جائحة كورونا لم تمر مرور الكرام، ولا أحد يستطيع أن ينكر الأثر الذي ترسب بدواخلنا بسببها، حيث تضررت فئات كبيرة؛ لذا خصصت منظمة الصحة العالمية لليوم العالمي للصحة النفسية، والذي يوافق اليوم 10 أكتوبر من كل عام، شعار الرعاية الصحية النفسية للجميع. تهدف حملة منظمة الصحة العالمية بهذا اليوم، الارتقاء بخدمات الصحة النفسية على جميع الأصعدة، ولقد حان الوقت حسب رؤيتها لتوظيف الطاقة المتجددة بين القيادات الحكومية لتحويل الرعاية الصحية النفسية إلى واقع ملموس.
اعتني بنفسك وبالآخرين
اليوم العالمي للصحة النفسية ليس فقط للدعوة بل أيضاً لتحفيز الأشخاص على الإهتمام بصحتهم النفسية، وتبادل الدعم مع الآخرين. فلا تترددي في طلب المساعدة من أهل الإختصاص إن كنت أو أحد أفراد عائلتك بحاجة إليها.
وفي هذا الإطار إلتقى "سيدتي نت" الإختصاصي النفسي حازم بن عيدان ليخبرنا عن رواسب عام 2020 على الصحة النفسية يقدم نصائحه في هذا الإطار، فقال بداية:
"في عام 2020 حصلت صدمة على الجميع من الجانب النفسي، وأصبحوا في حالة من الهلع والذعر بعد ممارستهم سلوكيات واحترازات لم يظنوا يوماً انهم سيمارسونها كشراء المعقمات والكمامات. وبعد تفشي فيروس كورونا تفاقمت المشاكل وأصبح التزام الأشخاص بالاحترازات من إحترازات شخصية إلى اضطرابات شخصية؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الاصابات بـ الوسواس القهري واضطراب التوهم المرضي وفوبيا الأمراض وحتى اضطراب نوبات الهلع، وأيضاً واضطراب ثنائي القطب. ويعود سبب هذه الأمراض النفسية إلى تغير وتوتر الحياة بشكل كامل والنظرة الشخصية"، مضيفاً "في عام 2021 أصبح لدينا خبرة حول كيفية التعامل مع هذا الوباء من وعي والتزام، وهذا لا يعني أن الأشخاص تخطوا المرحلة بشكل كامل، فهناك شخصيات حتى وقتنا هذا تخضع لعلاج الصدمات التي تلقتها في 2020 من أوهام واضطرابات".
نصائح لصحة نفسية أفضل
وقدم الإختصاصي حازم بن عيدان مجموعة من النصائح تخلصك يتخلص من الوسوسة المبالغ بها، وهي كالآتي:
1- بداية يجب أن تعترفي وتدركي بأنك مصابة بالوسوسة، إذا كانت وسوستك فوق المستوى الطبيعي، فالاعتراف يساهم في العلاج بشكل كبير ويعد أهم خطوات التعافي. إذ طالما لم تعترفي بمرضك لن يتحقق الشفاء سواءً من الوسوسة أو من أمراض نفسية أخرى.
2- اليقين بأن الوسوسة غير واقعية ولا أساس لها، وأشبه بالأوهام.
3- تقبل المشكلة، وليس هنا تقبلها بمعنى التعايش معها، والاستسلام لها وخلق لنفسك أعذاراً أنك شخصية "موسوسة"، بل تقبلها لتبحثي عن علاجها. وبمجرد تقبلك لها، ستعين أن ما يراودك ما هي إلا أوهام لا أساس لها.
4- معرفتك لأبعاد المشكلة التي تعانين منها وحدودها. بناءً على ذلك ستجهدين من أجل التعامل معها. في البداية سيكون التخلص من الأوهام صعباً، ولكن بعد مرحلة من العلاج ستجدين نفسك قد تخلصت منها تدريجياً.
وختم الإختصاصي: "على الجميع أن يحافظ على صحته النفسية سواءً في خلال أزمة كورونا أو في مراحل حياته اللاحقة، وأن يكون متوازناً صحياً ونفسياً حتى يتخطى أي أزمة تواجهه. ويكون التوازن بالحفاظ على حياته الشخصية وحياته الأسرية وعلاقته بأصدقائه والمقربين منه، والتعامل معهم ومع هذا الوباء باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لاسيما وأنّ هذا الوباء لم ينته بعد، بل ما يزال موجوداً، ولكن قل تفشيه".
تابعي المزيد: تمارين القوة والتحمل للنساء