شغفه بالتاريخ دفعه للمشاركة في مسلسلات الحقب الزمنية، والتي كان آخرها مسلسل "ليالينا 80" الذي شارك به في الموسم الرمضاني. إنه الفنان الأردني إياد نصار، الذي يبحث عن سيكولوجيته داخل الأعمال التي تعود بالزمن للوراء، حتى بات واحداً من أبرز نجوم هذه النوعية من الثيمات.
عُرف عنه التميز والتفرد في أعماله، فكانت مشاركته في الموسم الرمضاني لهذا العام متميزة، إذ شارك إلى جانب "ليالينا 80" ، بمسلسل "الخوابي" الذي يعود به للدراما الأردنية بعد فترة غياب طويلة، وواجبه الوطني دفعه للمشاركة كضيف شرف في الملحمة التاريخية المصرية "الاختيار" الذي يوثق بطولات الجيش المصري ويفضح الفكر الإرهابي.
التقت "سيدتي" بالفنان إياد نصار؛ للوقوف معه على أهم المعايير التي يختار على ضوئها أعماله الفنية، وكشف سر تعلقه الشديد بأعمال الحقب الزمنية. وإلى نص الحوار.
قدمت العديد من المسلسلات التي تتناول حقباً زمنية مختلفة والتي تتطلب أجواء خاصة سواء من ناحية الملابس أو طريقة الأداء أو التعايش مع هذه الفترة وهو ما جعلك أبرز نجوم هذه النوعية. ما سر تعلقك بدراما الحقب القديمة؟
أعمال الحقب الزمنية تغريني كفنان، خاصة أنني من الأشخاص الذين لديهم شغف كبير بالاطلاع على فكرة أصول الأشياء، ومعرفة جذور المشكلات التي نعاني منها حتى الآن، "ليالينا 80" هو عمل تاريخي وضخم، وأنا كفنان يهمني أن أكون متواجداً في أعمال كبيرة وليست صغيرة.
ألم تقلق من فكرة تقديم عملين في عام واحد ينتميان لحقبة زمنية قديمة حتى لا يحدث خلط للجمهور بينهما؟
"حواديت الشانزليزية" مختلف تماماً عن "ليالينا 80" من حيث الحقب الزمنية، فالأول يدور في فترة الأربعينيات، بينما الآخر يدور في الثمانينيات، فضلاً عن اختلاف نوعية الدور وطبيعة الأحداث بينهما. الخوف والقلق هنا يكمن في فكرة المشروع هل هي مهمة من عدمها، وقد شعرت بأهمية الفكرة والمشروع والمرحلة التي يدور فيها العمل، الذي يحاول أن يكشف لغزَ أو سرَّ اندثارِ الطبقة المتوسطة التي كان لها دور كبير إبان حقبة الثمانينيات.
التكنولوجيا سرقت المتعة من حياتنا
من خلال معايشتك لحقبة الثمانينيات في "ليالينا 80" ما الذي أثار إعجابك وحفيظتك في هذه الفترة وهل كنت تتمنى العيش خلالها؟
متقبل زمني، وراضٍ عنه، ولكن قديماً كانت هناك حالة من "الروقان"، بمعنى الناس كانت "رايقة وهادية"، وهذا يرجع للتطور التكنولوجي الذي جعل الحياة سريعة وسلب منها المتعة بسبب وسائل الاتصال المتعددة، فكرة أن يكون الإنسان متاحاً طوال الوقت وسهل العثور عليه تليفونياً مزعجة، مقارنة بالحقب الزمنية القديمة، حيث كان يعرف الإنسان أن يختلي بنفسه إينما شاء أو أراد دون أن يزعجه أحد، بالإضافة إلى الارتباط الأسري ولمّة كل العائلة التي نجحت التكنولوجيا في تفرقتها.
وماذا عن ردود الأفعال التي جاءتك عن العمل؟
سعيد جداً بردود أفعال الجمهور والنقاد الذين أثنوا على العمل وعلى أداء الكاستينج، ومن التعليقات التي لفتت نظري، أننا نجحنا في إيصال روح حقبة الثمانينيات للجمهور التي بدت في التفاصيل الصغيرة سواء في الأشياء المرئية والملموسة من الراديو والكاسيت، وتصفيفات الشعر المناسبة، والأزياء، حتى إعلانات التليفزيون، وهذا الفضل يرجع للمخرج المتميز أحمد صالح.
