يقضي غالبية الأشخاص الكثير من الوقت أمام الشاشات الرقمية المختلفة؛ وذلك بسبب تقدم التكنولوجيا، وهي حقاً مسألة تستوجب الاهتمام، فقد تبدلت ظروف الحياة؛ من العمل إلى المدرسة والحياة الاجتماعية بالكامل نحو الإنترنت، خصوصاً مع جائحة كورونا، علماً بأن قضاء وقت طويل أمام الشاشة يمكن أن يسبب فيما يسمى "إجهاد العين الرقمي"، والذي يتضمن مجموعة من المشاكل المرتبطة بالعين والرؤية.
الدكتورة لويزا إم. ساستري، الاختصاصية في طب العيون وعلاج الشبكية في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، تطلعكِ في الآتي على سبل حماية العينين من الشاشات الرقمية:
تأثيرات جمّة على العيون
يؤثر إجهاد العين المرتبط بالأجهزة الرقمية على الأشخاص من جميع الأعمار. وإذا كان الشخص يمضي ساعات طويلة يومياً في استخدام الأجهزة الرقمية، فقد يلاحظ أن الرؤية تصبح مشوشة لديه، وسيشعر بالحكة والتعب في العينين، بالإضافة إلى الجفاف.
وفي حين أنه من غير الممكن تجنّب استخدام التقنيات الرقمية في الوقت الراهن، فإنَّ فهم الأعراض والتدابير الوقائية لإجهاد العين الرقمي يمكن أن يساعد المرضى على الحدّ من احتمال الإصابة بالأمراض ذات الصلة.
أعراض متلازمة النظر إلى الكمبيوتر
هناك مجموعتان من الأعراض المرتبطة بمتلازمة النظر إلى الكمبيوتر: الأولى تتصل بانخفاض رمشات العين وجفاف العينين، والثانية تتصل بتركيز العدسة.
ويمكن أن يؤدي انخفاض رمشات العين وجفاف العين إلى التهيج، والإحساس بالحرقة، وإجهاد العين، والعين المتعبة، وحساسية الضوء. أما تلك المتصلة بالتركيز؛ فتشمل عدم وضوح الرؤية على المسافات القريبة والبعيدة والصداع بعد استخدام الجهاز الرقمي.
يمكن أن تحدث هذه الأعراض بسبب ضعف الإضاءة والوهج، ومسافات المشاهدة غير الصحيحة.
كيف يتم تشخيص الحالة؟
تشخيص متلازمة النظر للكمبيوتر يتمّ من خلال فحص شامل للعيون. قد يتضمن الاختبار، إلى جانب التركيز على المتطلبات البصرية للمسافة عن الكمبيوتر أو الجهاز الرقمي، تقييماً لتاريخ المريض، وحدّة البصر، واختبار الانكسار لتأكيد قوة العدسة الصحيحة اللازمة للتعويض عن أي أخطاء انكسارية.
تابعي المزيد: اكتشفي علامات الإنذار المبكر التي تشي بـ ضعف البصر
العلاجات المتوفرة وطرق الوقاية
تتعدد حلول مشاكل الرؤية المتعلقة بمشاهدة الشاشات الرقمية، ويمكن التخفيف من حدّتها؛ بالحصول على رعاية منتظمة للعين، وإجراء تغييرات في كيفية المشاهدة، ومقدار الوقت الذي يشاهد فيه الشخص الشاشة.
وقد يستفيد الأفراد الذين لا يحتاجون إلى استخدام النظارات في الأنشطة اليومية الأخرى، من النظارات الموصوفة خصيصاً لاستخدام الكمبيوتر. فيما قد يحتاج الأشخاص الذين يرتدون نظارات بالفعل إلى وصفة طبية دقيقة؛ للتعويض عن مضاعفات الشاشة الرقمية. في هذه الحالات، تنصح الدكتورة لويزا المرضى باستخدام عدسة متخصصة؛ يمكن أن تساعد على زيادة القدرات البصرية والراحة أثناء استخدام الشاشات.
كما أنّ الحفاظ على رطوبة العين أمر ضروري جداً؛ للتخفيف من تطور متلازمة النظر للكمبيوتر. ويمكن أن تساعد زيادة عدد المرات رمش العين (طريقة العين في الحصول على الرطوبة التي تحتاجها على سطحها)، واستخدام الدموع الاصطناعية وجهاز الترطيب؛ في الحفاظ على ترطيب مثالي للعيون.
بالإضافة إلى ذلك، عند مشاهدة الشاشات، قد يكون من المفيد ضبط السطوح والتباين؛ لإعداد مريح وتقليل الوهج والجلوس بعيداً عن الكمبيوتر بمسافة ذراع.
وللوقاية من أثر الشاشات الرقمية؛ توصي الدكتورة لويزا المرضى باتباع قاعدة 20-20-20 عند استخدام شاشة رقمية، التي تنصح المرضى بأخذ استراحة مدتها 20 ثانية؛ لمشاهدة شيء على بعد 20 قدماً، كل 20 دقيقة.
تابعي المزيد: القرنية المخروطية: هل يمكن استخدام الليزر لتصحيحها؟