عندما تشعرين بعدم القدرة على النوم؛ فأنتِ تعرفين أنها حالةُ أرق، لكن هل سمعتِ من قبلُ عن الأرق المتناقض؟! إنها حالة تعَد واحدة من اضطرابات النوم أيضاً، لكن قد يبدو فيها الشخص كأنه يمارس النوم بدورته الطبيعية، رغم أنه حقيقةً محرومٌ من النوم.
عادةً يعاني الشخص المصاب بالأرق المتناقض من الضيق والقلق والتعب، ويتطلب علاجه متخصصاً يتابع نشاط الدماغ خلال النوم. علماً بأن سبب الأرق المتناقض لايزال غير واضح، لكن نشاط الدماغ أثناء النوم قد يلعب دوراً بارزاً في الكشف عن الحالة.
ما هو الأرق المتناقض؟
يُعرف الأرق المتناقض بأنه حالة ترتبط بقلة النوم أو عدم النوم لفترة زمنية طويلة نسبياً، لكن لا يمكن القول إنه يعَد حرماناً كاملاً من النوم، بينما يشعر المريض بأنه على وعي بكل ما يدور حوله خلال النوم.
هذا وقد صنّف التصنيف الدولي لاضطرابات النوم، الأرق المتناقض ضمن أمراض النوم، وصنّفت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم الأرق ثلاثة تصنيفات فرعية للأرق: الأرق النفسي الفيزيولوجي، والأرق المتناقض، والأرق مجهول السبب.
أسباب الأرق المتناقض
الخبراء غير متأكدين من أسباب الأرق المتناقض، على الرغم من وجود العديد من خطوط البحث التي قد تُسفر عن إجابات.
تشير الدراسات إلى أن الأرق المتناقض قد يكون مرتبطاً بسمات شخصية معينة، مثل العصبية. كما ربط المتخصصون بين السمات الشخصية مثل القلق والشعور بالأرق المتناقض.
هناك مجموعة من الأمراض والاضطرابات التي ترتبط بالإصابة بالأرق المتناقض مثل:
انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم
وُجد أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، أنهم أكثر عُرضة، عن أولئك الذين لا يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي للنوم، للشعور بالأرق المتناقض.
الاكتئاب
رغم أن الأرق هو أحد الأعراض الشائعة للاكتئاب، إلا أن بعض الأشخاص الذين يعانون من أحد اضطرابات الاكتئاب، يعانون أيضاً من الأرق المتناقض، ويتمثل في أن مدة نومهم لا تعكس النوم الطبيعي.
اضطراب ما بعد الصدمة
نحو 70% من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يعانون من الأرق بشكل عام وخصوصاً الأرق المتناقض.
اقرأي أيضاً أفضل الطرق للحفاظ على الصحة النفسية ونصائح فاعلة
القولون العصبي
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، قد يكونون أكثر عُرضة للأرق المتناقض، ومن ثَم عدم الراحة خلال النوم.
أعراض الأرق المتناقض
أعراض الأرق المتناقض تتشابه كثيراً مع الأرق العام، وخاصة أن المصاب يشعر بالتعب الشديد خلال النهار وكأنه لم يحصل على النوم. كما يصاب الشخص المريض بأشكال أخرى من اضطرابات النوم على المدى الطويل.
المفارقة هي أنه على الرغم من أن الدماغ نشط تماماً أثناء الأرق المتناقض، ويستهلك كميات كبيرة من الطاقة، إلا أن الجسم يظل غير نشط تماماً.
كيف يتم تشخيص الأرق المتناقض؟
نظراً إلى أن تشخيص الأرق المتناقض يتطلب تأكيداً على أن الشخص نائم عندما يعتقد أنه مستيقظ؛ فعادةً ما يتم التشخيص من خلال دراسة تتطلب فترة متصلة من متابعة النوم وتسمى مخطط النوم، وهو عبارة عن متابعة دقيقة لنشاط الدماغ خلال النوم. ويتم هذا الإجراء من خلال ارتداء جهاز يشبه ساعة اليد أثناء التواجد في المنزل.
ومع ذلك، يُعتبر الأرق المتناقض صعبَ التشخيص، كما يجب استبعاد أيّ سبب عقلي أو جسدي آخر لاضطراب النوم، قبل التشخيص.
علاج الأرق المتناقض
لا يوجد بروتوكول علاجي محدد للأرق المتناقض، إلا أن هناك عدداً من العلاجات المجرَّبة مثل استخدام الأدوية، من المهدئات ومضادات الذهان، لعلاج الأرق المتناقض.
تشمل العلاجات الأخرى للأرق المتناقض: التثقيف في مجال النوم، والتوجيه بشأن تحسين أجواء النوم وتقنيات الاسترخاء. كما يستخدم الأطباء مجموعة من التقنيات العلاجية لتحديد أنماط التفكير والسلوكيات السلبية وتُستبدل بها بدائل إيجابية تعمل على تحسين جودة النوم.
وتشير الدراسات التي ركّزت على استخدام العلاج السلوكي المعرفي للأشخاص الذين يعانون من الأرق، إلى أن هذا العلاج يمكن أن يحسّن جودة النوم وطول فترة النوم؛ مما يجعله علاجاً مفيداً للأرق المتناقض أيضاً.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
* المصادر:
- Sleep foundation
- Journal of Clinical Sleep Medicine