ألم تخشَ من منافسة الأعمال الدرامية الرومانسية لمسلسل "ليالينا 80" الذي يحمل طبيعة سياسية؟
"ليالينا 80" ليس عملاً سياسياً، وإنما درامي يدور في حقبة زمنية قديمة يبحث عن أصول المشكلات التي ألقت بظلالها على الألفية الجديدة وتأثرت بها.
أبحث عن هويتي
هل شغفك بدراما الحقب يعكس حبك للتاريخ؟
أحب مادة التاريخ، لأن الإنسان إذا أراد أن يعرف أصله وجذوره يبحث في التاريخ، وأنا دائماً أبحث عن هويتي بين طيات الكتب العتيقة والأوراق الصفراء الممزقة.
وكيف وجدتَ التمثيل مع الفنانة غادة عادل؟
ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع غادة، هناك حالة تناغم وانسجام قوية بيننا في العمل، لذا أشعر بالارتياح معها.
قدمت الضابط الإسرائيلي في فيلم "الممر". وفي مسلسل "الاختيار" قدمت الضابط المصري المقاتل. أي منهما كان الأصعب في التحضير؟
التحضير كان صعباً في العملين، دائماً أهتم بالشخصية وأحضر لها جيداً حتى أستطيع الولوج إلى تفاصيلها للوصول إلى مرحلة التعايش معها.
حسن البنا منحنِي الجماهيرية
بعد نجاح "الاختيار" هل ترى أن الدراما متعطشة لهذه النوعية من الأعمال؟
بالتأكيد، هذه النوعية من الأعمال تصحح فكر الشباب، وتفضح فكر الإخوان المضاد لتعاليم الأديان السماوية، لأنها تجسد واقعاً حقيقياً، إلى جانب أن هذه الأعمال تقدم نماذج إيجابية لأبطال حقيقيين وهم ضباط وجنود الجيش المصري الذين يحاربون الفكر الإرهابي في سيناء، لحماية الشعب من أفكارهم المتطرفة وجرائمهم.
تجسيدك لشخصية حسن البنا في مسلسل "الجماعة" كان المحطة الفاصلة في مسيرتك الفنية فما رأيك؟
شخصية حسن البنا منحتني الكثير من الجماهيرية، وفخور أن هذا الدور في أرشيفي، وسعيد بالعمل مع المؤلف الكبير وحيد حامد، فهو من المؤلفين الذين يولون اهتماماً كبيراً بالتفاصيل الصغيرة في الشخصية مما سهل عملية التحضير لها.
أصبنا بالتوتر في بادئ الأمر
معظم مسلسلات رمضان تم تصويرها في ظل حظر "كورونا". هل أثر ذلك بالسلب على المسلسل أثناء التصوير؟
كان هناك وعي كبير من جانب صُناع العمل بمخاطر الفيروس، والجميع كان يأخذ احتياطاته جيداً، والتزمنا بتوصيات منظمة الصحة العالمية في الحماية والأمان، والتصوير يتم بوجود طبيب مختص كان يقوم بقياس درجة الحرارة بشكل دوري، بالإضافة إلى تطهير وتعقيم اللوكيشن قبل التصوير. ولقد رفضنا أن نجعل الخوف عائقاً أمام نجاح العمل، فالكل حافظ على هدوئه النفسي والتركيز في الشخصيات ومع توجيهات المخرج، فرفضنا التسرع في إنجاز التصوير، خاصة أن العمل قائم على التفاصيل الصغيرة التي قد يراها البعض بسيطة لكنها أساسيات يُقاس عليها نجاح وجودة العمل من عدمه.
كيف اختلف التصوير في عهد كورونا؟
أصبنا بالتوتر في بادئ الأمر، خاصة أنه فيروس مستجد كثرت حوله الأقاويل والشائعات، خاصة أن أعراضه أشبه بالإنفلونزا العادية، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بأعراض وهمية للمرض الذي يأتي من التجمعات والتلامس المباشر، كما تكمن خطورته في عدم ارتباطه بشخصك فحسب، وإنما قد يمتد إلى أفراد عائلتك حال إصابتك به، لذا الموضوع كان صعباً علينا كثيراً ولكن تخطينا ذلك بإيماننا بالله وبأقداره.
