حصلت الدكتورة المصرية هدى المراغي، على الوسام الوطني الكندي، وتعتبر أول امرأة مصرية وعربية ترفع اسم بلدها في الخارج في مجال تخصصها الذي أصبحت رائدة فيه، بعد مسيرة طويلة حققت فيها الدكتورة هدى المراغي العديد من الإنجازات وحصلت خلالها على تكريمات كبيرة آخرها أرفع وسام بكندا، لتكون بذلك مثالاً يحتذى به، وفخراً دائماً لمصر، التي لم تنضب أبداً من العلماء والمفكرين.
أرفع درجات أوسمة الشرف المدنية في كندا
السيدة المصرية التي بدأت مشوارها في جامعة القاهرة حصلت على «Order of Canada» (أرفع وسام مدني في كندا) الذي يعد أرفع درجات أوسمة الشرف المدنية في الدولة الأمريكية الشمالية، وذلك تقديراً لإسهاماتها في مجال التصنيع والهندسة الميكانيكية، وتعليقاً على حصولها على «وسام كندا»، أعربت المراغي عن فخرها واعتزازها لكونها أول مصرية جرى تكريمها بالجائزة، وأنها السيدة المصرية الوحيدة في كندا، وسط 114 مرشحاً آخرين، التي تحصل على الوسام، منذ إقراره رسمياً هناك عام 1967، بعدما أعلن حاكم كندا، الجمعة، عن فوز العالمة المصرية بالوسام الشرفي الأرفع في كندا، ومن المقرر أن تجرى مراسم تقلدها الوسام في وقت لاحق.
ووفقاً للموقع الخاص بالمركز البحثي الكندي، فقد تم ترشيح المراغي للجائزة بسبب «أبحاثها المتميزة ومشاركتها الدولية القوية في مجال الإنتاج»، وقد وُصفت المراغي بأنها «باحثة تحظى باحترام دولي ولها شبكة دولية واسعة»، وبأنها معروفة في الجمعية الكندية للمهندسين الميكانيكيين والجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين والأكاديمية الدولية لهندسة الإنتاج.
والدكتورة هدى المراغي ــ العميد السابق لكلية الهندسة بجامعة وندسور الكندية وإحدى رائدات مؤتمرات «مصر تستطيع»، والتي ولدت في أربعينيات القرن الماضي لأسرة محبة للعلم والتي توجت بزواجها من الدكتور والعالم الكبير وجيه المراغي، حفيد شيخ الأزهر الأسبق الإمام المراغي ــ تخرجت في كلية الهندسة جامعة القاهرة، وتحدت الظروف حتى تربعت على عرش الهندسة في كندا.
بداية مشوارها
ففي الستينيات لم تكن الهندسة الميكانيكية مجالاً مألوفا بالنسبة للمرأة المصرية، ولكن هدى أصرت على الالتحاق به، بل تفوقت حتى حصلت على المركز الأول بين دفعتها بالجامعة وتم تعيينها كمعيدة، وبعد سنوات سافرت مع زوجها إلى كندا، وهناك لم تعترف الجامعة بشهادتها المصرية ورفضت أوراقها ولكن هدى لم تيأس» وظلت تحاول حتى تم قبولها وأصبحت أول دكتورة في مجال الهندسة الصناعية في تاريخ كندا.
لتحصل بعد ذلك على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة «ماكماستر» الكندية، في عام 1976، وكانت بذلك المرأة الوحيدة التي تخرجت وعملت أستاذاً بالجامعة، وبعد ذلك مديرة مُؤسِسة لمركز أنظمة التصنيع المرنة في جامعة «ماكماستر»، الذي أسسته بالتعاون مع زوجها الدكتور وجيه المراغي في عام 1994، ليكون أول مركز بحثي متخصص في نظم الإنتاج وتكنولوجيا التصنيع ويحتل فيما بعد المركز الثاني عالمياً، وظلت مديرته حتى التحقت بجامعة وندسور الكندية لتتقلد منصب عميد كلية الهندسة.
فخلال مسيرتها أصبحت الدكتورة المصرية تتقلد المناصب مسبوقة بكلمة «أول»؛ فتعد المراغي أول امرأة تتولى منصب عميد كلية الهندسة في الجامعات الكندية، وفي تاريخ الدولة الأمريكية الشمالية، بعدما رشحت له في عام 1994، في أعقاب حصولها على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية لتكون أول امرأة كندية تحصل عليها، ليتم تعيينها بعد ذلك كرئيسة مركز أبحاث كندا (CRC) في أنظمة التصنيع بعام 2002.
وكذلك تعد المراغي أول امرأة تعين في المجلس الاستشارى العلمي لوزير الدفاع الكندي، وتعتبر المهندسة الوحيدة التي ذكرها كتاب الأضواء الشمالية للمرأة الكندية المتميزة، وتكريماً لها أهدتها كندا وسام شرف يعادل في أهميته وسام الجمهورية لتكون بذلك أول مهندسة عربية تحصل على هذا التقدير.
وفي هندسة التصنيع، قدمت المراغي مئات الأبحاث التي غيرت موازين هذا المجال في العالم، كما أصدرت عدة كتب علمية في مجال تخصصها ولم تقتصر إنجازتها على الجانب الأكاديمي فقط، فصممت برامج مبتكرة في تصنع السيارات استفادت منها أكبر الشركات.
تقول الدكتورة هدى المراغي العميد السابق لكلية الهندسة بجامعة وندسور، إنها عندما تركت مصر في ستينيات القرن الماضي كانت البلد تشجع على الصناعة الوطنية، وغادرتها مليئة بالحماس للرجوع لمساعدة بلدها، فتشير المراغي إلى أن هذه الحقبة الزمنية تتشابه مع الفترة الحالية التي تعيشها مصر، خاصة مع توافر إرادة سياسية تشجع على إنعاش الصناعة الوطنية والنهوض بالعلم والتكنولوجيا الحديثة، وأضافت:«من يمتلك المعلومة لديه قوة، لابد من تشجيع الصناعة الوطنية من أجل النهوض بالاقتصاد المصرى» هكذا تنظر المراغي إلى أهمية العلم من أجل النهوض بالصناعة.
وأكدت عميدة كلية الهندسة أنها وزوجها الدكتور وجيه المراغي لا يبخلان مطلقاً في تقديم أي مساعدة علمية لأبناء بلدهما، ويسعيان بقدر الإمكان إلى نقل خبراتهما ومعلوماتهما لزملائهما في المؤسسات والمصانع المصرية، والتي دخل تطبيقها في صناعة السيارة الكهربائية المصرية، معربة عن سعادتها بتكريم مصر لها، واهتمامها في السنوات الأخيرة بمساعدة المرأة العاملة,