في زخم التحضيرات للزفاف، وسط التفاصيل التي تشمل الفستان، القاعة، الدعوات، وتجهيزات الحفل، قد تغفل العروس أحد أهم الجوانب في هذه المرحلة: صحتها النفسية.
الصحة النفسية للعروس ليست مجرد رفاهية أو جانباً ثانوياً، بل هي عامل أساسي يؤثر على تجربتها للزواج وعلى جودة الحياة الزوجية التي تبدأ بعد حفل الزفاف، كما توضح الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية في العلاج الإيحائي وفي العلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان لـ "سيّدتي".
التغييرات النفسية في مرحلة الخطوبة والزواج
تمرّ العروس في هذه المرحلة بتحوّلات نفسية كبيرة؛ إذ تتحول من كونها فرداً إلى شريكة في حياة جديدة، هذا الانتقال يترافق مع مسؤوليات إضافية، توقعات من المجتمع، وتحديات في التكيّف مع حياة جديدة، ومن الطبيعي أن تشعر العروس بمزيج من الفرح، القلق، التوتر، وأحياناً الخوف من المجهول.
أهمية الصحة النفسية قبل الزفاف
- التعامل مع الضغط النفسي: التحضيرات للزفاف قد تكون مرهقة، الالتزامات المالية، توقعات العائلة، ورغبة العروس في أن يكون كل شيء مثالياً قد يؤدي إلى التوتر والقلق. المحافظة على الصحة النفسية تساعدها على التعامل مع هذه الضغوط بطريقة أكثر هدوءاً واتزاناً.
- اتخاذ قرارات واعية: عندما تكون العروس في حالة نفسية جيدة، تصبح أكثر قدرة على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات مدروسة، هذا يشمل اختيار شريك الحياة المناسب، وتحديد الأولويات أثناء التخطيط للزفاف، والاستعداد النفسي للزواج نفسه.
- تعزيز الثقة بالنفس: الزفاف هو مناسبة للاحتفاء بالعروس وشريكها، الثقة بالنفس تجعل العروس تستمتع بلحظتها دون القلق من المظهر الخارجي أو المقارنة مع الآخرين.
من المفيد الاطلاع إلى الشيروفوبيا... متلازمة تأجيل السعادة مع المعالجة النفسية ندين كالوش
الصحة النفسية والزواج
- الصحة النفسية لا تؤثر فقط على فترة التحضيرات، بل تمتدّ إلى الحياة الزوجية.
- التواصل الصحي مع الشريك: التوازن النفسي يساعد العروس على بناء علاقة متينة مع شريكها، تقوم على التفاهم والحوار الإيجابي.
- إدارة التوقعات: الزواج ليس مجرد أحلام وردية؛ بل يتطلّب العمل المشترك والمرونة، الصحة النفسية تمنح العروس القوة لتكون واقعية ومتقبلة للتحديات التي قد تواجهها.
- القدرة على التكيّف: الحياة الزوجية تأتي مع تغييرات كبيرة في أسلوب الحياة، العروس التي تتمتّع بصحة نفسية جيدة تكون أكثر قدرة على التكيّف مع هذه التغيّرات.
كيفية تعزيز الصحة النفسية للعروس
- التواصل مع النفس: على العروس أن تمنح نفسها وقتاً للتأمل ومراجعة مشاعرها وأفكارها، يمكنها كتابة يومياتها للتعبير عن الضغوط والمخاوف التي تواجهها.
- الاستفادة من الدعم الاجتماعي: التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين تثق بهم يساعد في تخفيف الضغوط، كما يمكن للعروس الاستفادة من دعم شريكها في هذه المرحلة.
- طلب المساعدة المهنية عند الحاجة: إذا شعرت العروس بأن الضغوط تتجاوز قدرتها على التحمل، يمكنها استشارة اختصاصية نفسية لمساعدتها على التعامل مع هذه المرحلة بسلام.
- ممارسة التمارين والاسترخاء: الأنشطة البدنية وتمارين التنفس والتأمل تساهم في تقليل التوتر وزيادة الشعور بالراحة النفسية.
- الابتعاد عن المثالية: يجب أن تدرك العروس أن السعادة لا تكمن في تفاصيل الحفل المثالي، بل في علاقتها بشريكها واستعدادها النفسي لبناء حياة سعيدة.
صحة العروس النفسية: خاتمة
الصحة النفسية للعروس هي حجر الأساس لحياة زوجية مستقرة وسعيدة، عندما تكون العروس في حالة نفسية جيدة، تصبح قادرة على الاستمتاع بكل لحظة من رحلة الزواج، من التخطيط للحفل وحتى الحياة اليومية مع شريكها، لذلك يجب أن تكون الصحة النفسية على قائمة أولويات العروس، تماماً كما تهتم باختيار فستانها أو تحضير ديكور الحفل، لأن العروس السعيدة والمتوازنة نفسياً هي من تضيء حفل زفافها وحياتها الزوجية بطاقة الحب والانسجام.
ينصح بمتابعة الصحة النفسية للعروس بعد ترك منزل الأهل: تأثيرات سلبية وإيجابية.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.