دعا الإعلامي الاقتصادي ظافر الدوسري إلى تمكين المرأة السعودية للعمل في سوق الذهب والمجوهرات؛ تزامناً مع رؤية 2030، وإنشاء بورصة للذهب والمجوهرات، واستقطاب المستثمرين، منوهاً بأهمية الاستفادة من التطبيقات التقنية، ووسائل الإعلام المختلفة؛ لتوعية المستهلك في مجال الذهب والمجوهرات للتصدي لضبابية البيع والشراء وتلاعب محلات الذهب، وسط غياب الجهات المعنية.
وأكد الدوسري، في حديثه لـ"سيدتي نت "، أهمية توعية المستهلك في مجال الذهب والمجوهرات، في ظل النهضة الاقتصادية التي تعيشها المملكة تحت رؤية 2030، في موضوع المعادن الثمينة، التي توجهت لها حكومتنا الرشيدة مؤخراً، بالإضافة إلى الضبابية في عمليات البيع والشراء، لافتاً إلى ضحالة ثقافة المستهلك ووجود استغلال من بعض المحلات والباعة، وكذلك هناك حاجة لتوعية المجتمع بالعودة لتراث وثقافة التعامل مع الذهب كادخار واستثمار، والتي باتت بعيدة عن أذهان الكثيرين.
تابعي المزيد:أجمل قلادات مرصّعة بالأحجار الكريمة
وقال الاقتصادي ظافر الدوسري، في معرض حديثه لـ"سيدتي" إنه كلما زادت ثقافة المستهلك، زادت ثقته في التعامل مع محلات الذهب والباعة، وقلّ تأنيب الضمير لما بعد الصفقة وملامة بعض الجهات والتجار، مبيناً ضعف ثقافة المستهلك في عمليات البيع والشراء، وكذلك اندثار ثقافة الادخار والاستثمار في الذهب، بل إن هناك مصطلحات مالية وتجارية لا يزال المواطن العربي عامةً والخليجي تحديداً يجهلها، ويتصور أن الجهات والتجار هم الذين يفهمونها فقط، ويصعب على المستهلك الوصول لهذه المعلومات والأسرار في هذه التجارة.
خطة مستدامة
وذكر الإعلامي الاقتصادي ظافر الدوسري أن أنسب الطرق لتوعية المستهلك وضع خطة "إستراتيجية مستدامة" غير تقليدية وعصرية لتوعية المستهلك، في الذهب والمجوهرات، لتوجيه عدة وسائل توعوية لإيصال الرسائل، من توضيح الحقوق، ما له وما عليه، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، مضيفاً أن على عدة جهات حكومية وخاصة وغير ربحية ووسائل إعلامية (مرئية ومقروءة ومسموعة) المشاركة فيها؛ حتى يتحقق الهدف، كما يجب أن تستند الخطة التقنيات الحديثة والتطبيقات الإلكترونية التي توجه لها المجتمع في كثير من تعاملاتهم العملية والحياتية.
وطرحت "سيدتي" سؤالاً آخر حول أبرز الإنجازات التي حققها في مبادرته، لتوعية المستهلك في مجال الذهب والمجوهراتوأجاب عنها ظافر الدوسري بقوله: قدمت أعمالاً فردية، وبعضها بالتعاون مع بعض المخلصين في هذه التجارة، منها التحقيقات الصحفية الميدانية، ورسائل توعوية في حوالي 7 منصات بصفحات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تقديم محاضرات ثقافية للجمهور، وآخرها تأليف كتاب "اكتشف أسرار بيع الذهب والمجوهرات"، بالتعاون مع عدد من أعضاء اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجارالكريمة، وعلى رأسهم أ. كريم العنزي، وبعض الصاغة والمستشارين بهذه المهنة.
تابعي المزيد:قلادات ضخمة بأسلوب مميز من أحلام الشامسي
الدليل الأول للمجوهرات
وعن أهمية كتاب (اكتشف أسرار بيع الذهب والمجوهرات)أفاد الدوسري: هذا الكتاب يمثل الدليل الأول في الوطن العربي ويكشف مفاتيحه ومغالقه، حيث عانت المكتبات من شح الكتب التوضيحية لتجارة الذهب والمجوهرات، وركز الكتاب في سبعة محاور على مسارين؛ الأول الشرح والتطبيق لعمليات البيع والشراء، والعمليات الحسابية المعقدة بالنسبة للمستهلك، أما المسار الثاني فهو موضوع الادخار والاستثمار في الذهب، مشيراً إلى أن الكتاب يستهدف المرأة؛ كونها الركيزة الأساسية في المشغولات الذهبية، كما يستهدف المستهلك العادي؛ الذي يبحث عن الادخار والاستثمار الآمن.
وعن الدور المنوط لوسائل الإعلام في توعية المستهلك عامة وخصوصاً في الذهب والمجوهرات، قال الدوسري: التوعية هي أهم وظائف وسائل الإعلام، باعتبارها مسؤولية ورسالة، لممارسة الدور في التثقيف، وكشف الحقائق، وتقديم المعلومات بكل وضوح وشفافة، الأمر الذي يجعله نافذة لنقل هموم المستهلكين وآرائهم وترجمة احتياجاتهم وبيان حقوقهم المشروعة، أمام المسؤولين في أجهزة الدولة، والشركات المـنتجة، ومساعدتهم على حفظ حقوقهم، وكشف كل حالات الغش والخداع والتضليل التي من الممكن أن يتـعرض لها المستهلكون.
فسح مجال للمرأة
واقترح الإعلامي الاقتصادي ظافر الدوسري أنه لتطوير سوق الذهب والمجوهرات تزامناً مع رؤية 2030، إنشاء بورصة ذهب بالسعودية، خاصة أن المملكة تعد أكبر دولة في الشرق الأوسط كمستهلك للذهب، وتعكس قوة اقتصاد المملكة، فهناك دول أقل من المملكة اقتصادياً واستهلاكاً للذهب وأقل جودة ويوجد بها بورصة، بالإضافة لإقامة معارض دولية للذهب والمجوهرات، وكذلك أتمنى فسح المجال للمرأة السعودية للعمل في محلات الذهب من منطلق عشقها لهذا المعدن البراق، مع إعطائها الخصوصية؛ حتى تستطيع المرأة المستهلكة التعامل والتفاوض بأريحية أكثر من الرجل، وكما قيل "الذهب للمرأة.. والمرأة هي الذهب"، وكذلك تحقيق ارتفاع نسبة من الوعي للمستهلك مع انخفاض تذمره من تلاعب محلات الذهب وغياب الجهات المعنية.