من خريجة كلية الطب والجراحة العامة بـ جامعة الإمارات، وأم لأربعة أطفال، إلى المتحدثة الرسمية عن القطاع الصحي بدولة الإمارات، ومثال يحتذى به، الدكتورة الإماراتية فريدة الحوسني، واحدة من الشخصيات الملهمة في دولة الإمارات العربية، ومصدر للإلهام بين الشباب والشابات كونها أحد الملهمين من خط الدفاع الأول والوجه الذي يترقبه الجمهور يوماً بعد يوم لتطل على الشاشات.
خبرتها الوطنية في وضع الخطط الاستراتيجية للتأهب للأمراض المعدية والجائحات، وصياغة القوانين الوطنية؛ جعلت منها طرفاً في قيادة التغيير في أنظمة التقصي الإلكترونية للأمراض المعدية.
شاركت «سيدتي» في حوار عقدته "سجايا فتيات الشارقة"، التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، مساء الأربعاء في إتصال مرئي (عند بعد) ضمن فعالية (لقاء مع ملهم) الهادفة لتقديم نماذج ملهمة من المجتمع الإماراتي لمنتسباتها وللأجيال الجديدة من اليافعين والشباب، وإتاحة المجال أمامهم للتحاور معها والتعرف إلى التحديات والصعوبات التي واجهت مسيرتهم.
العمل في خط الدفاع الأول
تحدثت الدكتورة فريدة الحوسني عن بعض الجوانب الشخصية والأفكار الملهمة، والتحديات التي واجهتها في مسيرتها، وبعض النصائح للشباب في ظل انتشار جائحة كورونا.
وأكدت على أهمية الحفاظ على النظرة الإيجابية في التعامل مع الوضع الحالي الذي يمر به العالم، وأهمية السعي لحل مشكلاتنا.
وفي الحديث عن مسيرتها المهنية، أشارت إلى أن عملها كمتحدثة رسمية للقطاع الصحي، شرف كبير، وتجربة جديدة طورت من خلالها قدرتها على التواصل مع أفراد المجتمع، وإيصال المعلومات أو الأحداث الطبية، بصيغة مبسطة وسلسة يفهمها الجمهور بعيداُ عن التعقيدات العلمية، ونشر التوعية الهامة في هذا الوقت الصعب.
وقد اعتبرت الحوسني، هذه المسؤولية تحدٍ جديد، لكن الذي دفعها للقبول بهذا التحدي، هو أن هذا المنصب وسيلة وليس هدف، فهو وسيلة تخدم هدفاً سامياً وهو إيصال المعلومة للجمهور، في وقت هم بأمس الحجة فيه للعلم والمعرفة، وسماع الحقائق الدقيقة.
نصائح في ظل انتشار كورونا
الوضع الذي يمر به العالم في ظل جائحة كورونا صعب، إلا أن الحوسني أوصت الشباب باعتبار هذه المرحلة، فرصة عظيمة، للاستفادة في العديد من الجوانب التي لم تتح لهم الفرصة للخوض فيها من قبل، على سبيل المثال التعلم عن بعد، تقول الحوسني: «لم نكن لنخوض هذه التجربة بهذه السرعة لولا ظهور هذه التحدي، كما هو الأمر في العمل عن بعد».
ومن النصائح التي وجهتها للشباب والشابات، هي وجوب استثمار الوقت في طلب العلم، وبذل الجهد في ذلك، على الرغم من الصعوبات التي ستقف في طريقه، فعلى الإنسان ترويض نفسه، والموازنة بين أولوياته، وتعويد نفسه على القراءة، ليس فقط للتقدم في الدراسة بل لخدمة جميع جوانب حياته، وليكون شخصاً منتجاً ويضيف شيئاً لهذا المجتمع.
وفي فترة الحجر المنزلي، أشارت الحوسني إلى ضرورة استغلال الوقت لكسب مهارات جديدة، بوجود التكنولوجية الحديثة، فهي تعد فرص ذهبية، على الشباب استغلالها، بالإضافة للعمل التطوعي، ونشر المعرفة، وبالطبع المعرفة والمعلومات الدقيقة والموثوقة.
قصة ملهمة
وعلى الصعيد الشخصي فلم تكن المسيرة التي شقتها الحوسني بالمهمة اليسيرة، بين الدراسة والأطفال ومسؤوليات المنزل، تحديات عديدة وصعبة في دراسة الماجستير والدكتوراه، تخطتها بالموازنة بين مسؤولياتها المنزلية كأم وزوجة، وعملها كمسؤولة في جانب حكومي.
صعوبات أضافت لهذه الملهمة الإماراتية الكثير من التجارب التي تعلمت من خلالها أنه على الأنسان وضع أولويات في حياته، كما عليه أن ينظم وقته، تقول الحوسني: «من دون هذه الموازنة والتنظيم لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.. فكل هذه الجوانب مهمة، أسرتي أولوية لي، وجهودهم ودعمهم لي، له فضل كبير في نجاحي، هذا بالطبع بجانب اهتمامي الكبير بالدراسة والتزامي بواجبي في العمل».
ويذكر أن الحوسني تخرجت بدرجة البكالوريوس من كلية الطب والجراحة العامة بجامعة الإمارات عام 2003، وحصلت على ماجستير الصحة العامة عام 2011، من جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة. وفي عام 2017 حصلت على دبلوم خبير الابتكار الحكومي من «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي»، وجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة. وحصلت على الدكتوراه في الصحة العامة والسياسات الصحية لعام 2018، من جامعة جون هوبكنز.