حكايات قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة، فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة "عاليا" وعُش العصفور واحدة من القصص التي تدفع الأبناء للقناعة والرضا بما خلقهم الله عليه من صفات خلقية لا يستطيعون تغييرها، والنظر إلى المعطيات الأخرى الجميلة
رجعت "عاليا" -10 سنوات- من مدرستها غاضبة، تبكي بالدموع على صدر أمها رافضة الذهاب إلى مدرستها غداً وبعد غد إلا بحضور أمها إلى المدرسة، ومعاقبة "حسن" زميلها الذي يجلس بجانبها في الفصل !
هنا سألتها الأم: ماذا حدث.. أخبريني؟ هل ضربك "حسن" ؟ شدّ شعرك! غشّ من كراستك! أخذ شيئاً من حقيبتك؟
"عاليا" بصوت باك: لا.. لا.. لقد قال لي: إنني أضع عُش عصفور فوق رأسي، وأنا أعرف ماذا يقصد، لا لن أذهب إلى المدرسة ولن أراه أو أتكلم معه مرة ثانية.. لقد كسفني -أخجلني- وسط كل زملاء الفصل، لماذا؟
الأم وهي تخفي ابتسامتها: لقد وصف شعرك بجملة رقيقة، وأنت تعلمين يا حبيبتي أن شعرك كيرلي -مجعد- ليس ناعماً.. منساباً!
وتابعت الأم موضحة كلامها: اليوم عندما ضممت شعرك فوق رأسك كان أشبه بعُش العصفور.. الذي يجمعه الطائر من أعواد القش، العصفور طائر جميل ورقيق وعذب الصوت يا "عاليا"، "حسن" زميلك لا يقصد أن يُغضبك، أو يسبب لك حرجاً
وبهدوء تابعت الأم كلامها: لقد خلق الله كل إنسان بمواصفات خاصة لا يستطيع تغييرها، وأنت فتاة يشهد الجميع بحسن خلقها، مجتهدة في دروسك، تجيدين الرسم وتعلمتِ السباحة، ولك صديقات يحببنك ويفرحن بلقائك، ألا تكفيك هذه الصفات التي أنعمها الله عليك
"عاليا" وبقايا غضب في صوتها: لكنه كسفني يا أمي... جعل كل زملاء الفصل ينظرون إلى عش العصفور الذي أحمله.. أقصد شعري..المجعد
ردت الأم بجدية هذه المرة: شعرك جميل ، كيرلي - مجعد-، هل تعلمين أن كثيرات يذهبن إلى مصفف الشعرويدفعن أموالا كثيرة ليجعل شعرهن مجعداً كيرلي مثلك؟
هدأ غضب "عاليا" بعض الشيء بعد حديث أمها ، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى مدرستها، مع بسمة لم تفارق شفتيها، وبجانب "حسن" جلست، وبدلاً من أن تقول له صباح الخير، ابتسمت في وجهه وقالت: "صوصو..صوصو"، فضحكا معاً وسكتا معاً ..مع دخول المُعلمة إلى الفصل