الشهر الثامن من الحمل واحد من الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ بحيث يبدأ من الأسبوع 32 وينتهي بنهاية الأسبوع 36، ولهذا تعد المُتابعة الطبيّة والزيارات المُتكرّرة إلى الطبيب أساسيّة لصحة الجنين والتأكّد من نموّه السليم، بالإضافة إلى الاطمئنان على صحّة المرأة الحامل، وإذا كانت المشاكل تظهر في المرحلة الأولى من الحمل، ثم تأتي المرحلة الثانية والتي يطلقون عليها: المرحلة الوردية؛ فان المرحلة الثالثة والتي تضم الشهر الثامن.. نجد الحامل تصاب بالكثير من المتاعب والأوجاع؛ نظراً لكبر حجم الرحم والبطن.. واستعداد الجنين للنزول إلى الحوض انتظاراً للولادة، ومتاعب أخرى كثيرة تحتاج لمسؤولية ورعاية ومراقبة.. اللقاء والدكتور إبراهيم عبدالعزيز، استشاري أمراض النساء والولادة لتوضيح حجم متاعب الحمل، وقدر المسؤولية في هذا الشهر.
أعراض الحمل خلال الشهر الثامن
- بانتهاء المرحلة الثانية من الحمل، التي عادة ما تُعدّ أكثر المراحل راحة للحامل، يأتي الشهر الثامن وسط المرحلة الثالثة من الحمل.. بشيء من الضيق والانزعاج المُصاحب لزيادة حجم الجنين خلال الشهر الثامن، وبالتالي البطن.
- وقد تبدأ العديد من الأعراض بالظهور: كحرقة المعدة وانتفاخ الساقين أو القدمين، وهناك التغيّرات المزاجيّة، بالإضافة للقلق الناتج عن التفكير بمرحلة الولادة والأمومة.
- ومن أهم التغيّرات الفسيولوجيّة التي قد تمر الحامل بها خلال الشهر الثامن من الحمل، صعوبة التنفس: قد تُلاحظه الحامل خلال هذا الشهر نتيجة زيادة الضغط على الرئتين، والذي عادة ما يكون سببه توسّع حجم الرحم المُرافق لزيادة حجم الجنين ونموّه.
- تسرّب الحليب: مع اقتراب موعد الولادة، يبدأ جسم الحامل بإنتاج الحليب تجهيزاً للرضاعة الطبيعيّة، وقد تلاحظ الحامل خلال الشهر الثامن من الحمل بدء تسريب حليب مائل إلى اللون الأصفر من الثديين؛ ويُدعى هذا الحليب باللبأ.
تقلصات وهمية وانقباضات
- مع ازدياد حجم الجنين داخل الرحم، يزداد وزن بطن الحامل؛ ممّا قد يزيد الضغط على الظهر ويؤدي إلى زيادة آلام الظهر، وهناك إمكانية التخفيف من هذا الألم من خلال ممارسة بعض تمارين تقوية عضلات الظهر، وتجنب الجلوس والوقوف في نفس الشكل لفترات طويلة.
- بينما يبدأ الرحم بالتحضير للولادة خلال المراحل الأخيرة من الحمل، نجد الحامل تشعر بتقلصات وهمية وانقباضات، وظهورهما لا يدعو إلى القلق، ولكن حالة استمرارهما لأكثر من يوم واحد، يستلزم التوجه للطبيب.
- وقد تعاني الحامل من زيادة التبول، نتيجة زيادة ضغط الرحم على المثانة، وكذلك تسرب بعض البول عند العطس أو الضحك؛ إضافة إلى ظهور دوالي الأوردة؛ فتصبح منتفخة ومائلة إلى اللون الأحمر، أو الأزرق على الساقين أو الشرج.. مما يسبب الألم أو الحكة أو النزيف.
- كما قد يصبح الشعر أكثر سُمكاً في بعض الأحيان، وذلك نتيجة التغيرات الهرمونية المصاحبة، ويحدث كل هذا بينما الجنين يتحرك؛ ليصل في نهاية الشهر إلى مرحلة الحوض استعداداً للنزول.
نصائح للحامل في الشهر الثامن
- مراجعة الطبيب بشكلٍ دوري مرةً كل أسبوعين، مراقبة وعدّ حركات الجنين، الانتباه لحركة الجنين ابتداءً من الشهر السادس من الحمل تقريباً، وذلك للتأكد من سلامته بشكلٍ عام.
- إذ من المفترض أن تشعر الحامل في الشهر الثامن من الحمل بما لا يقل عن 10 حركات في غضون ساعتين، سواء أكانت هذه الحركات تتمثل بالركل، أو الرفرفة، أو الدوران، أو غيرها.
