عرفت الفنانة نجلاء بدر، بجرأتها في أدوارها، وصراحتها التي تثير الجدل حولها، فهي صاحبة شخصية قوية، تتمتع بجانب إنساني يلمسه كل من يتعاون معها. وهي من الفنانات القلائل في مصر ممن يمتلكن علاقات مميزة مع زملائها بالحقل الفني، والغيرة لا تعرف طريقاً لها، ولا يشغلها مساحة الدور، فهي تهتم بالقيمة والرسالة التي يحملها العمل.
على مدار مشوارها الفني، قدمت نجلاء بدر أعمالاً فنية هامة، وأدواراً مؤثرة، تنوعت بين الكوميدي والتراجيدي والدراما، وشاركت في الموسم الرمضاني 2020 بمسلسليْ "الفتوة" أمام الفنان ياسر جلال، و"البرنس" أمام محمد رمضان.
"سيدتي" التقتها في الحوار التالي:
ما كواليس اختيارك للمشاركة في مسلسلي "الفتوة" و"البرنس"؟
رشحني المخرج محمد سامي في "البرنس" بطولة الفنان محمد رمضان، وهي ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع سامي، فقد سبق وتعاونا فنياً في مسلسل "حكاية حياة"، وفي مسلسل "الفتوة" فقد رشحني للعمل المخرج حسين المنباوي، ورغم ضيق الوقت والإرهاق الواقع عليّ جراء تصوير العملين في آن واحد، لكني وافقت لأنني أعمل مع طاقم عمل مميز ومخرجين متميزين أراهما من أهم المخرجين على الساحة الذين يمتلكون رؤية ثاقبة ووجهة نظر مختلفة.
أفهم من ذلك أن مشاركتك في العملين جاءت من باب إيمانك بنجاح صُناع العمل؟
بالتأكيد لديّ ثقة كبيرة فيهم، وتاريخ كل منهم يثبت صحة كلامي، صُناع العملين ياسر جلال ومحمد رمضان يحظيان بشعبية جماهيرية كبيرة، بالإضافة إلى أن دوري في العملين مختلف ولأول مرة أقدم هذه الشخصيات، وهذا ما أحرص عليه في اختياري للأدوار بألا تكون متكررة.
ما الذي حمسك للمشاركة في "الفتوة"؟
تحمست كثيراً للمشاركة في مسلسل "الفتوة" لعدة أسباب، أبرزها أنه يتميز بطبيعة مختلفة عن باقي الأعمال، وتدور أحداثه قبل 100 عام ويعود بنا إلى زمن الفتوات، والدراما التلفزيونية لم تتناول هذه الفترة بعد، كما أن العمل يتناول عدة قضايا اجتماعية وبه قصص حب وعلاقات إنسانية. بالإضافة لديكور العمل الذي تم تصميمه بشكل أقرب للحقيقة، حيثُ تم بناء حي "الجمالية" بشكل كامل داخل مدينة الإنتاج الإعلامي.
وكيف حضرتِ للشخصية خاصة أنها تدور في حقبة زمنية قديمة؟
نحن نستعين بالاستايليست مونيا، التي اختارت لنا ملابس تناسب هذه الحقبة، وأنا أظهر في الأحداث مرتدية العباءة اللف والبرقع الذي يوضع على الوجه. كما استعنت بالكثير من الكتب والمراجع؛ لكي أتعرف أكثر على زمن الفتوات خاصة أنه لا يوجد عمل فني تناول هذه الحقبة تحديداً، وفي الحقيقة مؤلف العمل وضع جميع الكليشيهات التي تم استخدامها في هذه الحقبة، والتي عبرنا عنها في المسلسل بشكل معاصر، وأجسد في المسلسل دور "جميلة"، وهي فتاة فقيرة تنتمي للحارة الشعبية في عام 1900، والمسلسل به صراع عمن هو الفتوة، حاولت الابتعاد عن تقليد الفنانات اللواتي قدمن الدور من قبل، مثل الفنانة تحية كاريوكا.
