استطاعت الكاتبة والمؤلفة مريم نعوم أن تُثير الاهتمام إلى كتاباتها الفنية في العديد من أعمالها الدرامية، خاصة أنّها من الكاتبات القلائل اللائي يُجِدنَ التعبير عن أوجاع ومشاكل المرأة وهمومها في المجتمع المصري مع تعبير واقعي يُغَلِّفه الحِسّ الإبداعي. في عملها الأخير «ليه لأ» سلطت الضوء على مشكلة تؤرق جيل الفتيات ما فوق الثلاثين اللائي ينظر المجتمع المصري والعربي إليهنّ بأنّهن فاتهُنّ قطار الزواج، وذلك عبر عمل فني بمشاركة كوكبة نسائية من الممثلات، بالإضافة لمخرجة العمل مريم أبو عوف، فاستحق العمل أن يشار إليه بالبنان مع أغنيته التي أوصلته لقلوب المشاهدين . فحاورتها «سيدتي» لتكشف أسرار وكواليس العمل، مع إخبارنا عن محطاتها الدرامية المقبلة في الحوار التالي.
*بداية نبارك لك عملك الرائع مسلسل «ليه لأ».. كمؤلفة ومشرفة على تأليف المسلسل، لِمَ تَعَمّدت أن يتناول المسلسل شريحة مجتمعية واحدة وهي شريحة الطبقة الثرية دون بقية شرائح والطبقات المجتمعية الأخرى؟
أي عمل فَنّي أو فَنّان يحق له أن يُحدّد اختياراته في أعماله. ذلك لا يعني تجاهل الاختيارات الأخرى في المطلق. ولكنّه يعني أنّه في هذا العمل تحديداً هذا الاختيار يعبر عن وجهة نظره بشكل أقرب. أما عاليا، فهي ليست من الطبقة الثرية. إنّها من الطبقة المتوسطة العليا... الطبقة التي تحاول جاهدة الحفاظ على مستواها المعيشي وسط التقلبات والصعوبات الاقتصادية دون التنازل عن أولوياتهم في التعليم أو نشاطات الأبناء. وهذه الطبقة بشكل عام أصبح يقل تناولها في الأعمال الدرامية. وأغلب الأعمال أصبحت تُقَدِّم إمّا الطبقات الكادحة أو فاحشة الثراء، بينما الطبقة المتوسطة هي رمانة الميزان في أيّ مجتمع. وبشكل خاص كان هذا الاختيار أقرب لفريق الكتابة وطبيعة العمل.
*عند شروعك في كتابة شخصيات العمل ككل... هل كان مقصوداً وضع كل شخصية في مكانها أم أنّ الشخصيات تمت كتابتها وتم التعاقد معهم؟
لا يوجد عمل تتم كتابته وجميع الشخصيات قد تمّ اختيار من يقوم بها. أحياناً يكون معروفاً لفريق العمل بطل أو أبطال العمل، ومن بعدها تكتمل الأدوار تدريجياً.
*ومن أكثر شخصية تعاطفت معها؟
بشكل عام أتعاطف مع جميع الشخصيات بدرجات متفاوتة وفقاً لماضي الشخصيات ودوافعها.
تابعي المزيد: مريم نعوم: "ليه لأ" يناقش فكرة صراع الأجيال.. وأنتظر "تحت المظلة" مع كاملة أبو ذكري
*لوحظ في مسلسل «ليه لأ» أنّ الغالب عليه الشريحة النسائية الخالصة، ولذلك تعلق الجمهور به، أم أنّ سبب إقبال الجمهور هو أنّه ناقش قضية حَسّاسة وهي الإجبار وفرض الآراء خاصة في تحديد مصير بعض الفتيات وإجبارهن على الزواج؟
لا أستطيع الجزم بالسبب، هذا يحتاج لتحليل متخصص. ولكنّي أعتقد أنّ المسلسل طرح موضوعات عِدّة للنقاش تهِزّ مياه المُسَلّم به الراكدة. وكأنّه أمر مسلم به رفض استقلال الفتيات إلا في حالة الزواج أو السفر. أو أنّه من المسلم به أن من تجاوزت الـ30 دون زواج تُعامَل على أنّها كائن لم يكتمل بعد. وغيرها من المسلمات التي يفرضها المجتمع دون مراجعة.
*هل من الممكن أن يتم استغلال نجاح الـ15 حلقة الأولى من «ليه لأ» في شروعك حالياً بالبدء في كتابة الـ15 حلقة الأخرى من المسلسل؟
كتابة جزء ثان من أي عمل قرار به عوامل عدة غير التأليف، فهناك المخرج وجِهة الإنتاج والقنوات والأبطال، ولم يستقر الأمر على وجود جزء ثانٍ من عدمه.
*هل هناك أعمال سينمائية أو مشاريع درامية ستكشفين عنها قريباً؟
أعمل على فيلم عن المجموعة القصصية تحت المظلة للأديب نجيب محفوظ، وهو من إخراج كاملة أبو ذكري وإنتاج شركة K Media، كما نعمل في شركة سرد على تطوير عدة أعمال تلفزيونية سيتم الإعلان عنها في حينها.
*لو أنّ عالية ابنتك وأنت والدتها... هل كانت ستصير الأمور بينكما إلى هذا الحد؟
لا أعتقد ولا أتمنى. أحد أهم الأشياء التي حرصت عليها في علاقتي مع ابني هي الثقة المتبادلة، وأن يثق في ردود أفعالي على أيّ أمر يحكيه لي... وبالتالي لا يخف أبداً من مصارحتي بكل ما يمر به لأنّه يعرف أنّني سأسمع وأناقش بهدوء.
*ناقش العمل قضية الاستقلال لدى بعض الفتيات في المجتمع المصري قبل الزواج ثم ظهور أمر المسابقة التي ترشحت لها عاليا... ثم ظهور تردد عاليا من فكرة السفر خارج مصر والزواج من حسين (محمد الشرنوبي).. لم حدث هذا التطور في الشخصية والخوف من السفر؟
رفض عاليا للسفر لم يكن بسبب الخوف أو التردد. ففي بداية المسلسل لم يكن السفر غاية عاليا، بل كان وسيلة للهروب من تحكمات الأم والعائلة والسبيل الوحيد لحصولها على حريتها في اتخاذ القرارات المصيرية في حياتها. أما بعد رحلتها فلم تعد مضطرة للهروب. استقلت وأصبحت قادرة على المواجهة واتخاذ قراراتها بإرادة حرة. وبالتالي لم تعد بحاجة للهروب بحجة السفر للدراسة.
يشار إلى أن مسلسل "ليه لأ" من بطولة أمينة خليل، ومريم الخشت وناردين فرج، وهالة صدقي، وشيرين رضا، وعمر سعيد، ومحسن محيي الدين، وهاني عادل، وصدقي صخر، ومحمد الشرنوبي، وعالية الكاشف، وتأليف فريق كتابة «شركة سرد» وإشراف عام على الكتابة لمريم نعوم، وإخراج مريم أبو عوف.