بات من المعروف أن فيروس كورونا "كوفيد 19" قد ترك الكثير ممن أصابهم مع فقدان حاسة الشم المعروفة بـ الـ"أنزوميا"، أو شمّ روائح كريهة غير حقيقية والمعروفة بـ الـ"باروزوميا" أو بـ"الهلوسة الشميّة"، والمثير للاهتمام بأن المعاناة من أحدهما قد يترك المتعافي بحالة من الاكتئاب، كما ورد في موقع DW.
واستكمالاً لهذه النتائج، تطرق موقع Psychology Today إلى تأثر العواطف والذاكرة بما تحمله من ذكريات بفقدان حاسة الشم خاصة طويل الأمد.
الروائح وعلاقتها بالعاطفة والذاكرة
يتم التعامل مع الروائح من خلال البصلة الشمية، وهي موجودة في مقدمة الدماغ، حيث تنقل الروائح باستخدام مستقبلات عصبية إلى مناطق أخرى من الدماغ، متعلقة بالعواطف والذاكرة لمعالجتها، وهنا تتشكل الذاكرة، فبينما يحب البعض رائحة معينة، قد يجدها آخرون مقززة، وذلك بناء على الذكريات التي ارتبطت بها هذه الرائحة، كأن تستحضر رائحة الفانيلا ذكريات تتعلق بالأم وهي تعدّ الكاتو ليوم الميلاد، أو أن تعيد رائحة المعجنات ذكريات قضاء الصيف في منزل الجدة، ومن الممكن أن تستحضر رائحة معينة ذكرى غير محببة للبعض، مثل أن تتعلق رائحة السمك بذكريات غثيان الحمل لدى بعض السيدات، ومن الممكن أن تتركهن في حالة من الإشمئزاز منه حتى بعد فترة طويلة من الولادة، فيما قد ترتبط الرائحة ذاتها بالصيد وقضاء وقت ممتع لدى آخريات.
إذا في المحصلة، ترتبط الروائح بتجاربنا العاطفية.
حاسة الشم والإكتئاب
تبَيّن في دراسة أجريت عام 2016، وجود علاقة متبادلة ما بين الشم والإكتئاب، ففقدان حاسة الشم يحفز الشعور بالإكتئاب، كما أن الإكتئاب قد يؤدي إلى فقدان حاسة الشم، وكلما زادت حدة أحدهما زادت حدة الآخر، وقد توافقت هذه الدراسة مع نتائج استبيان شارك فيه 322 بالغ أصيبوا بكوفيد 19 مع فقدان كلي أو جزئي لحاستي الشم والتذوق، حيث أفاد 56% منهم بأنهم فقدوا المتعة في الحياة، فيما أصيب 43% بالاكتئاب بسبب فقدان الشم.
وهنا نجد الرابط ما بين تأثير فيروس كورونا على عواطفنا وحتى استحضار ذكرياتنا، خاصة الجيدة منها، والتي تجلب السعادة بمجرد تذكرها وفتح أبوابها من جديد، فتخيلوا أن تصبح الحياة المليئة بالعواطف والذكريات فارغة فجأة؟
لهذا يُنصح من عانوا لأكثر من شهرين من فقان حاسة الشم بعد الشفاء من الإصابة بالفيروس التاجي، أن يواظبوا على تدريب حاسة الشم، وفي هذا الخصوص، تختلف العلاجات، إلا أن مبدأها واحد، وهو باستنشاق روائح قوية مثل الليمون والقرنفل لمدة 20 ثانية متواصلة، والمثير للاهتمام، أن حاسة الشمّ تتأثر مع التقدم في السن أيضاً، وهذا التدريب قد يساعد على استعادة قدرات الأنف لتحسس روائح قديمة وجديدة.