هل الروتين اليومي يسبب الاكتئاب؟ اختصاصية علم نفس تُجيب

الاكتئاب هل ينتج عن الروتين اليومي؟
الاكتئاب هل ينتج عن الروتين اليومي؟

يعتبر الروتين اليومي جزءاً أساسياً من حياتنا، حيث يساعدنا على تنظيم الوقت وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. ومع ذلك، قد يصبح الروتين اليومي مملاً لشدة تكراره، لدرجة تؤدي إلى شعور الشخص بالإرهاق النفسي وحتى الاكتئاب. لكن هل يمكن أن يكون الروتين اليومي سبباً حقيقياً للاكتئاب؟ وكيف يمكننا التغلب على هذا الشعور؟ الاختصاصية في علم النفس فانيسا حداد تجيبنا عن هذين السؤالين في الموضوع الآتي:

اختصاصية علم النفس فانيسا حداد

الروتين اليومي والاكتئاب: العلاقة المعقدة

الروتين اليومي نفسه ليس بالضرورة سبباً مباشراً للاكتئاب، ولكنه يمكن أن يكون عاملاً مساهماً عندما يصبح رتيباً ومحدود الخيارات.
من أبرز أسباب الشعور بالاكتئاب المرتبط بالروتين:

  • غياب التحديات: عندما تصبح الأيام متشابهة من دون فرص للتجديد أو التغيير، قد يشعر الشخص بغياب الهدف أو الحافز.
  • العزلة الاجتماعية: قد يؤدي الالتزام بروتين صارم إلى تقليل الوقت المخصص للعلاقات الاجتماعية.
  • الضغط المستمر: إذا كان الروتين اليومي يتضمن مهامَّ مرهقة ومتكررة من دون راحة، فقد يؤدي ذلك إلى استنزاف الطاقة النفسية والجسدية.
  • غياب التوازن: الروتين الذي يركز فقط على العمل أو المسؤوليات من دون تخصيص وقت للراحة أو الهوايات؛ قد يجعل الشخص يشعر بالإرهاق.

قد تهمك قراءة ما الفرق بين الإرهاق والاكتئاب وكيف يُجيب العلم؟

كيفية التغلب على الشعور بالاكتئاب بسبب الروتين

امرأة تمارس التأمل والاسترخاء للتخلص من روتين الحياة


لحسن الحظ، يمكن إجراء تغييرات بسيطة في الروتين اليومي لتحسين الحالة النفسية وإعادة الشعور بالحيوية. إليك بعض النصائح العملية:


إضفاء التنوع على يومك

حاولي إضافة أنشطة جديدة لجدولك اليومي، مثل تعلم مهارة جديدة، قراءة كتاب، أو تجربة وصفة طعام مختلفة.
قومي بتغيير الأماكن التي تزورينها أو الطرق التي تسلكينها للوصول إلى العمل أو المنزل.

ممارسة الرياضة

التمارين الرياضية ليست فقط مفيدة للصحة الجسدية، بل تُسهم أيضاً في تحسين المزاج وزيادة إنتاج هرمونات السعادة مثل السيروتونين.
اختاري نشاطاً تحبينه، مثل المشي، الركض، أو حتى الرقص.
ربما يكون من المفيد الإطلاع على نصائح غذائية لزيادة الطاقة خلال التمارين الرياضية لا تفوِّتيها وفق اختصاصية


الاهتمام بالهوايات

خصصي وقتاً يومياً أو أسبوعياً لممارسة هواية تستمتعين بها، مثل الرسم، الكتابة، أو العزف على آلة موسيقية.
إذا لم تكن لديك هواية محددة، جرّبي أنشطة مختلفة لاكتشاف ما يناسبك.

التفاعل الاجتماعي

خصصي وقتاً للقاء الأصدقاء أو العائلة أو التحدث معهم عبر الهاتف.
الانضمام إلى مجموعات أو نوادٍ ذات اهتمامات مشتركة قد يساعدك على توسيع دائرتك الاجتماعية.

التأمل وتمارين الاسترخاء

ممارسة التأمل أو اليوغا يمكن أن يساعدك على تهدئة العقل وتخفيف التوتر.
خصصي دقائق يومية للتنفس العميق أو التأمل في مكان هادئ.

تحديد أهداف جديدة

حددي أهدافاً صغيرة قابلة للتحقيق لتعطيك شعوراً بالإنجاز والتحفيز. هذه الأهداف قد تكون بسيطة مثل قراءة فصل من كتاب أو تنظيف مساحة صغيرة في المنزل.

المرونة في الروتين

اتركي مساحة في جدولك اليومي للأنشطة العفوية وغير المخططة.
تجنّبي الالتزام المفرط بجدول صارم وأعطي نفسك فرصة للاستمتاع باللحظة.

طلب المساعدة عند الحاجة

إذا استمر الشعور بالاكتئاب لفترة طويلة أو تفاقم، لا تترددي في طلب المساعدة من اختصاصي نفسي.
العلاج بالكلام أو الأدوية قد يكون ضرورياً في بعض الحالات.

الروتين والاكتئاب: خلاصة

الروتين اليومي ليس عدواً، ولكنه قد يصبح تحدياً إذا افتقر إلى المرونة والإبداع. التغيير والتجديد في الأنشطة اليومية يمكن أن يكون المفتاح لتحسين الحالة النفسية والوقاية من الاكتئاب. الأهم هو الاستماع إلى نفسك وتلبية احتياجاتك النفسية والجسدية بطرق تعزز شعورك بالسعادة والرضا.


* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.