تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل العمرية في حياة الفرد؛ نظراً لكونها المرحلة التي تساهم في تكوين شخصيته المستقبلية وتجعله قادراً على إثبات نفسه في ميادين الحياة في المستقبل، والتي من خلالها يشعر الفرد بالاستقلالية من خلال الاعتماد على نفسه في تأمين احتياجاته الأساسية كافة، وكذلك السعي للوصول إلى حياة أفضل، إلا أنّ هذه المرحلة العمرية قد تواجه العديد من المشاكل التي قد تؤثر في مستقبل الشباب وحياتهم على المدى البعيد.
تقول الدكتورة هبة علي الخبيرة النفسية لسيدتي: الشباب بصفة عامـة –والشـباب الجـامعي بصـفة خا صـة– يتعـرضون للعديـد مـن المخـاطر لعـل أهمهـا وأكثرهـا خطـورة علـى الإطـلاق هـو الانحـراف الفكـري، وتبنـي أفكـار العنــف والهــدم نظــراً لمــا تمــر بــه المجتمعــات مــن تحــولات وتغيــرات متلاحقــة علــى جميــع الأصــعدة السياسية والاقتصادية.
*المشكلات النفسية للشباب الجامعي...
إن أهــم المشــكلات التــي يعــاني منهــا الشــباب الجــامعي هــي المشكلات النفسية، وتتركز معظمها حول مشكلات النمو الانفعالي لمرحلة المراهقة والاستعداد للرشـد، وتحمـل المسـؤولية والاسـتقلال عـن الأسـرة، وعـادةً الشـباب فـي مرحلـة التعلـيم الجـامعي يعـــاني مـــن القلــق والتـــوتر، وتغلـــب الحالــة الانفعاليـــة والشــعور بـــالنقص والاغتــراب والخجــل والارتباك والخوف من المستقبل كما تكثـر لـدى الشـباب أحلام اليقظـة نظـراً لكثـرة تفكيـرهم فـي المستقبل والمسؤوليات التي تنتظرهم لتكوين حياة مستقبلية. ونظـراً لمــا تشــهده المجتمعــات الحديثــة مــن تغيــرات فــي ظــل تنــامي اســتخدام القنــوات واشتياق الشباب لمتابعة هذه القنوات نظراً للإبهار الذي تستخدمه، والذي يتماشى مع أحلام الشباب الذي يطمح في العيش في الحياة الافتراضية النموذجية.
*المشكلات التربوية والتعليمية
شباب الجامعات يواجه مشكلات متعددة نشأت عن اختلال علاقة مؤسسة التعليم (الجامعة)، والتي تمثل قيمة نظام التعليم من ناحية وبالمجتمع الذي توجد فيه من ناحية أخرى، جيل اليوم هو جيل العقول الإلكترونية والأقمار الصناعية ومحطات توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية وعناصر الانفجار المعرفي الكبير، والدولة التي تتطلع نحو الإنتاج والتقدم لن يتحقق لها ذلك إلا بالأمن من خلال جيل متكامل النمو والشخصية، قادر على التفكير السليم وراغب في النهوض بركب الحضارة.
ولقد اعتاد الأساتذة والقائمون على التربية في المرحلة الجامعية على الأساليب التقليدية، فالطالب ما هو إلا آلة استقبال سلبية، مع التأكد على أهمية الضبط والنظام، فيجد الطلاب أنفسهم في ذات الوقت مشدودين إلى اللوائح والقوانين ومدفوعين بثورة داخلية على بعض هذه الأساليب والنظم التي تعد من وجهة نظرهم بالية، فالتربويون بذلك يبذرون بذور القلق والتواتر والحقد في أعماق الطالب الجامعي دون إدراك ذلك، بالإضافة إلى:
-الانحلال الأخلاقي المنتشر في الوقت الحالي بسبب البرامج الهابطة والأفلام الإباحية، وكذلك وجود الإنترنت والمواقع الممنوعة.
-إحساس الشباب بعدم صلاحيتهم في المجتمع.
-التعرض للإهانة من قبل الوالدين أو الأهل أمام الآخرين.
-الابتعاد عن مجالس العلم والدين.
-التفكك الأسري.
-دخول الثقافات المختلفة والحضارة الغربية إلى ثقافاتنا، وبالتالي تأثر الشباب بهذه الثقافات وإحساسهم بالانتماء إليها.
-قلة التخطيط الجيد للحياة المستقبلية ومعرفة الشغف والهدف الذي يريده الشاب من هذه الحياة.