المنثول أو الكمادات الباردة.
ويساعد ترطيب البشرة على تخفيف الجفاف ويمنعك من الخدش، اعتماداً على سبب الحكة. وقد يُنصح بمضادات الهيستامين، أو الستيرويدات الموضعية، أو المضادات الحيوية، أو الضمادات الإطباقية.
- الوصفات الطبية
لا توجد تجارب سريرية لعلاجات الحكة النفسية، ومع ذلك، هناك بعض الأدوية النفسية التي يمكن أن يصفها لك الطبيب المعالج، والتي قد تكون مفيدة للحكة النفسية. وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- مضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
- مضادات الذهان.
- مضادات الصرع.
- العلاج النفسي
لم تتم دراسة فعالية العلاجات النفسية للحكة النفسية بشكل جيد، ومع ذلك، فإن بعض أنواع العلاج النفسي، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، قد تساعد في علاجها.
وقد تكون العلاجات والبرامج التي تستهدف تقليل التوتر والاسترخاء وحل المشكلات مفيدة للأشخاص الذين يعانون من الحكة النفسية، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:
*العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
* تقنيات الاسترخاء للمساعدة في تخفيف التوتر، والتي تشمل ما يلي:
1- تمارين التنفس.
2- استرخاء العضلات التدريجي.
3- الصور الارشادية، وهي نوع من الاسترخاء المركز أو التأمل، يتضمن التركيز على شيء أو صوت أو تجربة معينة من أجل تهدئة العقل.
ربما ترغبين أيضاً بالاطلاع على طرق علاج نوبات الهلع من دون أدوية.
* المصدر: Very Well Health
** ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.