السيلينيوم هو معدن يحتاجه الجسم بكميات صغيرة جنباً إلى جنب مع البروتينات ليكون بمثابة مضادّ الأكسدة الذي يحافظ على عمل جهاز المناعة بشكل صحيح وتنظيم وظائف الغدة الدرقية. بالإضافة إلى أنَّ الحصول على كمية كافية من السيلينيوم من خلال النظام الغذائي قد يقلّل من خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية.
الدكتورة في علم التغذية والغذاء سينتيا الحاج تطلعك في الموضوع الآتي على فوائد السيلينيوم للنساء:
السيلينيوم لتقوية جهاز المناعة
بداية تقول الدكتورة سينتيا الحاج إن "السيلينيوم هو عنصر معدني يوجد في التربة، وعلى الرغم من وجوده في بعض أنسجة الجسم كأنسجة العضلات الهيكلية، وأهميته في الحفاظ على سلامة وظائف الغدة الدرقية والجهاز المناعي، إلا أن الجسم لا يستطيع تصنيعه، ويجب الحصول عليه عن طريق تناول الأطعمة التي تحتوي عليه مثل الحبوب، الجوز، بذور دوّار الشمس والمأكولات البحرية، خصوصاً وأنّ كمية السيلينيوم الموجودة في الأطعمة تعتمد على تركيز السيلينيوم في التربة والماء في المكان الذي تزرع فيه هذه الأغذية.
إن السبب الرئيسي لتناول مكملات السيلينيوم هو لعلاج نقصانه في الجسم، خصوصاً لدى مرضى الإيدز ومرض كرون. كما يلفت السيلينيوم الانتباه بسبب خصائصه المضادّة للأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف، وعلاج عشرات الحالات مثل الربو، التهاب المفاصل والعقم، وعلاج سرطان البروستات والقولون.
ويعتبر تناول الأطعمة الغنيّة بعنصر السيلينيوم الخطوة الأولى في التقليل من نقص هذا العنصر في الجسم؛ وفي حال عدم القدرة على تناول هذه الأطعمة، يمكن تناول المكمّلات الغذائية التي تحتوي عليه بدلاً منها. ومن فوائده الصحية تقليل خطر الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية، لذلك إنَّ تناول البروكلي المدّعم بالسيلينيوم يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان البنكرياس. كما أن تناول مكملات السيلينيوم يساهم في رفع معدّل تحويل هرمونات الغدة الدرقية إلى شكلها النشط لدى كبار السن.
هذا وقد أشارت الدراسات العلمية المتكرّرة إلى وجود علاقة بين انخفاض مستويات السيلينيوم وخطر الإجهاض؛ وقد قارنت إحدى الدراسات عينات الدم بين النساء اللائي عانين من الإجهاض، مقابل تينك اللواتي أتممن الحمل، فذكر العلماء أنه ورغم كونه من الطبيعي أن نرى انخفاضًا بسيطًا في السيلينيوم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إلا أنّ النساء اللائي تعرضن للإجهاض عانين من هبوط بالغ في نسبة السيلينيوم والذي يرتبط مباشرة بالاجهاض.
ويعمل السيلينيوم على مدّ الجسم بفيتامين هـ H كما أنه يعمل على إمداد البشرة بفيتامين أ A. وأخيراً نجد أنه يعمل على تفتيح البشرة طبيعياً للبشرة، لذلك نجده يدخل في مكونات الكريمات المبيضة للبشرة. في حين قد يصف طبيب الجلد أخذ حبوب السيلينيوم التي تساهم في عملية التفتيح وحلّ كثير من مشاكل البشرة. علماً أنه آمن على البشرة وآمن للجسم أيضاً، لكن يفضل دائماً استشارة الطبيب قبل َتناول المكملات الغذائية من السيلينيوم".
تابعي المزيد: العين الكسولة.. هل يمكن تصحيح البصر فيها؟
فوائد السيلينيوم في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان
وتتابع الدكتورة سينتيا الحاج قائلة: "السيلينيوم عبارة عن معدن أساسي مهم للعديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، بما في ذلك الوظيفة الإدراكية وجهاز المناعة والخصوبة لدى الرجال والنساء، ويساهم في عملية أيض هرمون الغدّة الدرقية وبناء الحمض النووي، ويساعد على الحماية من أضرار عملية الأكسدة والعدوى.
وتعتمد كمية السيلينيوم في الغذاء على نسبة تركيز السيلينيوم في التربة والماء عندما يقوم المزارعون بزراعة ورعاية الطعام، فهو معدن أساسي، مما يعني أنه يجب الحصول عليه من خلال نظام الغذائي، حيث يحتاج الجسم فقط لكميات صغيرة ولكنّ له دوراً رئيساً في العمليات المهمة في الجسم، منها مضادات الأكسدة وهي عبارة عن مركبات موجودة في الطعام؛ حيث تمنع تلف الخلايا الناجم عن الجذور الحرّة، وهي ناتج طبيعي لعمليات مثل الأيض ولها وظائف مهمة في حماية الجسم من المرض، وقد تمَّ ربط الإجهاد التأكسدي بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، الزهايمر، السرطان، الشيخوخة المبكرة والسكتة الدماغية.
ويساعد السيلينيوم في تقليل الإجهاد التأكسدي ومكافحة الجذور الحرّة، فيؤمن الوقاية من بعض أنواع السرطان.
ويمنع تناول السيلينيوم من التدهور العقلي خصوصاً من مرض الزهايمر الذي يسبّب فقدان الذاكرة ويؤثر سلبًا على التفكير والسلوك. ويُعتقد أن الإجهاد التأكسدي مرتبط في ظهور وتطوّر الأمراض العصبية مثل مرض الشلل الرعاش والتصلّب المتعدّد ومرض الزهايمر، وقد أظهرت العديد من الدراسات أنَّ مرضى الزهايمر لديهم انخفاض في مستويات السيلينيوم في الدم، ويرتبط النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط الغني بالأطعمة عالية السيلينيوم مثل المأكولات البحرية والمكسرات، بخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر وهي من فوائد السيلينيوم.
وللسيلينيوم دور مهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي، حيث تساعد خصائصه المضادّة للأكسدة على تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم، مما يقلل الالتهاب ويعزز المناعة. وقد أظهرت الدراسات أن زيادة مستويات السيلينيوم في الدم ترتبط بزيادة الاستجابة المناعية، حيث تبين أن نقص السيلينيوم قد يضرُّ بوظيفة خلايا الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى إبطاء استجابته.
ولا شك أنَّ الأطعمة الكاملة هي أفضل مصادر السيلينيوم، خاصة عند التعامل مع هذه الأطعمة وإعدادها بطريقة حساسة للحصول على فوائد السيلينيوم، وعدم تعريضها للطهي على درجات حرارة مرتفعة. علماً أنّ الطعام الغني بالسيلينيوم هو المكسرات البرازيلية، حيث توفر حبة واحدة فقط أكثر من 100% من السيلينيوم اليومي الذي يحتاجه الجسم، وما يقرب من 68 إلى 91 ميكروغراماً".
تابعي المزيد: ارتفاع أو نقص الفيتامين بي12 يصيبك بأمراض خطيرة