عندما تُطلق صفة الأنانية على شخص ما، لا نتردد في الاعتقاد بأنه شيء سلبي؛ فهذا يعني أن هذا الشخص يولي الكثير من الاهتمام لرغباته واحتياجاته ورفاهيته، بينما لا يأخذ الآخرين في الاعتبار، كما يوصف بعض خبراء النفس والسلوك، التصرفات الأنانية بأنها غير أخلاقية، والشخص الصالح، دائماً يفكر في الآخرين أولاً.
ولكن وفقاً لموقع Bright Side في أدبيات المساعدة الذاتية وتطوير الذات، فقد طرحوا رأياً آخر حول التفكير في الذات أولاً، وإدخال الرعاية الذاتية التي تشير إلى أهمية إعطاء الأولوية للصحة البدنية والرفاهية النفسية للفرد، من خلال العادات الجيدة للأكل والتمارين الرياضية والنوم والاسترخاء والأنشطة في أوقات الفراغ؛ ففي الجانب المشرق، هناك حالات يمارس فيها الشخص الأنانية، تكون صحية ويمكن أن تسمح في الواقع لشخصيتك بأن تنمو وتتوهج.
حالات الأنانية الصحية
الاستمتاع بوقتك بمفردك
يعد تخصيص الوقت لنفسك والاهتمام باحتياجاتك الخاصة، جزءاً مهماً جداً من سعادتك العامة، قد يجد بعض الأشخاص صعوبةً في البقاء بمفردهم؛ مثل أنهم يشعرون بالملل أو الاستياء، لكن هذا ليس خطأك، ولديك حق أخلاقي للاستمتاع بوقتك الخاص إذا كنت لا ترغبين في مشاركة "ساعات الصمت" مع أي شخص آخر في الوقت الحالي.
اتخاذ قرارات مختلفة عن الآخرين
إذا كنت ترغبين في اتباع طريقتك الخاصة التي تختلف عن معتقدات الآخرين؛ فلا بأس بذلك، إذا كنت لا ترغبين في الزواج أو إنجاب الأطفال أو حتى الحصول على وظيفة يعتبرها غالبية الناس طبيعية؛ فهذا هو اختيارك، إذا قمتِ بهذا الاختيار لشخص آخر، بالطبع؛ فقد يكون ذلك أنانياً، لكن اختيار شيء ما لنفسك، يعني فقط أنك تعرفين ما تريدينه من حياتك الخاصة.
عدم الرد على الناس على الفور
في حين أنه قد يكون من الأنانية إهمال الأشخاص الذين يعتمدون عليك؛ فليس من الأنانية أن تحددي أولوياتك، إذا تلقيتِ رسالة نصية أو مكالمة أثناء الطهي؛ فمن الجيد تماماً إدارة مهامك قبل الرد على المكالمة.. يمكنك معاودة الاتصال بهم، وليس عليك تأجيل أي أمر للرد على شخص ما.
علاج نفسك جنباً إلى جنب مع رعاية الأشخاص المقربين منك
يجب أن تحبي نفسك بقدر ما تحبين الأشخاص المهمين في حياتك.. في حين أنه من الأناني أن تهتمي بنفسك فقط، يجب أن تدركي أن سعادتك هي أولويتك القصوى.
عدم العيش مع الزوج السام من أجل الأطفال
في بعض الأحيان، يعيش الأزواج حياة زوجية محطمة ولا ينفصلون من أجل أطفالهم، إنهما مقتنعون بأن أطفالهم سيتم تربيتهم بشكل أفضل في أسرة متنازعة، ويتم إنقاذهم من التأثير السلبي للطلاق، ولكن، كما يدعي علماء النفس، يميل الأطفال إلى تقليد نموذج العلاقة لوالديهم عندما يكبرون، وأثناء طلاق الزوج السام، نحن في الواقع لا نجعل أنفسنا أكثر سعادة فحسب؛ بل نمنع أطفالنا من المعاناة والكفاح في علاقاتهم.
