أكبر مشكلة تؤرق الأم المرضعة في شهر رمضان هي نقص إدرار حليب الثدي، بسبب الصيام وقلّة تناول السوائل والمياه لفترة طويلة خلال اليوم -مادام لا يوجد مانع من صيام الأم المرضعة- هنا ينصح أطباء التغذية بالتخلص من القلق حيال كمية حليب الثدي خلال فترة الصيام، بوضع بعض القواعد للتغذية في وجبتي الإفطار والسحور ، مع الإشارة إلي بعض الأسرار التي تساعدك على المحافظة على زيادة إدرار حليب الرضاعة لصغيرك، معنا الدكتورة نهى ياسين خبيرة تغذية الحامل بمعهد التغذية
حليب الصدر هو الغذاء الأمثل للطفل
يُعد حليب الأم هو الغذاء الأمثل للطفل في أول 6 شهور من عمره، لذا فأي نقص في كميته قد يضر بصحة الرضيع، فكيف يمكن الصيام للأم المرضعة دون التأثير على طفلها؟
إليك الإجابة ..اشربي ما يقرب من 3 لترات من الماء أو 12 كوباً كبيراً في الفترة ما بين الإفطار والسحور، بجانب العصائر الطبيعية ومشروبات رمضان المليئة بالفوائد، كالخشاف والتمر بالحليب.
استغلي شهر رمضان، فهو فرصة مناسبة لتناول المكسرات الغنية بالفيتامينات والمعادن والمُدرة للحليب أيضاً، مثل عين الجمل واللوز والبندق والسوداني، تناولي ملء قبضة يديكِ من المكسرات النيئة أو بخلطها مع المشروبات.
تناولي الحساء دائماً كأول وجبة على الإفطار، ويفضل حساء الدجاج واللحم لاحتوائهما على المعادن والفيتامينات، التي تعوض جسمكِ عن فترة الصيام
تناولي ولا تتهاوني
ضعي رضيعكِ على ثدييكِ كما تعتادين سواءً كل ساعتين أو تحت الطلب، إذ يساعد ذلك في المحافظة على كمية الحليب وزيادة إدراره، ولا تمتنعي عن الرضاعة وقت الصيام لأن ذلك يؤدي إلى نقص إدرار الحليب.
تناولي الحليب ومشتقاته ومنتجات الأجبان الغنية بالكالسيوم، في الفترة بين الإفطار والسحور على الأقل ثلاث مرات، فسيساعد ذلك جسمكِ على إدرار الحليب وزيادة نسبة الكالسيوم.
لا تتهاوني في تناول المكملات الغذائية، كالكالسيوم والحديد وحبوب الرضاعة فترة الإفطار، وكذلك حافظي على وجبة سحور صحية تحتوي على زبادي وبيض وحليب أو جبن وتمر.
حاولي الاسترخاء والراحة قدر الإمكان، ومن الأفضل إعداد إفطار اليوم في فترة الليل، وتجهيزه على التسوية فقط في فترة الصيام قبل المغرب مباشرة، حتى تتجنبي المجهود والجفاف والشعور بالحرارة أو الإجهاد والعطش. اتباع نظام غذائي خاص
لبن الثدي غذاء أساسي للطفل
إن الرضاعة من ثدي الأم أساس غذاء الطفل خلال 6 الأشهر الأولى؛ والاستعانة باللبن الصناعي يكون في حالات محدودة سواء كان أساسياً أو مكملاً، لذا عليها أن تتبع نظاماً غذائياً صحياً، خاصة في شهر رمضان، لكي يحصل الطفل على لبن صحي يحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها خلال أول 6 أشهر من عمره.
أولاً: تناول كميات كافية من السوائل بشكل يومي؛ إذ يعتمد إنتاج اللبن بوفرة على وجود سوائل كافية بالجسم خاصة الماء؛ لذا يجب الحرص على تناول من 2 لـ3 لترات مياه يومياً تجنباً للجفاف الذي ينتج عنه نقص في إنتاج اللبن.
