لا قاعدة عامّة تنطبق على كلّ مرضى الضغط في شأن الصوم؛ لكن لا موانع من الناحية الطبّية عموماً، في صوم مرضى الضغط المستقرّة حالاتهم، أولئك الذين يتعالجون بالأدوية، مع ضرورة إجراء التعديلات على مواعيد تناولها في رمضان. لكن، يجب كسر الصوم حال ارتفاع الضغط، بصورة غير متوقّعة.
ثمّة معتقد شائع خاطئ مفاده بأنّ صوم رمضان يرفع مستوى ضغط الدم، بيد أن دراسات طبيّة عدة تدحض الأمر، وتؤكّد على دور الصوم في ضبط مستوى الضغط، وذلك نتيجة التقليل في السعرات الحرارية، ومن نسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثيّة والسكّر المستهلكة. وفي هذا الإطار، تقول الاختصاصيّة في أمراض القلب والشرايين الدكتورة أمل بلال نعمة لـ"سيدتي" أنّه لا موانع من الناحية الطبّية، في صوم مرضى الضغط المستقرّة حالاتهم، أولئك الذين يتعالجون بالأدوية، مع مراعاة النقاط الآتية:
• غالبيّة العقاقير المعالجة حالات الضغط مدرّة للبول، بهدف التخفيف من نسبة الماء في أجسام متعاطي هذه الأدوية، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على المرضى الصائمين جرّاء الانقطاع عن شرب الماء، ويؤدي إلى هبوط في مستوى الضغط خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، بخاصّة. وفي المواجهة، تنصح الطبيبة بترطيب الجسم عن طريق شرب ليتر ونصف الليتر من الماء على الأقلّ بين الإفطار والسحور. إلى ذلك، هي تؤشّر إلى دور تكييف مواعيد تناول الأدوية بين الإفطار والسحور الإيجابي في هذا الخصوص، مع تأجيل أخذ الجرعة الأخيرة منها في اليوم، قبل الإمساك، ليستمرّ مفعولها خلال اليوم التالي. وتشدّد الطبيبة على أهمّية مراقبة مستوى الضغط، بصورة مستمرّة، واستشارة الطبيب المتخصّص حال الشعور بأي عارض.
• يقوم بعض المرضى بالمسارعة إلى التهام وجبة الإفطار، دفعةً واحدةً، مع عدم إيلاء الصنوف المتناولة أهمّية، فاستهلاك الأغذية التي تعجّ بالصوديوم والسعرات الحرارية والكوليسترول، الأمر الذي قد يرفع ضغط الدم. لذا، تدعو الطبيبة إلى توزيع وجبتي الإفطار والسحور على حصص متفرّقة، مع أخذ استراحة بين تناول كل حصّة منها والأخرى، ومضغ الطعام ببطء.
• الدوار والتعب والصداع والغثيان والخمول، عوارض شائعة عند صوم الأيّام الأولى من رمضان، في صفوف الأشخاص السليمين، كما مرضى الضغط، وهي مؤقتة، حتى تعتاد الأجسام على الاختلافات التي تطال مواعيد تناول الأدوية.
الغذاء الصحّي جزء من العلاج
تشدّد الدكتورة نعمة على ضرورة إيلاء مرضى الضغط غدائهم، لناحيتي الكمّية والنوعيّة، أهميّة، كون الأكل الصحّي يمثّل جزءاً من العلاج. وهي تدعو المرضى الصائمين إلى تناول وجبتي الفطور والسحور، ببطء، مع اختيار مكوّناتهما من الخضروات والفواكه واللحوم البيضاء (الدجاج أو السمك) المشويّة، بعيداً عن الصنوف الغنيّة بالدسم والدهون والسكّر والملح وتلك المقليّة ومشروبات الكافيين. وتنصح المرضى بالتقنين في استهلاك اللحوم الحمراء.
3 إرشادات للمرضى الصائمين
في الآتي، مجموعة من الإرشادات العامّة لمرضى الضغط من الصائمين:
1. من المهم تجنّب الجهد الجسدي خلال النهار.
2. من المُفيد السيطرة على حالات التوتّر.
3. من الناجع ممارسة التمرينات الرياضيّة الخفيفة بين الإفطار والسحور، الأمر الذي يساعد في ضبط مستوى ضغط الدم.
في سطور
لقيام أنسجة الجسم والأعضاء فيه بوظائفها على أتمّ وجه، هي تحتاج إلى الدم المحمّل بالأُكسجين. وحينما ينبض القلب، فإنه يولّد الضغط الذي يدفع الدم من خلال شبكة من الأوعية الدموية، التي تشتمل على: الشرايين والأوردة والشعيرات الدمويّة. وهذا الضغط هو نتيجة قوتين: الضغط الانقباضي أي القوة التي يضخّ القلب بها الدم إلى أنحاء الجسم، والضغط الانبساطي أي ضغط الدم الذي يحدث بين نبضات القلب. وفي حالة الارتفاع في ضغط الدم، يُلاحظ أن هناك عبء يلقى على جدران الشرايين، نتيجة قوّة دفع الدم من خلال الأوعية الدموية، وذلك لوقت طويل. وفي هذا الإطار، يعمل القلب بجهد أكبر والأوعية الدموية بضغط أكثر. علماً أن الارتفاع في ضغط الدم مسؤول عن رفع إصابات القلب والسكتة الدماغية ومشكلات خطيرة أخرى.
إلى ذلك، يتراوح معدّل ضغط الدم الانقباضي الطبيعي بين 120 و129 ميلليمتراً زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بين 80 و84 ميلليمتراً زئبقية.