متعة حقيقية يعيشها من يواكب عودة أيقونة السينما العالمية صوفيا لورين إلى التمثيل من خلال فيلم the life ahead من إنتاج نتفليكس. بعد غياب 11 عاماً عن السينما، تقدم صوفيا لورين دوراً مؤثراً في شخصية مدام روزا إلى جانب الفتى السنغالي «مومو» حيث ينسجان معاً مشاهد تتوغل في العمق الإنساني والأحاسيس المتشابهة التي تجمع بين بطلي الفيلم روزا ومومو رغم الفارق العمري والعرقي.
«سيدتي» كانت المطبوعة العربية الوحيدة التي تم اختيارها للإضاءة على هذا العمل من خلال بطلته صوفيا لورين التي أجابت عن أسئلتنا، ومعها نغوص في تفاصيل الفيلم والشخصية.
كيف تصفين تجربتك في العودة إلى السينما للمرة الأولى بعد سنوات؟
أتعامل مع كل فيلم بنفس مستوى القلق والحماس والالتزام كما لو كان فيلمي الأول، ولم أنظر لهذا المشروع بشكل مختلف. أحببت كل دقيقة تصوير في هذا الفيلم مع ابني المخرج إدواردو بونتي Edoardo Ponti والممثل الشريك الرائع إبراهيما جيه Ibrahima Gueye الذي يشاركني البطولة.
ما الذي دفعك لاختيار فيلم The Life Ahead؟
أحببت قصة رومان غاري Romain Gary التي قدمها في رواية The Life Before Us، القصة مؤثرة وملحمية ومرتبطة بمشاعر نعيشها مثل التسامح والهجرة والحب. وقد وقعت في حب مدام روزا الشخصية التي أؤديها في قوتها وضعفها.
لقد ذكرتني هذه الشخصية بوالدتي.
ما هي التحديات التي واجهتك أثناء التصوير ولا سيما بعد غياب طويل عن التمثيل؟
أعتبر كل يوم تحدياً بالنسبة إليّ وأستثمر كل طاقاتي في كل عمل أقدمه. لقد أردت أن أقدم أفضل ما عندي لهذا الفيلم. كل لحظة على الشاشة مهمة، وأصعب جزء في كل فيلم هو الحفاظ على قوتك وطاقتك حتى تتمكن من العطاء. لقد كنت محظوظة أيضاً بشريكي الشاب إبراهيما جيه والمخرج الذي أثق به تماماً.
عملي مع ابني نعمة كبيرة
الفيلم من إخراج ابنك إدواردو بونتي، هل يمنحك عامل القربى مزايا إضافية أثناء العمل معه؟
هذه هي المرة الثالثة التي أعمل فيها مع ابني إدواردو. أعتبر العمل مع شخص يعرفني كما يعرف نفسه نعمة كبيرة، فهو يعطيني القوة ويمدني بالأمان ولا يستسلم حتى أقدم أفضل ما عندي.
كيف كانت تجربة العمل مع Netflix \ نتفليكس، ولماذا اخترت هذه المنصة؟
تجربة تشبه الحلم. لاحظت مدى دعمهم وشغفهم بالفيلم إضافة إلى كيفية اهتمامهم بممثليهم وصانعي الأفلام، مما يجعل من الصعب العمل مع غيرهم عند المقارنة. أحترم حقاً ما تفعله نتفليكس للسينما العالمية حيث يقدمون منصة مميزة لصانعي الأفلام من جميع أنحاء العالم.
يبرز موضوع الحوار بين الأجيال والثقافات المختلفة ركيزة أساسية في الفيلم. هل من رسائل موجهة إلى العالم في هذا الإطار؟
نحن نعيش في عالم يتزايد فيه الاستقطاب، على ما يبدو أن كل شيء يفصل بيننا وعلينا تغيير ذلك، يجب علينا تعلم كيفية تقبل اختلافاتنا وإدراك أن ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا. علينا أيضاً أن نتعلم الاستماع إلى بعضنا وعدم شحن النفوس ضد بعضنا البعض.