حقوق المرأة مهدرة في زمن الفتوات
ومن خلال معايشتك لهذه الحقبة في المسلسل، ما رأيك في مصر القديمة مقارنة بعصرنا هذا؟
أحببت العصر القديم، والملاية اللف والبرقع، والخلخال التي تمنح المرأة مظهراً أنثوياً وجذاباً، ولكنّ لديّ تعقيباً على هذه الفترة، فقد كان عصراً ذكورياً لا يعطي المرأة حقوقها مثلما يحدث الآن.
تعرّض الفنان محمد رمضان مؤخراً لحملة شرسة بسبب تصرفاته المثيرة للجدل، ألم تخافي أن يؤثر ذلك على نجاح مسلسل "البرنس"؟
أولاً، أنا ضد الحملة الشرسة والهجوم المبالغ فيه على محمد رمضان، نحن بشر ولسنا معصومين من الخطأ، ولكن أشعر دائماً بأن هناك تياراً أو موجة تسعى لتشويه الرموز الفنية، كما أن تصرفاته وأسلوب حياته التي يراها البعض مثيرة للجدل، تخصه هو وحده، فكل إنسان وله طريقة في التعبير عن نفسه.
من خلال عملك مع رمضان هل هو فنان مغرور؟
أنا دائماً أتهم بالغرور، وكل من يعرفني عن قرب يقول عني بسيطة وعفوية وتلقائية، لا يمكن الحكم على رمضان من بعيد، فهو من أكثر الفنانين تواضعاً، يتعامل مع الكبير والصغير في اللوكيشن بشكل مهذب وأنيق.
هل وضعت شروطاً قبل التوقيع على "البرنس" خاصة بعدما أثير عن وجود أزمة في ترتيب الأسماء على تتر العمل؟
معرفتي بأزمة ترتيب أسماء عدد من الفنانات على تتر مسلسل "البرنس"، كانت قبل إسناد الدور لي، وأجبرتني هذه الأزمة على الابتعاد عن فكرة الوقوع بمشكلة التتر مثل بعض الزملاء، واتفقت مع الشركة المنتجة على وجود حل لهذه الأزمة يتمثل في ظهور اسمي على التتر بطريقة جديدة، وبشكل عام، أرى أن ترتيب الأسماء على التتر لا يقلل من شأن الفنان، فهناك فنانون قاموا بأدوار بطولة، ولم يتركوا طابعاً وأثراً عند المشاهدين، في مقابل فنانين آخرين قدموا أدواراً صغيرة تركت بصمة عند الجمهور؛ لأن المشاهدين يتأثرون بالشخصية وأداء الممثل فقط.
ما انطباعاتك عن الموسم الرمضاني 2020؟
هناك منافسة شرسة، حيثُ توجد أعمال فنية رائعة، ومتحمسة لمسلسل "الاختيار" بطولة أمير كرارة، ومسلسل "فالنتينو" للزعيم عادل إمام، وأشعر بأن الموسم الرمضاني هذا العام قوي، وسيشهد منافسة قوية بين عدد من الأعمال الهامة المتنوعة والمتشعبة.
لا أحمل غيرة لأي فنانة
هل تواجد أكثر من فنانة في عمل واحد يخلق نوعاً من الغيرة؟
لا أحمل غيرة أو ضغينة لأي فنانة، لأنني أؤمن بروح الجماعة داخل العمل، وفي المطلق أنا أحب المرأة الجميلة التي تعتني بأناقتها وجمالها.
ضغط نفسي بسبب كورونا
تتعرض الدراما الرمضانية المصرية لهجوم حاد من رواد "السوشيال ميديا" بسبب استكمال التصوير في الوقت الذي تحذر فيه الحكومات بمنع التجمعات بسبب فيروس كورونا، ما تعقيبك؟
قرار وقف تصوير المسلسلات خارج عن إرادتنا، فهي أمور خاصة بالمنتج، فهناك عقود والتزامات وتكاليف تجبرنا على استكمال التصوير، كما أنني ضد قرار وقف التصوير؛ لأنني أرى الفن صناعة ونحن صُناعها، ونعمل من أجل أسعاد الجمهور.
