إذا كنت حاملاً، فمن المحتمل أنك سمعت العشرات من النكات المرحة عن الوحام، والغريب أن المخللات من أكثر ما تشتهيه الحوامل، فمذاقها المالح وقوامها المقرمش يروق لهنّ كثيراً.
على عكس ما قالته جدتك، فإن الرغبة الشديدة في تناول طعام معين لا تشير إلى جنس طفلك، حيث لا يوجد دليل علمي يدعم ذلك، لذا لا تذهبي لشراء الملابس بعد.
بدلاً من ذلك، تشير الأبحاث، التي يناقشها خبراء "سيدتي وطفلك" معك، إلى العديد من الأسباب المحتملة الأخرى للرغبة الشديدة في طعام معين:
تغير الهرمونات
قد يفسر التغير السريع في الهرمونات أثناء الحمل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، على الرغم من أن الأبحاث لا تزال قليلة في هذا المجال، لكن ارتفاع هرمون الأستروجين والبروجسترون يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى، وهو ما يفسر الغثيان والقيء الصباحي الشائع في هذه الفترة. وخلال الثلث الثاني من الحمل، تتكيف معظم الحوامل مع هذه الهرمونات المرتفعة ويتلاشى غثيان الصباح والرغبة في أكل أطعمة معينة.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل يشير إلى أن انخفاض حساسية الملح يؤثر على الهرمونات، التي تزيد من الرغبة الشديدة في تناوله، إلا أن هذه الرغبة الشديدة قد تكون موجودة، لدرجة أن الكثير من الحوامل يستسغن طعم المالح.
النقص المحتمل في الصوديوم
ربما تكون سمعت أيضاً عن تفسير أكثر "علمياً" مفاده أن الرغبة الشديدة في تناول المخللات، تعني أنك تعانين من نقص في الصوديوم. صحيح أن بعض متطلبات المعادن تتغير أثناء الحمل. على سبيل المثال، تزيد احتياجات الحديد إلى 27 مجم في اليوم لدعم نمو الجنين، مقارنة بـ 18 مجم في الوضع العادي للسيدة، كما تزداد أيضًا متطلبات الزنك والفولات واليود والبروتين.
وقد هذا أدى إلى افتراض أن الرغبة الشديدة في تناول الطعام هي استجابة جسمك لنقص هذه العناصر الغذائية الرئيسية، ومع ذلك، فإن الأطعمة التي تحتوي على هذه العناصر الغذائية، مثل البيض واللحوم ومنتجات الألبان، تنفر منها أغلب الحوامل وبشدة!
على النقيض من ذلك، فإن العناصر الغذائية المنخفضة ذات الملح العالي، والأطعمة الغنية بالدهون مثل المخللات والآيس كريم والشوكولاتة والبيتزا هي أكثر أنواع المرغوب بتناولها أثناء الحمل.
على هذا النحو، من غير المحتمل أن تكون الرغبة الشديدة في تناول المخللات مرتبطة بنقص معدن الصوديوم.
التصور الثقافي للرغبة بالطعام
قد يكون العامل الآخر في الرغبة الشديدة لبعض الأطعمة في الحمل، هي الثقافات التي تلعب دوراً قوياً في عاداتنا الغذائية. مثلاً يشيع أن الحوامل في أمريكا الشمالية
يشتهين المخللات، إلا أن الأرز هو أكثر الأطعمة التي، تشتهيها الحوامل في اليابان حسب إحصائيات موثوقة. ومن الممكن أن تكون الإشاعات حول الرغبة الشديدة في تناول المخللات هيأت الحامل نفسياً لترغب بها.
الآثار الصحية لأكل المخللات أثناء الحمل
1 - قد يتسبب الصوديوم الزائد في احتباس الماء ويزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، يمكنك بالتأكيد إرضاء رغبتك في تناول المخلل، لكن افعلي ذلك باعتدال.
2 - تحتوي المخللات على كمية كبيرة من فيتامين "ك"، أكثر من الموصى بها يومياً بـ 15 مرة للحوامل. حيث يتسبب هذا الفيتامين بتجلط الدم، رغم أنه قد يقوي العظام.
3 – صحيح أن عصير المخلل يوفر كمية جيدة من فيتامين سي، والذي يساعد على نمو أنسجة الأطفال وتطور مناعتهم، إلا أن المحتوى العالي من الصوديوم في المخللات يعني أنه لا يجب عليك الإفراط في تناول هذه الوجبة الخفيفة. وذلك لأن المخلل متوسط الحجم يحتوي على 325 مجم من الصوديوم، وهو ما يمثل 16٪ من الحد الأقصى الموصى به للاستهلاك اليومي.
4 – تعد المخللات المصنعة في البيت، أكثر عرضة لخطر نمو البكتيريا الضارة مثل الليستريا، والتي قد تسبب مضاعفات الحمل الخطيرة. فالمرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بعدوى الليستريا بعشر مرات من غيرها، وبالتالي، فمن الأفضل تجنب كل المخللات البيتية الصنع، واختاري المخللات التي توضع في مرطبانات زجاجية من المتجر، فهي أكثر أماناً.
نصائح لاستهلاك المخللات بأمان
إذا كنت ترغبين في الاستمتاع بالمخللات أثناء الحمل، فضعي في اعتبارك هذه النصائح:
1 - ابحثي عن ملصقات تحتوي على نسبة صوديوم منخفضة على العبوة لتقليل تناول الملح.
2 - قارني قائمة حقائق التغذية بأكثر من منتج، واختاري العلامات التجارية التي تحتوي على نسبة أقل من الصوديوم والسكر. وضعي في اعتبارك أن المخللات الحلوة مصنوعة من السكر.
3 - اشتري المخللات المكبوسة في الخل، فهذه تم تعقيمها من جميع البكتيريا.
4 – أغلقي مرطبان المخلل بإحكام، بعد أن تستهلكي حاجتك منه، وضعيه في الثلاجة.
5 - استخدمي دائماً أداة لانتزاع المخللات من البرطمان - بدلاً من أصابعك - لتقليل فرصة إدخال البكتيريا الضارة.