يبدو أن معدلات الخصوبة قد تراجعت كثيراً في العديد من دول العالم بحسب دراسات علمية مختلفة، ولعل الأمر لا يتعلق بالقدرة على إقامة علاقة زوجية، ولا بأي من الأشياء التي تتبادر إلى الأذهان كلما نوقشت مسألة الخصوبة، بل يتعلق بميل المزيد من النساء إلى الحصول على التعليم والعمل، بالإضافة إلى توفير موانع الحمل بشكل واسع، وهو ما جعل النساء يخترن إنجاب عدد أقل من الأولاد وفقاً للـ BBC .
"سيدتي نت" يسأل رئيس الجمعية اللبنانية للخصوبة، الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد والعقم، البروفيسور جورج أبي طايع، على هامش الحملة التي أطلقتها الجمعية ( #ما_تأجلي_حلمك ) حول الخصوبة وأسباب تراجعها وإمكانيات الإنجاب والطرق المتاحة لذلك، في الحوار الآتي:
- هل من إحصائيات معينة حول مشاكل الخصوبة في لبنان والوطن العربي؟
نواجه اليوم ازدياداً في مشكلة الخصوبة في لبنان والعالم العربي التي تتشابه قليلاً مع مرض السرطان. تزيد طريقة الحياة التي نعيشها حالياً والمليئة بالتلوّث والتوتر من مشاكل الخصوبة. قد يعاني 1 من 5 أزواج في لبنان تقريباً من مشاكل في الإنجاب وتستدعي حالتهم استشارة اختصاصي للمعاينة.
- ماذا تشمل مشاكل الخصوبة؟
ترتبط مشاكل الخصوبة بثلاثة عناصر: هناك مشاكل تتعلق بالنساء، وأخرى بالرجال وأخرى مشتركة.
50% تقريباً من المشاكل سببها الرجال و50% النساء. يزداد مع الوقت السبب المرتبط بالرجال ليختلف عن السابق حيث كان السبب الأكبر للمشكلة متعلّقاً بالنساء. تتضاءل حالياً نوعية السائل المنوي مع تأخر سنّ الزواج والمشاكل التي يعيشها الرجال ما يجعل الأسباب مرتبطة بشكل أكبر بهم. بالنسبة للأسباب المشتركة يمكن أن يكون للزوجة مضادات ضدّ زوجها. قد تمنع هذه المضادات الإنجاب دون أن يعاني كلا الزوجين بشكل منفرد من أية مشاكل.
ويمكن أن تكون الأسباب جينية خصوصاً لدى الأزواج الذين لديهم صلة قربى، لا يوجد مشاكل عند أحدهما لكن حين يتكوّن الطفل يكون الحمل غير طبيعي من الناحية الجينية؛ ما يمنع الإنجاب أو يحصل إجهاض متكرّر.
- هل سن الزواج الذي أصبح متأخراً (خصوصاً بالنسبة للنساء) هو أحد الأسباب الرئيسة لمشاكل الخصوبة في الوقت الراهن؟ وهل من أسباب أخرى؟
تعتبر مشاكل الإباضة السبب الأوّل، وتتعلّق الأسباب الثانية بالطريق غير السالك بين الأنابيب والرحم بسبب وجود تليف أو لحمية أو التهابات على الأنابيب أو غيرها من الأسباب. يرتبط السبب الثالث بعدم قدرة الجنين على الاستقرار في الرحم وعدم تدفق الدم إليه عبر الشرايين كما يجب. تعود الأسباب عند الرجال إلى نوعية السائل المنوي أو عددها الضئيل أو حركتها الضعيفة أو شكلها غير الطبيعي. ويمكن أن يرتبط السبب بالغدد التي تفرز الهرمونات.
يعتبر سنّ الزواج مهمّاً جدّاً وهو اليوم أحد المشاكل الأساسية إذ يؤدي التقدّم في السنّ إلى تأخّر الإنجاب لدى النساء، والمعروف أن العمر هو عامل أساسي لدى الإناث، وقد نصل إلى مرحلة يصبح فيها الإنجاب مستحيلاً. أحد الحلول المرتبطة بسنّ الزواج هو تجميد البويضات بعمر مبكر بطريقة تكون فيها البويضات بحالة جيدة، ويمكن استعمالها بأيّ عمر.
تابعي المزيد: رجيم فرنسي جديد يفقدك 10 كيلوغرامات خلال أسبوعين فقط
- ما هي الحلول العلاجية المتوفرة حالياً للحصول على حمل سريع وآمن؟
كل الحلول ممكنة، الأمر الأهمّ أن تتمّ معالجة السبب الذي يمنع الإنجاب. إذا كان السبب غير قابل للعلاج. مثلاً العمر المتقدم أو هناك مشكلة في الإباضة أو الأنبوب مقفل، ولا يمكن معالجة السبب الأساسي يمكننا الاستعانة بالطرق المتوفرة للإنجاب مثل التلقيح أو الزرع وهذه العلاجات موجودة جميعها في لبنان رغم كل شيء، والتقنيات المتوفرة تقنيات عالمية يمكن أن نقدم للنساء كل الذي يمكن إيجاده في بلدان العالم. جميع هذه الطرق آمنة تنجب أطفالاً سليمين لا يعانون من أية مشاكل كما في حالة الإنجاب الطبيعي.
- هل تنصحون بعدم تأجيل إجراء الزرع أو طفل الأنبوب في بعض الحالات؟ ولماذا؟
يرتبط إجراء الزرع بالسبب، إذا أشار السبب إلى ضرورة العلاج بطريقة الزرع فيجب عدم التأخير أبداً؛ لأنَّ العمر يلعب دوراً سلبياً من هذه الناحية. إذا تمّ التأكيد بأن السبب غير قابل للعلاج والطريقة الأسرع والوحيدة للإنجاب هي عبر التلقيح أو الزرع، فلا داعي للتأخير؛ لأنَّ ذلك سيقلّل من فرص الإنجاب.-
-في أي سن تصبح نسبة الزرع معدومة، وبالتالي يُصار إلى فقدان الأمل بالحمل؟
كلما تقدم الرجل أو المرأة بالسنّ زادت صعوبة الإنجاب بطريقة طبيعية وأيضاً من خلال الزرع. من المعروف أن الزرع فوق عمر 43 يصبح أصعب بكثير وفرص النجاح متدنية .
تابعي المزيد: ما يجب أن تعرفه المرأة السعودية عن صحتها بعد سن الـ40 لمناسبة اليوم الوطني السعودي