ينتج الاكتئاب عن اختلال في توازن المواد الكيميائية في الدماغ، ولكن تمَّ دحض ذلك بشدّة في العام الماضي من قبل الباحثين الذين راجعوا العديد من النتائج.
وخلص فريق بحث من كلية لندن الجامعية، إلى أن مهنة الطب النفسي "يجب أن تتحمل بعض المسؤولية عن نشر نظرية غير مدعومة، والاستخدام المكثف للأدوية المضادّة للاكتئاب المصاحبة لها".
وتصدرت هذه القصة عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم حينها، ولكن قبل بضعة أسابيع، تمَّ الطعن في هذا الرأي من قبل مجموعة أخرى من الأطباء النفسيين البارزين، الذين جادلوا بأن هذه المراجعة كانت معيبة ولا ينبغي أبداً نشرها في المقام الأول لأنها كانت خطيرة، خاصة أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى مضادات الاكتئاب قد يتوقفون عن تناولها.
الاكتئاب: دراسة علمية تكشف عن نهج علاجي جديد
لكن الجديد هو نتائج دراسة حديثة تشير إلى نهج إضافي جديد ومختلف في علاج الاكتئاب باستخدام البروبيوتيك.
والمادة الكيميائية الأكثر استهدافاً لمعالجة الاكتئاب والقلق هي السيروتونين، الذي يحمل الرسائل بين الخلايا العصبية في دماغك، وتزيد الأدوية من مستويات السيروتونين في الدماغ، والتي من المتوقع أن تقلل من أعراض الاكتئاب.
ولكن كلما عرفنا المزيد عن الاكتئاب، أصبح هذا التفسير البيولوجي المفرط في التبسيط غير ملائم للغرض، فهناك عوامل فسيولوجية أخرى معروفة الآن بأنها تلعب دوراً، مثل الالتهاب.
فكلما نظرنا إلى أي حالة، يجب أن ننظر إليها من خلال ثلاثة أبعاد: البيولوجية والنفسية والاجتماعية. إنها مترابطة ويجب أن تستهدف العلاجات جميع المناطق.
على سبيل المثال، يحتاج الشخص المصاب بنوبة قلبية إلى علاجات جسدية مثل الدعامة، ولكن أيضاً يحتاج إلى علاجات داعمة (لذلك يتوقف عن التدخين على سبيل المثال) واجتماعية، لتشجيعه على ممارسة الرياضة وتحسين نظامه الغذائي. هذا النهج ثلاثي المحاور ينطبق بشكل خاص على الاكتئاب.
نحن نعلم أن العلاجات الحوارية البسيطة مثل العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن تكون قوية بشكل لا يصدق للاكتئاب، ومن المعروف أيضاً أن ممارسة التمارين الرياضية هو أحد أفضل مضادات الاكتئاب.
ومن الأهمية لعلاج أي من حالات الصحة العقلية التفاعلات الاجتماعية والدعم للمريض، ولكن في بعض الأحيان تكون هناك حاجة أيضاً إلى الأدوية، فحتى لو كانت نظرية السيروتونين خاطئة، فهناك دليل على أن الأدوية تساعد بعض المرضى، وبالنسبة للآخرين، فهي ببساطة لا تعمل ولها آثار جانبية محتملة.
البروبيوتيك لعلاج الاكتئاب
كشفت دراسة حديثة عن بعض البيانات التي يُحتمل أن تكون مهمة حول تأثير البروبيوتيك على الاكتئاب، كما كان هناك سبع دراسات سابقة عالية الجودة حول البروبيوتيك لعلاج الاكتئاب.
وكانت الأرقام في كل تجربة صغيرة، ولكن عندما تمَّ جمع النتائج وتحليلها العام الماضي في مجلة الطب السريري، أظهر الباحثون أن البروبيوتيك كان له تأثير إيجابي كبير على مستويات الاكتئاب لدى المرضى، كما يتضح من الانخفاض في درجات الاكتئاب لديهم.
وتُعد الدراسة الحديثة التي نُشرت الشهر الماضي في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية للطب النفسي، هي الأولى من نوعها لدى مرضى المملكة المتحدة، الذين أظهروا تحسناً في مستويات الاكتئاب بعد ثمانية أسابيع من تناول البروبيوتيك (وهو يحتوي على 14 سلالة من البكتيريا الجيدة) مقارنةً بالدواء الوهمي.
الأهم من ذلك، لم تكن للعلاجات أي آثار جانبية، ومن المثير للاهتمام أن هذه التجربة أظهرت أيضاً تحسناً في القلق وكذلك الاكتئاب، فيما اشتملت الدراسة مرضى يتناولون بالفعل مضادات الاكتئاب والذين ظلوا يتناولونها.
هل ترغبين بقراءة المزيد عن أعراض نقص مخزون الحديد النفسية؟
كيف يمكن للبكتيريا الجيدة أن تساعد في علاج الاكتئاب؟
جاء أول دليل علمي على ارتباط الأمعاء والدماغ في عام 2004، وأظهرت الفئران التي نشأت في بيئات معقمة - وكانت تفتقر إلى بكتيريا الأمعاء الطبيعية - ردود فعل فسيولوجية مبالغ فيها للتوتر، مثل زيادة معدل ضربات القلب، لكن ردود الفعل هذه توقفت عندما تمَّ إخراجها من البيئة المعقمة وتناولت طعاماً طبيعياً، حيث احتوت أمعاؤهم حينها على البكتيريا مرة أخرى.
كانت هذه بداية "علم النفس الحيوي''، حيث تم تسخير التأثير المفيد للبكتيريا الجيدة (مكملات البروبيوتيك وكذلك البريبايوتك) ومصادر الغذاء التي تشجع على نموها، على اعتلال الصحة العقلية، عبر ما يسمى بـ"محور الأمعاء والدماغ ''.
وتشارك بكتيريا الأمعاء في تنظيم العديد من أنظمة الجسم، بما في ذلك الالتهاب، حيث أظهرت الدراسات أن البروبيوتيك والبريبايوتك تقلل بشكل كبير من مستويات CRP (بروتين سي التفاعلي) وهو علامة على الالتهاب.
يرتبط الاكتئاب بمستويات أعلى من بروتين سي التفاعلي وقد تساعد هذه المضادات الحيوية على خفض مستويات الالتهاب، ولكن المضادات الحيوية النفسية ليست المكمل الغذائي الوحيد الذي قد يكون له تأثير جيد.
وأظهرت المراجعات الرئيسية الأخرى في السنوات القليلة الماضية أن فيتامين دي D يمكن أن يحسِّن أعراض الاكتئاب، كما تستطيع أحماض أوميغا 3 الدهنية (مثل زيوت السمك) بتحسين أعراض الاكتئاب مقارنة مع الدواء الوهمي، إذ يُعتقد أن كلاهما مضادّ للالتهابات.
يمكن أن تكون مضادات الاكتئاب منقذة للحياة، لكن أظهرت هذه الدراسات أن المكملات الغذائية مثل زيوت السمك والبروبيوتيك وفيتامين دي، يمكن أن تساعدك إذا كنت تتناولين مضادات الاكتئاب.
ربما تودين أيضًا الاطلاع على الآثار الجانبية الشائعة للأدوية النفسية
*المصدر: dailymail.com.uk
**ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.