في شكل جديد علينا، أطل الفنان شريف سلامة على جمهوره، في مسلسل «إسود فاتح»؛ حيثُ اعتمد اللوك الغربي في تجسيد الشاب المشاغب، الذي يرفض والده الاعتماد عليه، وبالتالي يسلم زمام أمور الشركة لشقيقته التي تلعب دورها الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي.
رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها أحداث المسلسل بداية من فيروس كورونا المُستجد، الذي حرمه من رؤية عائلته بسبب توقف الطيران، وفقاً للإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها لاحتواء الفيروس والقضاء على الجائحة، نهاية بحادث انفجار مرفأ بيروت، الذي كان يصور بالقرب منه، لكنه يعتبر هذا المسلسل تجربة فارقة في مشواره الفني. أشار شريف إلى أن ردود الأفعال التي جاءته عن دوره في هذا المسلسل أسعدته كثيراً، وهوّنت أياماً ولحظات صعبة عاشها خلال تصوير المسلسل، مؤكداً أنه رأى الموت بعينيه مرتين هذا العام، لكن العناية الإلهية أنقذته.
التقت «سيدتي» شريف سلامة، للوقوف معه على أهم المعايير التي يختار على ضوئها أعماله الفنية، وأمور أخرى وإلى نص الحوار:
بداية، كيف جاء ترشيحك لتجسيد دور «سيف»، شقيق هيفاء وهبي في مسلسل «إسود فاتح»؟
المخرج كريم العدل هو الذي رشحني للدور، في أول تعاون بيننا، وسعيد جداً أني اشتغلت معه؛ لأنه مخرج متميز لديه رؤية فنية خاصة به، وكان حريصاً على أن يظهر المسلسل على أكمل وجه، حدثني عن القصة فتحمست لها كثيراً، خاصة الشخصية التي ألعبها، فشخصية «سيف» دور جديد عليّ لم أقدمه من قبل، إذ أنني أحرص على التنوع والاختلاف، إلى جانب فريق عمل متميز بقيادة النجمة هيفاء وهبي، وشركة إنتاج رائدة، تقف بجوار الفنانين وتدعمهم.
المسلسل يمثل التعاون الأول مع الفنانة هيفاء وهبي، فكيف وجدت هذا التعاون؟
هيفاء فنانة جميلة وذكية، فوجئت بتواضعها و«جدعنتها»، فهي بنت بلد لا تشعر تجاهها بأي غربة، وتحب عملها جداً، كانت حريصة على دراسة الشخصية ومذاكرتها قبل التصوير بدقائق حتى تظهر بأفضل شكل، وقادرة على الاندماج والولوج إلى دواخل الشخصية بشكل سريع، فكانت تفاجئني بالتحوّل الرهيب أمام الكاميرا، وأتمنى العمل معها مرة ثانية.
المسلسل شخصياته خليط من الخير والشر، بمعنى أنها ليست بيضاء ولا سوداء. ما الذي جذبك في قصة العمل؟
أنه يقدم نماذج حقيقية، دون تجميل أو زيادة ونقصان، فالإنسان بطبعه مليء بالخير والشر، لأننا بشر خطّاؤون ولسنا ملائكة، لا أحب الأعمال التي تظهر صورة أبطاله بأنهم ملائكة معصومون من الخطأ لأن هذا ليس حقيقياً، وهذا ما جذبني للمسلسل أنه واقعي جداً.
المسلسل يتناول شخصيات متلوّنة تبتسم لبعضها مُظهرةً طيبة مصطنعة، فيما تطعن بعضها بعضاً في الظهر. هل صادف شريف سلامة في حياته الواقعية مثل هذه الشخصيات؟
بالتأكيد، صادفت كثيراً من هذه النوعية من البشر، لكن لم تصل لحد الأذى، عكس المسلسل الذي تتنوّع فيه العداوات بين الشخصيات، فضلاً عن واقعية الأحداث حيث تتشابك الأيدي ما دام هناك مصالح مشتركة، ولاحقاً لا تتوانى تلك الشخصيات عن خيانة بعضها بعضاً عندما تقتضي الحاجة إلى ذلك.