كيف اختلف التصوير في زمن الكورونا؟
نحن نصور تحت ضغط نفسي كبير، فالكل خائف على نفسه وعلى عائلته، خاصة أن الفيروس لا تظهر أعراضه إلا بعد مرور 14 يوماً، لذا كنت حريصة طوال فترة التصوير وخروجي من المنزل، عدم الالتقاء بأقاربي وعائلتي خوفاً عليهم، كما أن مدينة الإنتاج الإعلامي وفّرت لنا سبل الحماية والأمان التام، فكانت تقوم بتطهير اللوكيشن من حين لآخر، وتعقيم الأماكن، ونحن كفنانين نقوم بتطهير وتعقيم أنفسنا بشكل مستمر.
وكيف نتفادى الفيروس؟
يجب أولاً أن نؤمن بأن الحافظ هو الله، ولكن نأخذ بالإجراءات الوقائية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية المتبعة في ارتداء القفازات والكمامة، واستخدام الكحول، والإكثار من المأكولات والمشروبات الغنية بفيتامين سي لتقوية جهاز المناعة.
كيف تقضين وقتك في ظل أزمة كورونا؟
بالتأكيد كورونا أجبرنا جميعاً على البقاء في المنزل، وسوف أستثمر وقتي في الزراعة، وبالفعل جمعت بعض المعلومات الخاصة بزراعة الليمون والطماطم والفلفل والبرتقال خوفاً من عدم تواجدها في السوق؛ لأنها من الأطعمة الغنية بفيتامين سي، كما أنني بدأت أجمع بذور الليمون وقمت بتجفيفها لزراعتها دخل حديقة منزلي.
هل ترين أن كورونا أربك حساباتك وطقوسك المتبعة في رمضان؟
بالتأكيد، ولكن فلننظر للأمور بشكل أكثر إيجابيةً، يمكن أن يكون كورونا درساً من الله للاقتراب منه بالصلاة وختم القرآن الكريم، والتضرع بالدعاء، فالبلاء يأتينا لنقترب وليس لنكتئب.
ما علاقتك بالمطبخ؟ والأكلات المفضلة لديك؟
علاقة وطيدة جداً، فأنا من هواة المطبخ على الرغم من أنه يأخذ من عمر المرأة كثيراً، فأنا أمضي ساعات داخل المطبخ وهذا يزعجني، لكن لا أنكر أنني أحب الطبخ كثيراً، ومن هنا أحب أن أوجه تحية لكل امرأة عاملة نجحت في التوفيق بين بيتها وعملها؛ لأن المطبخ صعب ومرهق، أما الأكلات المفضلة لدي فهي اللحوم بكل أنواعها، فأنا وزوجي لا نفضل الطيور.
ما الأكلة التي يكرهها زوجك؟
الأسماك.
هل تؤمنين بالحسد؟
الحسد مذكور بالقرآن، وأحاول تفاديه بقراءة المعوذتين، وبعض الأذكار.
علاقتي بـ"السوشيال ميديا" سيئة
كيف تصفين علاقتك بـ"السوشيال ميديا"؟
علاقتي بـ"السوشيال ميديا" سيئة، أنا من أكثر الفنانات اللاتي تأذت منها، فهي تنتهك حرية الفنان وتقتحم حياته بشكل مبالغ فيه، خاصة أنني أحب التحفظ على حياتي الشخصية وإبعادها عن الجمهور لأنها تخصني أنا وحدي، والجمهور يخصه عملي فقط.
هل يمكن القول إن حظ نجلاء بدر سينمائياً قليل مقارنة بالدراما؟
بالعكس أنا محظوظة سينمائياً، النجاح لا يُقاس بعدد الأعمال، وإنما بالمحتوى، وأنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني عملت مع المخرج الكبير داوود عبد السيد، وبعد فيلم "قدرات غير عادية" عُرِضَ عليَّ أعمالٌ سينمائية كثيرة لكنني لم أجد نفسي فيها.
ما السينما التي تحلم بها نجلاء بدر؟
سينما يوسف شاهين، ويسري نصر الله.
ولكن أعمالهما لا تحقق النجاح التجاري الذي يبحث عنه المنتج والفنان؟
هناك استسهال من جانب الجمهور، فهو يحب أن يذهب للأعمال السهلة، أما أعمال يوسف شاهين ويسري نصرالله فهي تحتاج لجمهور واعٍ مثقف قادر على الربط والتحليل، ولكنّ ممثلاً هو صديقي دون ذكر اسمه نصحني بأن أقدم الأعمال التجارية والنخبة، حتى أحجز لنفسي مكانة داخل السينما، وسوف أعمل بنصيحته في الفترة المقبلة.
