الخوف من المواجهة أو المشاجرة مع الآخرين هو السبب الجذري لضيق الكثير من الأشخاص؛ وغالباً ما يتفوق على رغبة الفرد في معالجة مشكلة ما وجهاً لوجه؛ وبالتالي، لا يتم حل المشكلة أبداً ويستمر الشخص المصاب في المعاناة، لذلك فإنّ تجنّب الصراعات أو المشاجرات هو نوع من الخوف العميق من إزعاج الآخرين.
عندما تتجنبين أدنى خلاف، فإنك تتنازلين عن مشاعرك الحقيقية وتخزنين الإحباط الذي يمكن أن يؤثر سلباً على صحتك، ويُشعرك بالوحدة، والذي يمكن أن يتراكم بمرور الوقت.
إن تجنّب المواجهات يؤثر أيضاً على علاقاتك، لأنه قد يؤدي إلى قطع التواصل مع الشخص الآخر، وفي حين أن التجنب يبدو في بعض الأحيان أفضل طريقة للتعامل مع الصراع، إلا أنه على المدى الطويل يؤدي إلى الإضرار بالعلاقات.
فيما يلي طرق علاج الخوف من المشاجرات:
1. تحديد المشاكل المتعلقة بكِ
لن تغيري سلوكك إلا إذا كنت تعتقدين أن سلوكك الحالي لا يعمل؛ وعندما تشعرين بالتوتر أو الخوف من التحدث، فمن السهل إقناع نفسك بأن البقاء هادئة هو الخيار الأفضل.
اكتبي المشاكل التي تواجهينها عندما تتجنبين المشاجرات، ربما تعودين إلى المنزل من العمل وأنت تشعرين بالتوتر، أو ربما تتضرر علاقتك مع شخص مقرب منك أكثر في كل مرة تسمحين لهذا الشخص بإيذاء مشاعرك.
2. تذكري مما قد تكسبينه من خلال التحدث
اكتبي ما يمكنك تحقيقه من خلال التحدث: قد تتحسن علاقاتك، أو قد يتم حل مشاكلك، أو قد تصبحين أكثر سعادة؛ كوني محددة بشأن الأشياء التي ستكسبينها.
في كل مرة تميلين فيها إلى البقاء هادئة، اقرئي كلتا القائمتين، لأن تحديد الأسباب المنطقية والعقلانية التي تدفعك إلى مواجهة شخص ما - حتى عندما تشعرين بالخوف - يمكن أن يعزز شجاعتك ويساعدك على القيام بذلك.
3. أعيدي النظر في افتراضاتك حول الخلافات
غالباً ما يعتمد الخوف من المواجهة أو المشاجرة على افتراضات خاطئة؛ أفكار مثل "المواجهة سيئة" أو "إخبار شخص ما أنني لا أتفق معه سوف تدمر علاقتنا"، لن تؤدي إلا إلى تغذية خوفك؛ فسواء تعلمت المشي على قشر البيض لأنه كان لديك رئيس صعب المراس، أو أن خوفك من المواجهة يعود إلى مرحلة الطفولة، تحققي من افتراضاتك.
في الواقع، المواجهة او المشاجرة أمر صحي؛ وهناك العديد من الطرق اللطيفة والحازمة للتحدث والتعبير عن رأيك، وقد يؤدي القيام بذلك إلى تحسين حالتك أكثر مما تتخيلين.
4. عالجي مشكلة واحدة في كل مرة
إذا كان هناك شخص واحد فقط تميلين إلى تجنّب مواجهته او الشجار معه، فاختاري مشكلة بسيطة واحدة لمعالجتها؛ ولا تختاري المشكلة الأكبر أو تطرحي قائمة طويلة من العناصر التي لا تعجبك.
ما رأيك بالاطلاع على أسباب الخوف من الطبيب النفسي؟
5. التزمي بعبارات "أنا" واعملي على التزام الهدوء
في قلب كل التواصل الجيد تكمن القدرة على الالتزام بعبارات "أنا"، وبدلاً من القول: "أنت متعجرف للغاية في الاجتماعات ولا تكلف نفسك عناء الحضور في الوقت المحدد"، قولي: "أنا قلقة بشأن الطريقة التي تخاطب المجموعة بها، كما أشعر بعدم الاحترام عندما تصل متأخراً".
تجنّبي المبالغة في الاتهامات؛ التعبير عن ما تفكرين فيه وما تشعرين به؛ والأهم من ذلك، خذي نفساً عميقاً قليلاً ولا تدعين غضبك يسيطر عليك، حتى لو انتقدك الشخص الآخر؛ فالهدف هو أن تكوني حازمة وليس عدوانية.
6. استمري في التدرب على خطوة صغيرة واحدة في كل مرة
إن مواجهة شخص ما وعدم الخوف من المشاجرة معه، هي فن أكثر من كونها علماً؛ فما يعمل بشكل جيد في ظرف ما قد لا ينجح في ظرف آخر، ولكن مع الممارسة، ستكونين قادرة على التعرف على الوقت المناسب للتحدث، وكيفية القيام بذلك، وأفضل الطرق للتعبير عن نفسك بفعالية.
اعتبري جهودك عملاً مستمراً واتخذي خطوات صغيرة، تمامًا مثل أي خوف، فإن مواجهة الخوف من المواجهة تصبح أسهل مع الممارسة؛ وكلما تحدثت عن نفسك أكثر، أصبح الأمر أقل إثارة للخوف.
ربما تودين الإطلاع على علاج الخوف بخمس خطوات.
7 . التعرّف على مشاعرك وإدارتها
إن إدراك كيفية تأثير عواطفك يمكن أن يساعدك على اكتساب فهم أكبر لنفسك وللآخرين، قبل مواجهة شخص ما، ودخولك معه في شجار حاولي فحص مشاعرك والتشكيك فيها.
بدلاً من محاولة تهدئة مشاعرك مثل الغضب أو الحزن أو الخوف، حاولي النظر إليها من خلال عدسة التعاطف مع الذات، واسمحي لنفسك برؤية أفكارك السلبية بتعاطف.
8.حلّي المشكلات في الوقت الفعلي
بدلاً من اجترار الأمور إلى ما لا نهاية والسماح للصراعات بالتفاقم في رأسك، حاولي اتباع نهج أكثر حزماً.
يمكنك البدء بتوضيح المشكلة بطريقة غير عاطفية واستخدام جمل مبنية على حقائق مثل: "يبدو أنني عملت بجد في هذا المشروع، ومع ذلك تمَّ استبعاد اسمي من العرض التقديمي".
تجنّبي أن تكوني اتهامية أو دفاعية عند الاقتراب من زميل العمل الذي حصل على كل الفضل في عملك؛ بدلاً من ذلك، قولي "سأكون ممتنة إذا استخدمنا اسمينا في المشروع".
يمكنك أيضاً اكتشاف كيف يمكن تحويل نقاط ضعفكم إلى نقاط قوة؟
*المصادر :
- Healthline
- Psychologytoday
**ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.