ثانياً: تناول منتجات الألبان يومياً بكميات كافية مع الحصول على البروتين الحيواني المتمثل في اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض والبقوليات، وتناول الخضروات والفاكهة بشكل منتظم مقسمة على عدة وجبات خفيفة بين الإفطار والسحور لتمنح الجسم الفيتامينات والألياف التي يحتاجها.
ثالثاً: تناول النشويات مثل الخبز والمكرونة والحبوب الكاملة مثل الشوفان والبليلة بكميات معقولة، وهناك بعض المأكولات التي تساعد على إدرار اللبن مثل: المكسرات التي يفضل تناولها بين الوجبات الرئيسية بكميات مناسبة، بالإضافة للبيض والبرتقال والشوفان، والخضروات الورقية مثل السبانخ.
لبن الثدي يقوي مناعة طفلك
رابعاً: تجنبي تناول التوابل الحارة مع الطعام والإكثار من الثوم؛ لأنه قد يسبب انتفاخاً للطفل أثناء الرضاعة، ولابد أن تدرك كل أم أن كل ما تتناوله يصل إلى طفلها عن طريق اللبن، ومع تغير الأطعمة التي تتناولها يتغير طعم لبن الأم؛ مع التحذير من تناول المنبهات بكثرة لأنها تصل إلى الطفل عن طريق اللبن
خامساً: لبن الأم هو الوسيلة التي تزود جسم الطفل بالأجسام المضادة وتقوي المناعة ضد العديد من الأمراض؛ بالإضافة إلى الوقاية من زيادة الوزن على المعدل الطبيعي، وهذا يرجع إلى كمية البروتين الموجودة بلبن الأم والتي تكون أقل من اللبن الصناعي.
سادساً: كما أن اللبن الطبيعي يمنح الطفل الشعور بالشبع وذلك لوجود هرمون "اللبنين" المسئول عن الإحساس بالشبع، وأيضاً يعمل على تنظيم النوم عند الطفل ونموه بشكل طبيعي ومتوازن.
أطعمة تزيد من إدرار حليب المرضعة في رمضان
في رمضان تعد فترة الرضاعة الطبيعية أهم الفترات في حياة الطفل، حيث تساعد على تقوية جهازه المناعي وتلبي احتياجه للعديد من العناصر والفيتامينات والمعادن التي تجعله يتمتع بصحة جيدة، حيث إن حليب الأم يتأثر خلال شهر رمضان نظراً لطول فترة الصيام التي تبلغ نحو 15 ساعة يوميّاً ، لذلك على كل أم أن تهتم جيداً بنوعية الغذاء الذي تتناوله كي لا يتأثر إدرار الحليب لديها.
احرصي على الخضروات الورقية داكنة اللون، فهي من أهم الأطعمة التي ننصحك بتناولها في شهر رمضان، فهي غنية بالعديد من العناصر مثل الكالسيوم والحديد وفيتامين "أ" و"ك"، وحمض الفوليك الذي له أهمية كبيرة بالنسبة للنساء المراضع، وتحتوي أيضاً الخضروات الورقية الداكنة - مثل السبانخ - على الفيتو أستروجين وهو أحد الهرمونات المماثلة لهرمون الأستروجين المفيد لصحة أنسجة الثدي والقنوات اللبنية.
انتبهي لبذور السمسم: فهي من الأغذية المهمة لإدرار الحليب والتي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم المفيد لصحة الأم المرضعة، لذا يمكنكِ إضافتها إلى السلطات والحلويات أو تناولها كما هي، وهناك العديد من الأطعمة المحضرة من بذور السمسم كالطحينة والحلاوة الطحينية، ولكن لا ننصحكِ بالإكثار من تناول الحلاوة الطحينية لاحتوائها على نسبة عالية من السكر التي قد تسبب زيادة وزنك.