أفضّل الطب البديل
تخضعين لساعات تصوير كثيرة بسبب التصوير، كيف تعتنين ببشرتك في هذه الفترة؟
أنظف بشرتي باستمرار، وفور انتهائي من التصوير أغسل وجهي جيداً للتخلص من الماكياج الذي يدمر البشرة ويتسبب في حدوث التجاعيد، لذا أحاول الابتعاد عن مساحيق التجميل في حياتي العادية.
ما الروتين الذي تتبعينه يومياً للحفاظ على بشرة نقية ومشرقة؟
أنا من الفنانات المولعات بكل ما يخص البشرة، اقتنيت العديد من الكريمات ذات العلامة التجارية الشهيرة، ولكن دون جدوى، وفي الآخر اكتشفت سراً خطيراً يحافظ على رونق البشرة، وهو الماء، أتناول قدراً كافياً من الماء للحصول على بشرة نضرة ومشرقة.
هل تفضلين الوصفات الطبيعية عن المستحضرات الكيميائية؟
أنا من هواة الطب البديل، أقرأ كثيراً عنه، لجأت إليه بعد ما يئست من المستحضرات الكيميائية التي أراها بذخاً "على الفاضي"، فقد قمت بحل العديد من المشكلات الجلدية التي واجهتني بالوصفات الطبيعية، حيث تعرض شعري للتلف والتساقط جراء استخدام السيشوار والمكواة، ذهبت إلى الطبيب كتب لي بعض الأدوية العلاجية لكن لم أحصل على النتائج المرجوة، ونصحني مصفف الشعر الخاص بي باستخدام الثوم بفركه على فروة رأسي، بالفعل حصلت على نتائج إيجابية، ومن هنا قررت الاستعانة بالطب البديل.
هل لكِ أن تذكري وصفة طبيعية تقومين بتطبيقها على بشرتك؟
استخدام وصفة الترمس المطحون بخلطه مع ملعقة من الزبادي والعسل الأبيض، لتقشير خلايا الجلد الميتة، وأطبق أيضاً ماسك الخميرة؛ للحصول على بشرة نضرة خالية من الشوائب.
من المرأة التي ترينها في منتهى الجمال؟
هند رستم، مديحة كامل، منى زكي، وياسمين صبري.
ألوانك المفضلة في الأزياء؟
الأبيض، والأسود، نادراً ما تجدين في غرفة ملابسي اللون الأحمر والأزرق.
ما الشيء الذي لا تخلو حقيبتك منه؟
البطاقة ورخصة العربية والفلوس ومفتاح منزلي.
ما الماركات التي تفضلينها؟
أهم شيء أن تكون الملابس مناسبة لي بغضّ النظر عن "البراند"، فأنا لا أتبع الموضة بحذافيرها وأرتدي ما يليق على شكلي ويناسب طبيعة جسمي، وملابسي ليست جميعها براندات غالية، لكن أحب الكاجوال من "دولتشي أند غابانا"، والفساتين من "روبرتو كافالي"، والإكسسوارات من ألكسندر ماكوين، والأحذية من سيرجيو روسي، وحقيبة اليد من شانيل.
هل أنتِ من هواة الكاجوال أم الفساتين؟
في حياتي العادية، أحب الملابس والأحذية الرياضية، والفضفاضة لأنها تمنحني الراحة في الحركة، بعيداً عن الكاميرا أحاول الابتعاد عن الفساتين والبنطال الضيق والكعب العالي.
ما مصير ملابسك القديمة؟
لديّ في المنزل مخازن لهذا الأمر؛ لأنني ممثلة، أحياناً أستعين ببعض الملابس القديمة لشخصية معينة، والباقي أتبرع به.
ما القطع التي تفضلين شراءها؟
أحب الأحذية وحقائب اليد كثيراً.
ما الهدايا التي تفضلينها؟
الألماس، زوجي دائماً يهاديني به؛ لأنه يعلم مدى عشقي له.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن" |