وافقت هيئة الصحة البريطانية ( NHS) على استخدام دواء جديد للمرضى الذين يعانون من التدهور البقعي في العين (AMD)، وهو مرض غير مؤلم ولكنه غير قابل للشفاء؛ وهو السبب الرئيسي في إمكانية التعرّض لخطر فقدان البصر بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الخامسة والخمسين، حيث يمكن أن يتسبب في عمى دائم خلال بضعة أشهر إذا لم يتم علاجه.
يعدُّ الدواء الجديد الذي يحمل اسم Brolucizumab هو الأحدث في فئة الأدوية التي تتعامل مع النمو البطاني للأوعية الدموية والتي تساعد في تحسن البصر، حيث يعمل على إيقاف تطور الأوعية الدموية غير الطبيعية؛ مما يؤدي إلى إبطاء تقدم المرض. ومن المؤمل أن يستفيد منه حوالي سبعمائة ألف من البريطانيين المعرضين للإصابة بالعمى وفقاً لما ذكرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية التي أشارت إلى ارتباط المرض بالاستعداد الوراثي والتدخين؛ حيث يعاني منه واحد من كل 20 ممن هم فوق سن الخامسة والستين، وواحد من كل عشرة ممن هم فوق الثمانين من العمر، ويمكن أن يصيب هذا المرض كلتا العينين مع اختلاف سرعة التدهور فيهما.
الفشل في التعرف على الوجوه
وعادة ما يحتاج المصابون بمرض (AMD) للذهاب إلى المستشفى لأخذ حقن شهرية لإبطاء تقدم الحالة، ولكن مع تجربة هذا الدواء الجديد على عدد من المرضى فقد أظهر حوالي 35% منهم تحسناً ملحوظاً في البصر في غضون أربعة أسابيع فقط، وهو ما يعادل التحسن الذي يظهر خلال ستة أشهر من تناول الأدوية القديمة. ومن المتوقع أن يستمر التأثير الإيجابي إلى حوالي عامين. وهناك نوعان رئيسيان من هذا المرض هما الرطب والجاف، ويحدث كلاهما عندما تتدهور الخلايا في البقعة، وهي المنطقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين حيث يفقد المرضى القدرة على الرؤية المركزية وعلى تمييز السمات على الرغم من الحفاظ على القدرة على رؤية الأشياء المحيطة. وهذا يعني أن المريض قد يكون قادرًا على رؤية محيط الساعة ولكنه غير قادر على معرفة الوقت، كما أن الفشل في التعرّف على الوجوه هو أمر شائع لدى هؤلاء المرضى؛ ومن هنا تأتي المشكلة.
وأشار جراح العيون البروفيسور فاروق غانشي من مستشفى برادفورد التعليمي Bradford Teaching Hospital والذي شارك في تجربة الدواء إلى أن المرضى يحتاجون إلى جرعة أولية من ثلاث حقن من هذا الدواء على مدى ثلاثة أشهر قبل الانتقال إلى جدول زمني يتضمن حقنة كل ثلاثة أشهر. وأكدَّ أن عملية الحقن غير مؤلمة، خصوصاً بعد وضع بضع قطرات مخدرة.
تابعي المزيد: العين الكسولة.. هل يمكن تصحيح البصر فيها؟