وهل أثرت تلك الظروف على مشاهد التجمعات بالعمل؟
قللنا الأعداد على نحو كبير لمنع التجمعات، واستجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
لا أهتم بالبطولة المطلقة
إياد نصار بشهادة النقاد والجمهور من أهم النجوم على الساحة الفنية. ألم تر أن هذا كافٍ ليراك الجمهور في فيلم يحمل اسمك كما يحدث في بطولاتك الدرامية؟
لا أهتم بالبطولة المطلقة بقدر ما أهتم برسالة العمل، البطولة ليست بالاسم الأول، أو بحجم المساحة التي يشغلها، وإنما في وضع بصمة واضحة يتحدث عنها الجمهور، ولهذا السبب لا أقدم أي عمل يعرض عليّ إلا إذا كنت على قناعة بأنني سأقدم من خلاله جديداً، حتى لو كان مشهداً واحداً فقط.
سينمائياً، ما سر حماسك للمشاركة في فيلم "موسى"؟
فكرة العمل حمستني للمشاركة فيه، فهو يدور في إطار تطور المجتمع، وأجسد فيه دور دكتور "ميجاترونكس"، لكن توقف التصوير بسبب كورونا.
لا أعرف إضحاك غيري
دائماً أدوارك يغلب عليها طابع الجدية. هل أنت كذلك في الحقيقة؟
أنا شخص عادي وطبيعي، أتعامل بالمزاح في المواقف الكوميدية، وبشكل جاد في الأمور الصعبة والأزمات والمشكلات. أجيد الضحك والمزاح ولكن لا أعرف إضحاك غيري.
هل هذا سر عدم تقديمك لأعمال كوميدية؟
لا أجد نفسي في الأعمال الكوميدية فهي لا تناسب شخصيتي ولا أفكاري، الفنان الكوميدي يتمتع بسمات خاصة، أهمها سعة في الخيال، ودقة في الملاحظة، وإرهافاً في الحس وقدرة على التقاط جوانب الضعف الإنساني ومواطن التناقض فيه، فضلاً عن امتلاكهم خفة الظل وروح الدعابة.
تعود للدراما الأردنية بعد فترة غياب طويلة من خلال مسلسل "الخوابي" حدثنا عن التجربة؟
يقدم المسلسل مجموعة مختلفة من قصص الريف الفلسطيني، متناولاً العديد من القيم الإنسانية والتاريخية التي مر بها الإنسان العربي والأردني على الأخص.
عائلتي على رأس أولوياتي
بعيداً عن الفن أهم صفة تعجبك في شريكة حياتك؟
ذكاؤها، وحنانها.
هل تشاركك زوجتك اهتماماتك وتأخذ برأيها في أعمالك؟
بالتأكيد فهي شريكة حياتي، أستشيرها في كل شيء ليس في العمل فقط، كما أن طبيعة عملها ليست بعيدة عن الفن فهي مهندسة ديكور، لديها حس فني، ولا تجاملني إذا وجدت العمل لا يناسبني.
لمن تدين بالفضل في نجاحك؟
لعائلتي، ولزوجتي التي توفر لي الراحة والهدوء النفسي؛ كي أمضي في مشواري الفني بخطى ثابتة.
ما طقوس إياد نصار عندما يختلي بنفسه؟
هواياتي قريبة من الفن، أحب القراءة ومشاهدة الأفلام.
لكل إنسان في العالم مكان مفضل يذهب إليه ليشحذ طاقته من جديد. ما المكان المفضل لديك؟
بيتي هو مكاني المفضل، وعائلتي على رأس أولوياتي، أشعر براحة وسط عائلتي وأولادي، وأحب أن أمضي مزيداً من الوقت معهم، لأنهم يعيدون لي توازني من جديد وشحن طاقتي لمواصلة مشواري الفني.
لا أحب تقديم البرامج
لك تجربة إعلامية ناجحة في "قعدة رجالة". هل يمكن أن نراك في برنامج "توك شو"؟
لا أحب تقديم البرامج فهي ليست مهنتي، أما في ما يخص برنامج "قعدة رجالة" فهو له ظروف خاصة، فطبيعة البرنامج كانت تتطلب وجود ممثلين لتقديمه وليس المذيع، لهذا وافقت عليه.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي