أعلن باحثون فرنسيون من الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) في ليون -وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية- في مجلة لانسيت Lancet ، أنهم توصلوا إلى فحص الكشف المبكر عن سرطان المثانة، عن طريق فحص البول، وهو سريع وبدون ألم؛ يكشف عن وجود الجين الذي يسبب سرطان المثانة. وهذا التشخيص يتم بشكل مبكر جدًا، قبل 10 سنوات من التشخيص السريري.
وفي سياق اختباراتهم في الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC)، تحت قيادة د. فلورنس لو كلافيز- كليم، اكتشف الباحثون هذه الطفرات الوراثية قبل 10 سنوات من تشخيص السرطان لدى نسبة 46.7 في المائة من عينة المرضى الذين أصيبوا بعد ذلك بالسرطان. ويجب أن تسمح الأبحاث الإضافية بالتحقق من صلاحية هذا الفحص، وتقييم استخدامه سريريًا.
سرطان المثانة هو النوع السابع من أنواع السرطان الأكثر شيوعًا. وحتى الآن فإنه يصيب الرجال بشكل أساسي، ولكن هناك المزيد من النساء اللاتي يتم إصابتهن بهذا السرطان؛ بسبب زيادة معدلات التدخين بين النساء. وجود الدم في البول (بيلة دموية) يكون في أغلب الأحيان الإشارة الأولى التي تتيح الاشتباه بالإصابة بسرطان المثانة.
كيف يجري تنظير المثانة؟
تشتمل التقنية على إدخال أنبوب مزود بألياف بصرية ومتصل بحزمة ضوئية؛ ليصل إلى المثانة من خلال القنوات الطبيعية؛ من أجل اكتشاف أية شذوذ، والمضي قدمًا لإزالتها أو استئصالها. وحتى الوقت الحاضر يتم تحقيق ذلك باستخدام ضوء أبيض، وهذا لا يسمح دائمًا باكتشاف الأورام الحميدة الصغيرة أو الأورام المسطحة، وهذا يرتبط في أغلب الأحيان بالسرطان السطحي والتشخيص السيئ.
تقنية جديدة
التقنية الجديدة هي التنظير بالضوء الأزرق، وتمَّ التوصل إليها في مختبراتKarl Storz ، التي تسمح بتحديد أكثر من 30 في المائة من السرطان. وقبل ساعة واحدة يتم حقن مجس ضوئي في المثانة عن طريق المسبار. وبعد ذلك تتم إضاءة جدار هذا العضو بواسطة جهاز ينبعث منه ضوء أزرق؛ لرؤية الخلايا الحميدة تضيء باللون الفوسفوري الوردي. وأثبتت الدراسة وجود أورام سطحية إضافية لدى مريض واحد من بين كل أربعة مرضى. وعلى وجه الخصوص، فإنَّ مريضًا واحدًا من بين كل خمسة يستفيد من العلاج المناسب.
في العام 2007، اعترفت السلطات العليا للصحة بأهمية هذه التقنية، بالإضافة إلى تنظير المثانة بالضوء الأبيض. وأما اليوم، فإنَّ ربع مراكز المسالك البولية قد تمّ تجهيزها بهذه التقنية. وبناءً عليه سوف يزداد معدل الشفاء بشكل كبير في الأعوام المقبلة. وقد يتمّ اقتراح هذه التقنية؛ من أجل الكشف عن أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان المسالك البولية والكلى.
يقول البروفيسور كونورت عن ذلك: "في حالة الكشف بواسطة الضوء الأبيض، وفي حوالي 30 إلى 68 في المائة من الحالات، يكون استئصال الأورام غير مكتمل، ومن هنا يأتي تكرار عودة السرطان، وضرورة إعادة التدخل الجراحي".
تابعي المزيد: أسباب حصى الكلى... تجنّبيها فورًا
أعراض خفية في أغلب الأحيان
ما لم يكن هناك تاريخ بالمرض، فإن واحدًا من العوائق أمام تشخيص سرطان المثانة هو أنه يسبب القليل من الأعراض. وبعضها قد يستدعي استشارة الطبيب بسرعة، مثل:
- وجود دم أو لون أحمر في البول من الإشارات التحذيرية، ولكنه قد يختفي عندما يستمر الورم في النمو.
- صعوبة في التبول، مع تكرار واستمرار الحاجة إلى التبول. كما أن الشعور بالحرقة أو الألم من العلامات التي يجب عدم إهمالها كذلك.
سرطان المثانة.. إنه يتقدم بسرعة
يوضح طبيب المسالك البولية د. بيير كونورت قائلًا: "خاصية هذا السرطان هو أنه يتميز بمعدل تكرار عالٍ وتقدم كبير.. 60 إلى 70 في المائة من الأورام السطحية تعود، و10 إلى 20 في المائة يتطور إلى انبثاث وينتشر. الأمر الذي يقضي مراقبة ومتابعة مستمرة للأشخاص الذين يصابون به. وتعتمد فرص الشفاء بالتالي على اكتشاف المرض مبكرًا، وعلى نوعية التشخيص، والذي يعتمد بدوره على الفحص المرجعي وتنظير المثانة"، بحسب "توب سانتيه".