وهل تعرضت للخيانة يوماً؟
لا أسميها خيانة، لأنها كلمة ثقيلة، ولكن يمكن القول شعرت بالخذلان، بسبب العشم الكبير في أشخاص في الآخر ظهروا على حقيقتهم، وتبين أنهم لم يكونوا على قدر تقديرنا لهم. وأعتقد أنها مواقف نمرّ بها جميعاً في حياتنا العادية.
اعتمدت اللوك الغربي في شخصية «سيف» ألم تخش ردود أفعال الجمهور؟
لا أخشى تقديم أي شخصية طالما كانت واقعية، سيف شخصية واقعية ونموذج موجود في المجتمع، يجب أن أقدمها كما يجب أن تكون، حتى أكون عند ثقة الجمهور فيّ، الفنان يجذب الجمهور بموهبته فقط، ليس بالضرورة أن أظهر طيباً طوال الوقت حتى يحبني الجمهور، فكبار الفنانين والعمالقة أحبهم الجمهور بأدوار شريرة تميزوا فيها مثل العبقري الراحل محمود المليجي.
صرحت بأن المسلسل تم تصويره في ظروف صعبة، ما أبرز التحديات التي واجهتك خلال التصوير؟
في الحقيقة، التحديات لا تتعلق بالعمل، وإنما بالظروف المحيطة به، فالظروف لم تكن في صالحه، بداية من فيروس كورونا الذي عطّل التصوير كثيراً وتم إرجاؤه لأكثر من مرة، حتى خرج من حلبة المنافسة في الموسم الرمضاني المنصرم بسبب ضيق الوقت، وعندما تم استئناف التصوير، واجهتنا كارثة وهي انفجار مرفأ بيروت، للمرة الأولى أرى الموت بعيني بعد أن انتشرت رائحة الموت في كل مكان، حيثُ كنت قريباً من مكان الانفجار، ورأيت الواجهات الزجاجية للفنادق وهي تتهشم، والبيوت وهي تقتلع من أماكنها، عشت يوماً صعباً في حياتي لن أنساه، وأنعي ضحايا بيروت وأدعو أن يلهم ذويهم الصبر في مصابهم، الحادث بالفعل كان أليماً، فهناك فارق كبير بين الصور التي نراها على شاشات التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي وبين الحقيقة، الواقع كان أشدّ مرارة وأبشع من الصورة التي كان يتم تناقلها في المواقع الإخبارية.
كيف أثر حادث بيروت عليك كفنان في مواصلة التصوير؟
بكيت حزناً على بيروت، الأرض الخضراء والواجهات التي كانت تميز بيروت فجأة تتحوّل لأشلاء، الوضع كان صعباً علينا كعرب جميعاً، تأثرنا بالحادث، ولكن بفضل الله استعدنا قوتنا لاستكمال التصوير مرة أخرى.
بعدما خرج العمل للنور، كيف تقيّم تجربتك في «إسود فاتح»؟
رغم صعوبتها، والأحداث المأساوية التي مررنا بها كفريق عمل، لكن التجربة مميزة وسعيد بها جداً، وأراها نقلة في مشواري الفني.
كنت تصور في ظروف صعبة، هل خشيت المرض حينها أو شعرت بأعراض وهمية جراء فيروس كورونا؟
إطلاقاً، أنا إنسان مؤمن بقضاء الله، وعندي رضى عمّا يجلبه لي، المرض ليس ابتلاء وإنما منحة من الله، كل ما نمرّ به في حياتنا دروس يجب أن نتعلم منها، كنت ألتزم بالإجراءات الاحترازية حماية لعائلتي ولمن حولي، ولا أضع أي شيء آخر في حساباتي، أعتمد دائماً على الله.
المسلسل عرض على منصة «شاهد» الإلكترونية، ألم تخش أن يؤثر هذا على نسبة المشاهدة؟
لم أقلق إطلاقًا، المنصات الإلكترونية هي المستقبل، فهي باتت واقعاً لا مفر منه يجب أن نتعامل جميعاً معه، وأعتقد أن فكرته لاقت ترحاباً كبيراً من جانب المشاهدين؛ لأن ظروف الحياة قد تمنع بعض الأشخاص من متابعة المسلسلات على التليفزيون، لكن هذه المنصات تحرر المشاهد من الوقت والزمان والمكان، وإمكانية مشاهدة العمل في الوقت الذي يحلو له بدون فواصل إعلانية.