ما هو المشهد الذي أثّر بك خلال تأدية دور مدام روزا؟
أنا أحب المشاهد العاطفية ولكني أحب الرقص أيضاً. لذلك فالمشهدان المفضلان لدي غالباً كانا عند انضمام «مومو» لي في القبو والتحدث معه حول ماضيي كناجية من المحرقة. والمشهد الثاني المفضل على الرغم من أنني كنت خائفة من القيام به، هو الرقص مع لولا إحدى شريكاتي في الفيلم. كانت رائعة خاصة أنني أحب الموسيقى البرازيلية التي رقصنا على أنغامها.
ما الذي يجمع مدام روزا، الشخصية التي أديتها والطفل السنغالي مومو الذي اعتنيت به خلال الفيلم؟
ظاهرياً، يبدو أن كل شيء يفصل بينهما: العرق والدين والثقافة والجيل، ولكن في الحقيقة هما وجهان لعملة واحدة. كلاهما ناجيان، وكلاهما نشأ في الشارع ويربطهما ماضيهما المشترك والمتشابه في عدة نواحٍ.
ما الذي دار في ذهنك عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى؟
أثّر بي بعمق لأنها قصة مهمة يجب سردها اليوم. فهو بحق فيلم لجميع الأعمار والثقافات. في هذا العالم نحن بحاجة إلى إعادة توحيد الناس. والفيلم يسير بهذا الاتجاه.
ما الأفلام التي شاهدتها مؤخراً؟ هل هناك نوع معين تستمتعين به؟
شاهدت مؤخراً فيلم Brief Encounter من إخراج ديفيد لين، وهو قصة حب مؤثرة وحساسة. وكما قلت لك أنا أحب هذه القصص.
من هي أيقونة السينما اليوم؟
لا يوجد اسم واحد فقط يمكنني تمييزه. هناك الكثير من الممثلين والممثلات الرائعات ممن أحب، وهذا زمن مميز للأفلام.
يجسد الفيلم حالة الوحدة والعزلة التي تعيشها مدام روزا في أيامها الأخيرة. هل تخيفك الوحدة في حياتك العادية؟
نحن نتعلم من كل عاطفة أو شعور نختبره في حياتنا، ولا ينبغي تجاهل أي منها، ولا حتى الشعور بالوحدة. وكلما تقبلنا كل المشاعر، كانت القدرة أفضل في التغلب على الأسباب الكامنة وراءها.
رسالتي للأطفال
ما هي رسالتك للأطفال الأيتام مثل مومو والأطفال الذين يعيشون التشرد والضياع؟
لكل مومو موجود في هذه الحياة، هناك مدام روزا قد يلتقيها لتعتني به. طالما أننا نبقي قلوبنا وعقولنا منفتحة، فالحياة مليئة بمعجزات غير متوقعة وأناس على استعداد للتواصل الإيجابي مع الآخرين الذين يعانون.
ماذا تحضرين للمستقبل القريب بعد هذا الفيلم؟
أحب أن أعيش في الحاضر كل يوم بيومه بدلاً من التفكير في المستقبل. في الوقت الحالي، أركز على هذا الفيلم وأبذل قصارى جهدي لمشاركته مع أكبر عدد ممكن من الناس.
ما هي ردة الفعل التي تتوقعينها إثر العرض الأول للفيلم The Life Ahead، ومن برأيك سيستمتع بهذا الفيلم أكثر من غيره؟
عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى بكيت كثيراً لأنه يجسد قصة حب وصداقة جميلة ومؤثرة. كما أعطاني الإيمان والأمل. أتمنى أن يختبر كل من يشاهده من جميع الأعمار والثقافات هذه الأحاسيس.
ملخص فيلم The Life Ahead
تؤدي صوفيا لورين دور مدام روزا إحدى الناجيات من المحرقة «الهولوكوست» والتي تعمل على رعاية الأطفال في منزلها في إيطاليا، ومن ضمنهم الفتى المتشرد مومو السنغالي وعمره 12 سنة الذي حاول أن يسرقها في الشارع ثم انتقل إلى منزلها لكي ترعاه وتهتم به. تنسج مدام روزا علاقة أسرية مع مومو فيها الكثير من مشاعر الأمومة الجميلة والتلاقي بين شخصين وحيدين تجمعهما أحاسيس الغربة الداخلية وذكريات كل منهما.