فتاة بثلاثة أرواح لتقديم خدمة لمجتمعها، وتسير وفق طموحها الجامح لتحقيقه، وهو الانضمام للجيش الأبيض بأبحاثها في مجال المناعة، وهو ما بدأت رؤيته عقب تخرجها ودخولها سلك الدراسات العليا، وحصولها على الماجستير في مجال المناعة من كلية العلوم جامعة القاهرة، إنها شيماء رباح التي تسعى للحصول على الدكتوراه، ولم تستسلم لما فرضته الظروف عليها، لتحقق نجاحًا أكاديميًا ومهنيًا، بدارسة الكيمياء، ثم إعداد ماجستير في المناعة، بالإضافة إلى أنها أصبحت واحدة من أمهر مدربات السباحة في مصر.
كلية العلوم الخيار المتاح والوحيد!
شيماء رباح، تقول إنها كانت مهتمة بالمجال الطبي، وتطلعت لدخول كليتها، لكن لسوء الحظ لم تحرز المجموع المطلوب.
في هذه الأثناء لم تجد «شيماء» بدًا سوى الالتحاق بكلية العلوم في جامعة عين شمس، وهو الخيار المتاح والوحيد أمامها لدراسة مجال يشبه نظيره الطبي، ولزيادة التشابه بشكل أكبر قررت التخصص في البيولوجىا كقسم عام.
واستمرت رغبتها في إحياء حلمها الطبي داخل تخصصها، حينما التحقت بشعبة (حيوان/كيمياء)، لما في الأول من تشريح يسمح لها بفهم جسم الإنسان عن قرب، أما الثاني فهي تحبه ويساعدها في مجالات العمل.
شغف مستمر
حصلت «شيماء» على بكالورويس العلوم في عام 2008، ومعها لم يتوقف شغفها، ففي سبيل التقرب بشكل أكبر من المجال الطبي، سعت لدراسة المناعة، وهو التخصص الذي لم يكن متاحًا بكلية عين شمس حسب روايتها.
وعليه، بدأت «شيماء» في البحث عن صرح يتيح لها دراسة المناعة، حتى وجدت ضالتها بين أسوار جامعة القاهرة، والتي بها تدرّس كلية العلوم هذا التخصص، لتقدم أوراقها على الفور دون تردد.
وتحقق حلم «شيماء» بحصولها على درجة الماجستير في المناعة بكلية العلوم، وتمحورت رسالتها حول التهاب الكبد الوبائي المعروف بـ فيروس C، لكن ما تصبو إليه لم يتوقف عند هذه المحطة: «أنا حابة مجال المناعة وحابة أعمل حاجة قوية فيه.. مش مجرد بحث».
استمرار في البحوث العلمية
عملت ككيميائية في قسم السلامة والصحة المهنية بإحدى شركات البترول، وخلال وظيفتها ركزت على حفظ صحة وسلامة العاملين والبيئة المحيطة بهم بشكل عام، واستمر التميز مع صعوبة الأمور بانتشار وباء كورونا المستجد «كوفيد-19»: «الإجراءات وحملات التوعية والتعقيم التي نقوم بها مستمرة حتى نتجاوز لالأزمة، وهنا دور المناعة التي نعتمد عليها في مواجهة المرض لحين ظهور أدوية معتمدة».
تسعى شيماء حالياً للاستمرار في البحوث العلمية لنيل الدكتوراه للارتفاع بمناعة الإنسان لمواجهة أي فيروسات أو أمراض طارئة تحاول غزو جسد الإنسان لإتلافه.