- وهناك احتمالية شعور الحامل بالعديد من الحركات في فترة زمنية أقصر بكثير، ولتسهيل مراقبة حركة الجنين، يفضل تسجيل الوقت المُستغرق لأداء الجنين لعشر حركات، وذلك بشكلٍ يومي، مع شرب كمية كافية من الماء.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم، المحافظة على النشاط البدني.. بالمشي وممارسة التمارين الرياضية المناسبة والمفيدة لعضلات قاع الحوض، والسعي للتثقف حول الرضاعة الطبيعية، ونظافة الفم والأسنان حتى لا تحدث ولادة مبكرة من سوء صحة الفم والأسنان.
تعرّفي إلى المزيد: حقنة الرئة للحامل.. بين الفوائد والأضرار
نصائح للحامل في الشهر الثامن
- يمكن أن يؤثر النظام الغذائي الذي تتبعه الحامل على ضمان صحتها النفسية والجسدية، بالإضافة إلى تأثيره أيضاً على صحة الجنين ونموه كذلك؛ لذا تعد الرياضة من الأمور المفيدة في هذا الشهر، إلى جانب النظام الغذائي للحامل، الذي يمثل جانباً مهماً تجدر العناية والاهتمام به بدرجة كبيرة.
- تزداد حاجة الحامل للسعرات الحرارية بما يقارب 300 سعرة حرارية عن المعدل الطبيعي يومياً خلال الشهر الثامن من الحمل، ويتم الحصول على السعرات الحرارية اللازمة من خلال تناول كميات كافية ومناسبة من الأطعمة التي ينصح بتناولها خلال هذا الشهر.
- ومن خلال تناول الأطعمة الغنية بالحديد وفيتامين ب12، تحافظ الحامل على مستويات جيدة وصحية من هذه العناصر في الجسم، وتشمل الأطعمة الغنيّة بفيتامين ب12: الدجاج، والحليب البقري، ومنتجات الألبان، والبيض، والأسماك الزيتية، كالتونة والسردين.
- أمّا المصادر الغنية بالحديد؛ فتتمثل باللحوم الحمراء، والدجاج، والخضروات ذات الأوراق الخضراء، والعدس والبقوليات، وهناك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات الجيدة، والتي تشمل: البطاطا، والحبوب الكاملة، والذرة، والخبز البني، والأرز البني، والبقوليات، والبذور، والمكسرات، والشوفان.
تعرّفي إلى المزيد: مخاطر النوم على البطن للحامل
ضرورة المتابعة الطبية والالتزام بها
- مع ضرورة الحفاظ على مستويات منتظمة للسكر في الدم، وذلك عن طريق تناول وجبات متوازنة خلال اليوم، والاستعاضة عن الحبوب المكررة وسريعة الهضم بأطعمة تحتوي على كربوهيدرات أكثر تعقيداً، والتي تكون صحية أكثر؛ مما يساهم في حصول الحامل على قدر كافٍ من النشاط والطاقة على مدار اليوم.
- ولتحسين مزاج الحامل، ينبغي تناول: الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3، والتي لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه؛ لذا لا بدّ من الحصول عليها من مصادر خارجية، والتي تتمثل بالأسماك الزيتية، وبعض المصادر النباتية، كالجوز، وبذور الكتان، وفول الصويا، والخضروات الورقية.
- كما تساعد الأطعمة الغنية بالألياف والقابلة للذوبان.. كتلك الموجودة في الموز والخضروات الورقية، على تعزيز عملية الهضم، وتخفيف معاناة الحامل من الإمساك، كما أنّها من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والكالسيوم والحديد أيضاً.
- تعد منتجات الألبان بما في ذلك الحليب، من المصادر الغنية بالفيتامينات والمعادن، كالكالسيوم والبوتاسيوم، بالإضافة إلى البروتينات، كما يساعد فيتامين ج الموجود في العديد من الأطعمة، على امتصاص عنصر الحديد، الذي يساهم في تعزيز صحة الأسنان واللثة والعظام عند الجنين.كما أنّه يعزز ويدعم مناعة الحامل، ومن المصادر الغنية بفيتامين ج: الكيوي والفراولة والبندورة، بالإضافة إلى الفواكه الحمضية، كالبرتقال.
أطعمة يجب على الحامل تجنبها خلال الشهر الثامن من الحمل
- ومن أبرزها ما يأتي :
- الطعام النيئ أو غير المطبوخ، وذلك لإمكانية تسببه بداء الليستريّات..
- سمك الإسقمري، وسمك القرش، وسمك القرميد، وذلك لاحتواء هذه الأنواع على نسب عالية من عنصر الزئبق.
- منتجات الغلوتين، وذلك للحوامل اللواتي يعانين من الداء البطني أو ما يُعرف بحساسية القمح.
- منتجات الحليب والأجبان غير المبسترة.
- الأطعمة المقلية والحارة؛ إذ قد تتسبب بتفاقم حرقة المعدة عند الحامل.
- المشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من الكافيين؛ إذ يجب ألا تزيد كمية الكافيين التي تأخذها الحامل يومياً عن 200-300 ملليغرام في اليوم.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليك استشارة طبيب متخصص.