تأثير إهمال الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة

الإهمال أو التجاهل يعد من أكبر نماذج سوء معاملة الأطفال، وغالبية من يمارسون هذا النوع من الإهمال والعنف - وفقاً لأرقام الدراسات ونتائج الأبحاث- يكون الوالدين ذاتهما..وبنسبة تعدت ال80%، ونتيجة لهذا الإهمال الذي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة تحدث تأثيرات ضارة على النمو الجسدي والعاطفي والإدراكي للطفل.. من الممكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ. عن هذه المحنة ، أو "صدمة الطفولة" كما يطلقون عليها.. تتحدث اختصاصية سلوكيات الطفل الدكتورة نعمة الله كمال بجامعة حلوان.

إهمال الطفل وتدهور صحته البدنية

• من الممكن أن تكون الصحة البدنية للرضع ضعيفة، إذا تعرضوا للإهمال حتى من قبل الولادة.
• الطفل المحروم من احتياجاته الأساسية يكون عرضة لخطر الولادة المبكرة أو لمضاعفات أثناء الولادة.
• وعندما يكبر الطفل لعمر-6 سنوات- مثلاً، تكون احتمالات تدهور صحته البدنية ككل بنسبة كبيرة أيضاً.
• من النتائج الشائعة للإهمال الطبي هي عدم القدرة على النمو لدى حديثي الولادة والأطفال، وتنشأ هذه المشكلة عند حرمان الطفل من التغذية المناسبة أيضاً.
• وكذلك الحرمان من العناية الطبية اللازمة للنمو البدني السليم والتطور، ونتيجة لذلك يكون المهمل عرضة لاحتمال إصابته بإعاقات بدنية دائمة.

تعرّفي إلى المزيد:أسباب قصر القامة عند الأطفال

اثر إهمال الطفل على تطوره الاجتماعي والعاطفي

1. يحتاج الطفل في مرحلة النمو إلى التغذية السليمة والحماية، حيث يعاني غالبية الأطفال المهملين من أعراض اضطراب التعلق.
2. كما أنهم يشعرون بعدم الأمان في تعلقهم بالمحيطين، نظراً لنقص الاستجابة العاطفية، ما يؤدي إلى تغير علاقات الأطفال المستقبلية مع أقرانهم.
3. والنتيجة أن هؤلاء الأطفال المهملين يصبحون منعزلين عاطفياً وجسدياً مع انخفاض احتمال تكوين روابط عاطفية مستقبلاً.
4. نتيجة لما تعرضوا له من سوء معاملة ،يشعر الأطفال المهملون أن تكوين علاقات حميمة مع الآخرين يفقدهم السيطرة على حياتهم، ويجعلهم أكثر عرضة للمخاطر.
5. يفتقر الأطفال الذين تعرضوا للإهمال إلى الحس العاطفي السليم، كما ينقصهم القدرة على فهم التعبيرات العاطفية للآخرين، ويجدون صعوبة في التمييز بين المشاعر.
6. وعند التعرض لمهام حل المشكلات، يتسم رد فعل الأطفال الذين تعرضوا للإهمال بالغضب والإحباط ويكونون أقل حماسًا لاستكمال المهام الجديدة.
7. كثيراً ما يعاني هؤلاء الأطفال المُهملون من ذكريات مؤلمة عن الماضي حيث كانوا يتحكمون في عواطفهم بكبتها والخوف من عرضها..لعدم وجود صدى يُسمع لهم..

اضطراب ما بعد الإهمال

• يمكن أن يؤدي سوء المعاملة والإهمال في الطفولة إلى إصابة الطفل بـاضطراب ما بعد الصدمة، وربما كان الاكتئاب الغير ظاهر سائداً لديهم، والكآبة واضطرابات القلق.
• كما أن تصوير الأعصاب باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي اثبت أن البناء العقلي للطفل المهمل يتغير بشكل كبير.
• الأطفال المهملين يعانون من ضعف في المهارات الاجتماعية، و قد يعانون من تراجع أدائهم الأكاديمي.
• حيث أن الأطفال الذين تعرضوا للإهمال يكونون أكثر عرضة للإصابة بتشتت الانتباه، وضعف التحصيل الأكاديمي.
• فضلاً عن ذلك، فإن الإهمال في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الإجهاد لدى الأطفال.
• والتي تؤدي إلى إفراز مستويات عالية من هرمون الكورتيزول، الذي يمكن أن يؤثر على تعلم الطفل وذاكرته.

بطء التطور الحركي واللغوي والمعرفي للطفل

• وخاصة لدى الأطفال الرضع المهملين؛ فقد كانت مهاراتهم الحركية واللغوية والمعرفية، أقل بشكل ملحوظ من الأطفال الذين لم يتعرضوا لسوء المعاملة.
• كما أظهر الأطفال الذين تعرضوا للإهمال ضعفاً في السيطرة الذاتية، والافتقار إلى الإبداع في حل المشكلات.
• وأداء الأطفال المهملين كذلك يكون أكثر ضعفاً في اختبارات الذكاء، مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لسوء المعاملة.

علاج الإهمال عند الطفل

• مهما كانت طبيعة الإساءة، يجب اتخاذ خطوات على الفور والحصول على المساعدة، والتأخير يقلل من فرص الطفل في الشفاء التام.
• إذا أسيئت معاملة أحد الأطفال، فقد يكون أحد الوالدين هو الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدته، وإنكار المشكلة لن يؤدي إلا لتفاقم الوضع.
• في أي حالة من حالات إساءة معاملة الأطفال، فإن سلامة الطفل الذي أسيئت معاملته، أن يكون في بيئة آمنة خالية من احتمالية استمرار إساءة هذه المعاملة.
• في معظم الحالات، يعاني الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء أو الإهمال من ضرر عاطفي أكبر من الأضرار الجسدية، مثل الاكتئاب أو إلى حدوث سلوك انتحاري أو الانطواء أو العنف.
• كلما كان عمر الطفل أصغر كان الضرر العاطفي أكثر خطورةً، والبالغون يعانون من صعوبات في الحياة الزوجية أو اكتئاب أو سلوك انتحاري، ومع التدخل المبكر والعلاج، يمكن تجنب هذه النتائج.

إرشادات للآباء للابتعاد عن إهمال الأطفال

• تخصيص الأم وقت كافي لرعاية الطفل ومنحه الرعاية بدنياً و نفسياً.
• الاستماع لشكوى الطفل و عدم الاستهانة بما يشعر به.
• أخذ الطفل إلى النوادي الاجتماعية و مساعدته على الاختلاط بالآخرين و تكوين الصداقات.

• متابعة الطفل للتحصيل الدراسي و مساعدته على اجتياز الاختبارات المدرسية.
• عمل الفحوص الدورية للطفل و عدم إهمال صحة الطفل.
• عرض الطفل على طبيب نفسي عند ظهور أعراض عنف أو عدوانية تجاه الآخرين.
• يحتاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جهد مضاعف للاعتناء بهم.
• و يجب عدم إخفاء ذلك عن الآخرين و إشراكهم في النشاط الاجتماعي.