لا تنسي الفاكهة المجففة: تعد جميع أنواع الفواكه المجففة عوامل محفزة لإنتاج الحليب وزيادة كميته، وخاصةً المشمش والتين المجفف، لذا ننصحكِ بتناولها كوجبات خفيفة على مدار اليوم في أثناء الرضاعة الطبيعية
اهتمي بمنتجات الألبان
المأكولات البحرية (الأسماك): تعمل بعض المأكولات البحرية الغنية بالأحماض الأمينية الأساسية على إنتاج الهرمونات اللازمة لإدرار الحليب وزيادة كميته، مثل سمك السلمون والسردين، لذا احرصي على تناولهما بصورة منتظمة طوال مرحلة الرضاعة.
داومي على تناول البروتينات: فهي تعمل على زيادة إدرار الحليب، سواء كانت اللحوم الحمراء أو الدجاج، وأيضاً يجب تناول بعض الأطعمة الأخرى الغنية بالبروتينات مثل الجوافة والأفوكادو فهما مفيدان جدّاً لصحتكِ وصحة رضيعكِ.
وكذلك منتجات الألبان: لا تهملي تناولها خالية الدسم في شهر رمضان، للاستفادة من مركباتها المتعددة في إدرار الحليب بشكل طبيعي، فيمكنكِ تناول الحليب خالي الدسم في فترة ما بين الإفطار والسحور، وتناول الزبادي والجبن في وجبة السحور مع بياض البيض المسلوق.
أفكار لسحور الأم المرضعة في رمضان
البنجر: لا تهملي تناول البنجر فهو مهم جدّاً للأم المرضعة، لذا ننصحكِ بإضافة البنجر لنظامكِ الغذائي فهو يحتوي على نسبة عالية من عنصر الحديد، ويقاوم إصابتك بالأنيميا خلال فترة الرضاعة والتي تكونين أكثر عرضةً لإصابتك بها خلال شهر رمضان مع الصيام والرضاعة.
شرب كمية كافية من الماء بما يعادل 8 إلى 10 أكواب تقريباً في الفترة ما بين الإفطار والسحور، شرب المزيد من العصائر والسوائل الطبيعية والحليب خالي الدسم، مع التركيز على المشروبات التي تعمل على إدرار الحليب كالحلبة.
تجنب القيام بأعمال شاقة في فترة الصيام، للحفاظ على برودة الجسم وتجنب حدوث الجفاف، مع الحد من شرب المنبهات، مثل القهوة والشاي لأنها تثبط إنتاج الحليب، زيادة عدد الرضعات للطفل، لإشباعه وزيادة إنتاج الحليب
أطعمة خاصة بالرضاعة من الثدي
ماء الشعير لها قدرة على زيادة إدرار اللبن، ولا ننصح باستخدام بعض الأدوية التي توجد بها بعض الهرمونات التي تساعد على إفراز اللبن، والنصيحة الأمثل هي: أن تعطي الأم نفسها قسطاً من الراحة اليومية باعتبارها أهم عامل في زيادة إدرار اللبن، والإجهاد يؤدي إلى العكس الاسترخاء أو النوم مدة ربع أو نصف ساعة قبل الرضاعة أو بعدها.
نعم الأم التي ترضع طفلها تحتاج إلى كمية أكبر من الغذاء الذي تتناوله في حياتها الطبيعية - حوالي 3000 سعر حراري في اليوم، في حين أن الإنسان العادي يحتاج إلى 2000-2500 سعر في اليوم- مع الاهتمام بالسوائل بقدر كاف من الماء والسوائل بمعدل 3 لترات على أن يمثل اللبن ثلث هذه الكمية أي لتر يومياً.
وعلى المرضعة الابتعاد عن بعض الأطعمة التي تؤثر على رائحة اللبن ومذاقه مثل: القرنبيط والبصل والثوم والمانجو ، إلى جانب الأطعمة التي تسبب غازات وعليها تناول أقراص الفحم لتقليل أثر هذه الغازات في أمعائها، ويفضل أيضاً عدم تناول الأدوية أثناء الرضاعة كالمسكنات أو المضادات الحيوية فهي تمنع تدفق وإدرار اللبن
.