توجد علاقة جدلية بين الحزن والاكتئاب؛ فالحزن الذي يستمر طويلاً قد يفضي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب، فيما الاكتئاب بحدّ ذاته هو اضطراب مزاجي يسبب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام.
تعرّفي في السطور الآتية إلى ماهية الحزن والاكتئاب لتلحظي الفارق بينهما، بحسب "مايو كلينك":
الاكتئاب
يؤثر الاكتئاب على شعور الشخص وتفكيره وسلوكه، ويجعله في حالة حزن مستمرة، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. قد تواجه المريض صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحيانًا قد يشعر كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
يعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف ولا يمكن الخروج منه ببساطة. قد يتطلب الاكتئاب العلاج على المدى الطويل من خلال الأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما سوياً. ولكن يجب ألا تثبط عزيمة المريض.
أعراض الاكتئاب
تتعدد أعراض الاكتئاب، ولعل أبرزها:
- مشاعر الحزن، أو البكاء، أو اليأس.
- نوبات غضب أو التهيج أو الإحباط حتى من الأمور البسيطة.
- فقدان المتعة في معظم الأنشطة العادية أو جميعها.
- اضطرابات النوم.
- الإرهاق وقلة الطاقة.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن، أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن.
- القلق أو الإثارة أو التململ.
- تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم.
- الشعور بانعدام القيمة أو الذنب.
- مشاكل في التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكّر الأشياء.
- أفكار متكررة أو مستمرة عن الموت والانتحار، أو محاولات الانتحار.
- مشاكل جسدية غير مبررة، مثل ألم الظهر أو الصداع.
تابعي المزيد: أحدث ما توصل إليه الطب في استئصال سرطان البروستات
الحزن
الحزن هو عاطفة قوية؛ وفي بعض الأحيان تكون هذه العاطفة مسيطرة على الأشخاص، بصرف النظر عما إذا كان حزنهم نابعاً من فقدان أحد الأحباء أو من تشخيص مرض عضال قد أُصيبوا به أو أُصيب به أحد أحبائهم.
وقد يجدون أنفسهم فاقدي الحس ومبتعدين عن الحياة اليومية، وغير قادرين على أداء مهامهم العادية ويحمّلون أنفسهم الشعور بالفقدان.
والحزن هو استجابة طبيعية للفقدان، وهو تجربة عامة وشخصية. تختلف التجارب الفردية للحزن وتتأثر بطبيعة الفقدان. وتشمل بعض الأمثلة على الفقدان وفاة أحد الأحباء، أو إنهاء علاقة مهمة، أو فقدان وظيفة، أو فقدان شيء من خلال السرقة أو فقدان الشعور بالاستقلالية من خلال الإصابة بإعاقة...
وينصح الخبراء الأشخاص الذين يشعرون بالحزن بأن يدركوا أنهم لا يستطيعون السيطرة على هذا الشعور، كما ينصحونهم بالاستعداد للمرور بمراحل مختلفة من الحزن. إن فهم سبب المعاناة يمكن أن يساعد في تخطي هذا الشعور، كما هو الحال عند التحدث مع الآخرين ومحاولة حل المشكلات التي تسبب آلاماً عاطفية كبيرة، مثل الشعور بالذنب تجاه وفاة أحد الأحباء.
عموماً، يخف الألم بمرور الوقت ويتكيف الشخص الحزين مع الوضع الجديد. ويُنصح باستشارة طبيب مختص أو معالج نفسي إذا لم يكن المريض متأكداً مما إذا كان شعور الحزن لديه أمراً طبيعياً.
تابعي المزيد: التأثير النفسي لفيروس كورونا على كبار السن