الأنانية المرتبطة بالآخرين
عدم اتباع قاعدة "احترام الكبار"
منذ فجر التاريخ، اعتدنا الاعتماد على كبار السن لاكتساب بعض المعرفة والخبرة الحياتية، الآن، مع التقدم السريع للتكنولوجيا، أصبح جيل الشباب أكثر تعليماً من الجيل الأكبر سناً، بالطبع، هذا لا يعني أننا نعرف كل شيء لحظة تخرجنا في الكلية، ولكن قد نرغب في الاعتماد بشكل أقل على كبار السن في تعلم ما نحتاج إلى معرفته في الحياة، ولا ينبغي أن يقع علينا لوم على ذلك.
ألا تكوني "أم مثالياً"
الاعتناء بنفسك ليس ترفاً، ولكنه جزء أساسي من كونك أماً صالحة.. فإذا كان اليوم المعتاد للأهل ممتلئاً جداً بالأنشطة للأطفال ولكن في نفس الوقت يفتقر إلى أية أنشطة خاصة بهم؛ فقد يؤدي ذلك عاجلاً أم آجلاً إلى الإرهاق العاطفي وحتى الاكتئاب؛ لذا فإن قضاء ساعة إضافية في تلبية احتياجاتكم الخاصة ليس أنانيةً ولا يعني أنكم تحرمون طفلكم من حب الوالدين.. هذا يعني فقط أنكم تعملون على أنفسكم لتربية طفل سعيد.
عدم الإنجاب
يكبر الكثير منا على تعليمنا أنه يجب أن ننجب أطفالاً، وأن حياتنا لن تكتمل بدونهم، الأبوة والأمومة هي متعة كبيرة، ولكن من الأفضل أن تبدأها طواعية من دون أي ضغط أو إكراه، هذا هو السبب في أن الشخص الذي لا يرغب في إنجاب الأطفال ليس أنانياً أو أناني.. في الواقع، هم عكس ذلك: الأشخاص ذوو الوعي الذاتي العالي والقادرون على تجاهل كل الضغوط من الآخرين، إنهم يعرفون ما يريدون من الحياة، ويسعون لتحقيق أهدافهم الرئيسية.
رعاية راحتك
عندما تشعرين بالتعب سواء أكان ذلك عاطفياً أو عقلياً أو جسدياً؛ فقد حان الوقت للراحة، في بعض الأحيان، يتعلق الأمر بالحصول على نوم جيد.. هناك الكثير من العواقب التي تصاحب حرمان نفسك من النوم، بما في ذلك صعوبة التركيز وضعف جهاز المناعة ومشاكل الذاكرة، لكننا غالباً ما نستمر في العمل لأننا قد لا نرغب في الإساءة إلى الآخرين، إذا كنت تعملين لوقت متأخر وتخطيت الكثير من النوم؛ فقد حان الوقت لإيجاد توازن مثالي بين عملك وحياتك الخاصة، وإذا اخترت العودة إلى المنزل والنوم بدلاً من التنزه مع الأصدقاء أو العائلة؛ فلا بأس بذلك تماماً، إذا كان هذا يعتبر أنانياً؛ فهذا ليس شيئاً سيئاً على الإطلاق.
إنهاء علاقة أو وظيفة أو وضع في الحياة
ليس من السهل أبداً الانفصال عن شخص، أو الانتقال إلى بلد أو مدينة أخرى، أو ترك وظيفة لا تجعلك سعيدة بعد الآن.. إذا كنت تشعرين بالسوء عندما تتحدثين إلى شخص ما، أو لا تحبين قضاء وقت معه؛ فقد حان الوقت للتفكير في علاقتك.. غالباً ما نواصل علاقة صداقة أو علاقة غير صحية لأننا نخاف من إيذاء شخص ما، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الضارة؛ فأنت بحاجة أحياناً إلى وضع نفسك أولاً.. إذا كان هناك شيء له تأثير على صحتك؛ فقد يكون الوقت قد حان لتركه.
والسؤال هنا: هل نستطيع أن نكون أنانيين بها الشكل؟؟