الشخصية الحساسة هي التي لديها حساسية متزايدة وعميقة للجهاز العصبي والاستجابة المفرطة للمنبهات الجسدية والعاطفية والاجتماعية، مؤخرا أظهرت إحصائية ان الانتشار العالمي للحساسية أصبح 30-40% من سكان العالم يعانون من أحد أنواع الحساسية، وفقًا لأحدث أرقام أعلنتها منصة المرضى العالمية للحساسية، إلا أن الطرف الآخر لا يمكنه تقبلها، وبالتالي تؤثر بالسلب على الصحة النفسية.
تقول الدكتورة اميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي الشخصية الحساسة، أو الشخص عالي الحساسية الذي يُطلق عليه "Highly Sensitive Person" أو HSP اختصارًا، هو مصطلح يُطلق على الأشخاص الذين يُعتقد أنّ جهازهم العصبي المركزي ذو حساسية أعلى وأعمق للمحفّزات الجسدية أو العاطفية. وفي الوقت الذي غالبًا ما يُوصف فيه هؤلاء الأشخاص في سياقات سلبية بأنهم يعانون من "الحساسية المفرطة"، غير أنّ امتلاك شخصية حساسة له محاسنه ونقاط قوّته وكذلك تحدّياته ومواطن ضعفه تمامًا كما هو الحال مع أيّ شخصيّة أخرى. فإن كنت تشعر بأنك حساس أو يقال لك إنك حساس جداً، فاعلم أن هذه الصفة ليست نادرة بل منتشرة وشائعة.
*صفات تتميز بها الشخصية الحساسة:
- ملاحظة التفاصيل الدقيقة التي لا يلاحظها الآخرون، حيث تتميز الشخصية الحساسة بملاحظة تعابير وجه الآخرين وكل ما يتغير على مظهرهم.
-سرعة البديهة في تكوين الرأي حول موضوعٍ ما فور الإنضمام للمجلس. القدرة على تحليل المواقف، وبالتالي تخمين ما يُفكر به الشخص المقابل، والقدرة على كشف الحقائق وخبايا الأمور.
-متانة أحاديثهم؛ وذلك بسبب مشاعرهم الجيّاشة التي تنعكس في طريقة سردهم للأحداث اليومية، أو القصص الخيالية المثيرة. أخلاقهم اللطيفة التي ينبثق عنها إبداء العرفان، وفنون الأدب بالتعامل مع الآخرين.
- حساسيتهم للأصوات المرتفعة وللروائح، حيث تفزعهم الأصوات العالية ونغمات الموسيقى المخيفة، وهم أكثر حساسية للروائح وملمس الأقمشة.
-التأثر السريع بمزاج الآخرين، فمن الطبيعي أن يتأثر الفرد بمزاج من حوله، سواء الإيجابي أو السلبي، لكن هذا الأثر يكون سريعاً وكبيراً لدى الحساسين، فيشعر الحساس أن الآخرين ومن حوله يتحكمون بمزاجه ومشاعره، لذا يفضّل الابتعاد عن السلبيين والحزينين.
- مفرط الحساسية يشعر بالاختناق والتوتر والتشويش (الغمر) وعدم القدرة على التحمل إن طلبت منه القيام بأشياء عدة دفعة واحدة، فهذه الشخصية لا تتأقلم مع المواقف الموترة والفوضوية.
- الحساسين يأخذون الانتقادات بشكل أكثر عمقاً وشخصانية ويتمسكون بها ويتذكرونها لمدة أطول مقارنة بغير الحساسين.
- صداقاتهم عاطفية، حيث يتمكن الحساسون من التواصل بشكل أكثر عاطفية مع الآخرين، لأنهم يشعرون بأحاسيسهم بشكل مبالغ به، ويصل الأمر إلى درجة قد تعتقد بأنهم يمرون بظروف ومشاعر أصدقائهم نفسها.
-ضميرهم حي ويحبون إسعاد الآخرين، حيث يراعون مشاعر وظروف الآخرين بشكل كبير. لذا، يتفادون بكل الطرق ظلم الآخرين وأذيتهم.
-تفادي مشاهدة مسلسلات وأفلام فيها عنف.
- يحس ويتعلق بالموسيقى والطبيعة، فهم يشعرون بأنغام اللحن في قلوبهم ويحبون الجمال في كل شيء، ويستمتعون بجمال الطبيعة وهدوئها.
- يصعب عليهم اتخاذ القرارات، وتترنح قراراتهم ما بين القلب والعقل، كما يولون اهتماماً وانتباهاً كبيراً للتفاصيل وتحليل الأمور، ما يصعّب عليهم اتخاذ القرار.
-الشعور بالألم النفسي بطريقةٍ أكثر من الآخرين. البكاء أحياناً دون معرفة الأسباب الواقعية ذلك، لا سيما عند ممارسة الأنشطة اليومية التي تتحرك بها المشاعر الجيّاشة المختلفة، كمشاهدة فيلم، أو قراءة كتاب، وغيرها.
كيفية التعامل مع هذه الشخصية.
-الفهم العميق لصفات شخصيته:
ذكر العلماء أنّ الحساسية قد تكون جينات متوارثة، وعلى الرغم من ذلك يُمكن تحسين بعض صفات مُكتسبيها من خلال فهم صفات أصحاب تلك الشخصية والتعامل معهم على هذا الأساس، فمن جهةٍ تُلازمهم مشاعر التوتر والقلق والتي يُحاولون جاهدين التخلص منها ومن الأعراض السلبية الأخرى التي تؤثّر فيهم حتى وإن كان الآخرون لا يشعرون بها، ومن جهةٍ أخرى هم يتصفون بصفاتٍ أخرى إيجابية كالقدرة على حلّ النزاعات، والتفكير المُبدع، والصدق، والعزيمة، والإرادة، وغيرها، فعلى من يتعامل معهم أن ينظر لهذه الصفات الإيجابية أكثر من تلك السلبية السابقة.
- التفاعل البنّاء والإيجابي معه:
يجبُ الحرص على دعم الشخص الحساس من خلال نُصحه بتقبل الذات وحب النفس كما هي، دون محاولة تغيير صفة الحساسية بل محاولة تفهمها وإدراكها، كما يُوصى بمناقشة الصفات السلبية التي قد يتصف بها من خلال الخوض معه بحوارٍ لطيف، وصوتٍ مُنخفض، وطريقة مُشجعة غير حادة أو عُدوانية حول مُسببات الشعور بالغضب على سبيل المثال، وطريقة الوصول إلى حلٍ مثالي من خلال تقديم يد العون والمساعدة والتشجيع الدائم له، مع الحرص على الاعتذار في حال صدور موقفٍ يحتاج إلى ذلك.
- القدرة على حل المشكلات والنزاعات:
قبل البدء بحل نزاعٍ ما مع الشخص الحساس، يُفضّل الجلوس معه في بيئةٍ هادئة خالية من الضوضاء، لحل المشكلة بطريقةٍ جيدة، مع الأخذ بعين الاعتبار التفهم الواقعي والجدّي للمشكلات وإن كان صغيرة، والابتعاد عن التجريح واستبداله باللطف والحسنى، والتحلّي بالصبر أثناء التعامل معه، بالإضافة إلى تهدئته وطمأنته عند الشعور بالقلق أو التوتر، كما ويُنصح بأن يقضي الشخص الحساس مدةً من الوقت في مكانٍ هادئٍ أو ممارسة التنفس العميق وذلك لإدارة المشكلة بشكلٍ جيد.[