تابعي المزيد: سعد رمضان: أنا رومانسي جداً وأتمنى الزواج عن قصة حب
كنت قلقاً على أسرتي
هل غيابك عن أسرتك بسبب توقف حركة الطيران أثّر على نفسيتك؟
كنت أصوّر في بيروت، وتم وقف حركة الطيران، بسبب جائحة كورونا، كنت قلقاً على أسرتي، الشعور بالحبس وأنك مقيّد في المنزل، شعور صعب، نحن مررنا جميعاً بظروف صعبة، الحجر المنزلي ليس أمراً هيناً، ولكن بطبيعتنا كشعب نحب الحياة لجأنا لبرامج «التيك توك» كنوع من الترفيه عن نفسنا، أدعو الله ألا تعود هذه الأيام مرة أخرى.
قلت إنك تعرضت للموت مرتين، كيف؟
تعرضت للموت مرتين، وأنقذتني العناية الإلهية، المرة الأولى أثناء حادث انفجار مرفأ بيروت، حيثُ كنت قريباً من موقع الحادث حينها، والأخرى تعرضي لحادث سير مروع أثناء تصوير فيلمي الجديد «عمّار».
«عمّار» يشهد عودتك للسينما بعد غياب، ما التيمة التي يدور حولها الفيلم؟
«عمّار»، تجربة جديدة ينتمي لنوعية أفلام الرعب، يدور حول أسرة سيئة الحظ تصل إلى قصر آل غريب، وسرعان ما تتبدد فرحة الزوجين وأبنائهما الثلاثة بمسكنهم الجديد بعد أن يبدأ البيت تدريجياً في امتصاصهم واحداً تلو الآخر لعالم مرعب مليء بالجرائم القديمة التي وقعت بين جدرانه، وتبين أن الجدران المشؤومة كانت وراء تلك الجرائم، الفيلم مليء بعناصر الإبهار، أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.
شاركت في أعمال سينمائية سابقة ناجحة وغبت بعد ذلك، لماذا؟
ابتعادي عن السينما لم يكن عن طيب خاطر، اعتدت أن أختار أعمالي بعناية، فأنا لا أحب الظهور لمجرد الظهور فقط، وأحب أن أقدم عملاً يعيش في الذاكرة ويرسخ في وجدان الجمهور.
تابعي المزيد: عاصي الحلاني لـ"سيدتي": لهذا أخفيت خبر إصابتي بكورونا وزوجتي الجندي المجهول في نجاحاتي
حياتي الخاصة
شريف سلامة حتى الآن لا يوجد عمل فني يجمعك بزوجتك الفنانة داليا مصطفى، ما السبب؟
ليس بالضرورة لأن زوجتي فنانة أن نتشارك في عمل فني واحد؛ لأننا في البداية تعاهدنا أن نكون شركاء كزوجين، ولكن لا أمانع من عمل فني يجمعنا سوياً، إلا أنه حتى الآن لم يعرض علينا عمل يقدمنا للجمهور بشكل لائق يحترم تاريخ كلينا.
هل تأخذ برأي زوجتك في أعمالك الفنية؟
بالتأكيد، نحن نعيش في منزل واحد وتحت سقف واحد، يهمني طبعاً رأيها، وهي أيضاً تحب أن تستشيرني في أعمالها.
نلاحظ أنك تتجنب الحديث عن حياتك الخاصة؟
حياتي الشخصية تخصّني وحدي، والجمهور يهمّه شغلي أكثر من حياتي، أي تفاصيل تتعلق بحياتي مع زوجتي لا أحب الحديث فيها حتى وإن كانت صغيرة.
هل الشائعات المتكررة حول انفصالكما تزعجك؟
لا أعلم سر تكرار هذه الشائعة تحديداً، في البداية كانت تزعجني، لكن اعتدنا على سماعها، وقررنا أن نتعامل معها بالتجاهل.
أخيراً، ما الجديد لديك في الفترة المقبلة؟
تلقيت الفترة الماضية عروضاً كثيرة ولكني لم أتخذ أي قرار فيها بعد.
تابعي المزيد: حنان مطاوع: زوجي أهم شخص في حياتي وهذه رسالتي إلى أحمد حلمي