حطمت البلجيكية زارا رذرفورد رقمين قياسيين للطيران على انفراد حول العالم، بعد أن عادت إلى بلجيكا في أعقاب جولتها الطويلة،حيث سجلت المراهقة البلجيكية، رقماً قياسياً عالمياً بصفتها أصغر امرأة تطير بمفردها حول العالم، حيث لمست طائرتها الصغيرة غرب بلجيكا – بعد 155 يومًا من مغادرتها، واضعة بذلك نقطة أخيرة على رحلة طويلة تنقلت فيها بين 41 دولة، في خمس قارات، قطعت خلالها أكثر من 52 ألف كيلومتر، وشاهدت خلالها مناظر رائعة للمحيطات والأنهار الجليدية والغابات والبراكين، في مغامرة يتخللها الكثير من الإثارة والمخاوف.
ووفقاً لموقع ( AP ) حطمت زارا، عبر رحلة جوية خاضتها على متن طائرة خفيفة الوزن من طراز«شارك»، رقمين قياسيين في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية؛ لتصبح أصغر امرأة تطير منفردة لهذه المسافة حول العالم متخطية ما حققته الأمريكية، شايستا وايز، التي جابت العالم منفردة عام 2017، وعمرها 30 عامًا آنذاك.استطاعت روزرفورد أن تقود رحلة الطيران، بطائرتها «شارك» خفيفة الوزن، المصممة حسب الطلب، وهي أسرع طائرة خفيفة في العالم. وقالت بعد أن لاقت ترحيباً حاراً لدى وصولها: «لقد نجحت».
وبعد أن اكتملت رحلتها بنجاح، أصبحت روزرفورد، وهي ابنة الطيارين بياتريس دي شميت، وسام روثرفورد، أصغر شخص يطير حول العالم، بطائرة خفيفة. وأصغر امرأة، تطير وحدها حول العالم. والرقم القياسي المسجل حاليًا حول العالم هو باسم شايستا ويز، التي أكملت الرحلة وعمرها 30 عامًا.لقد جعلت روزرفورد هذا الحدث الفريد من نوعه، مهمًا لها ولأسرتها وخصصته لجميع الشابات اللائي يحاولن النجاح في القطاعات التي يهيمن عليها الذكور مثل الطيران والعلوم الدقيقة التي تقود هذه الصناعة.
*زارا بعد نجاح رحلتها المكوكية
كان من المفترض أن تستغرق رحلتها العالمية ثلاثة أشهر، لكن مشاكل الطقس السيئ والتأشيرات التي لا هوادة فيها أبقتها متوقفة أحيانًا لأسابيع متتالية، مما أدى إلى إطالة مغامرتها لنحو شهرين آخرين. في بعض الأحيان كانت تخشى على حياتها، وفي أوقات أخرى كانت تتوق ببساطة إلى وسائل الراحة المنزلية البسيطة. يجري الطيران في دمائها لأن والديها كانا طيارين وكانت تسافر في طائرات صغيرة منذ أن كانت في السادسة من عمرها.
وقالت روزرفورد خلال مؤتمر صحفي بعد نجاح رحلتها: «يمكنني القول إن أصعب جزء كان التحليق فوق سيبيريا، حيث كان الجو شديد البرودة. إذ بلغت الحرارة 35 درجة مئوية تحت الصفر على الأرض»، وأضافت: «لو توقف محرك الطائرة سأكون على مسافة ساعات من الإنقاذ، ولا أعرف كم من الوقت كان بإمكاني البقاء على قيد الحياة».كما أُجبرت روزرفورد على القيام بهبوط غير مُجدول في ريدينج بكاليفورنيا بسبب ضعف الرؤية نتيجة حرائق الغابات في منطقة سياتل، كما لم يسمح لها بالتحليق فوق الصين لاحقاً. وأثناء سفرها إلى عدد من الدول، مثل سنغافورة، ومصر، واليونان، إلى جانب روسيا، وكوريا الجنوبية، لم تتمكن روزرفورد من استكشاف أي منها على الأرض بسبب قيود فيروس كورونا المفروضة.
*زارا خلال معرض اكسبو
وكانت زارا قد شاركت معرض اكسبو الدولي 2020 وعقد علي هامشه المؤتمر الصحافي الذي عقده جناح المرأة بحضور عائشة الهاملي الإماراتية الرائدة في مجال الطيران خلال جولتها العالمية وأوضحت أنّ مشاركتها في إكسبو تعتبر فرصة عظيمة أولاً كونه حدثاً عالمياً مهماً للغاية، فهو معرض شامل متنوع يهم العالم كله المشاركة فيه، خاصة أنّ أي اختراعات أو ابتكارات جديدة تكون فرصة للعرض. وثانياً لأنه منصة للالتقاء مع الخبراء في كافة المجالات، لاسيما مجال الطيران، والاطلاع على كل ما هو جديد من ابتكارات في هذا المجال، لاسيما أنه لم يسبق لي مشاهدة إكسبو في نسخه السابقة، كما يمكنها من خلال استعراض تجربتها إلهام العديد من الفتيات حول العالم على التعلم والاجتهاد لتحقيق أهدافهن..زارا رذرفورد، أنهت دراستها الثانوية في يوليو الماضي، فيما شرعت في دراسة الهندسة بالجامعة بدءاً من سبتمبر الماضي، والذي كان حلماً بالنسبة لها أن تطير حول العالم، وها هي تحققه للتو، رغم تحذير البعض لها من خطورته، وأن دراسة هذا المجال مكلفة جداً، غير أنها مؤمنة بأن هذا أفضل وقت لتحقيق الأحلام. وأعربت عن سعادتها كون مهنة الطيران تسمح لها برؤية أماكن لم تكن تراها حول العالم مثل ألاسكا وأمريكا الجنوبية وغيرهما، موضحة أن تشجيعها للفتيات والطالبات على دراسة مجال الطيران يأتي انطلاقاً من إيمانها بضرورة تحقيق التوازن بين الجنسين في هذا المجال.
وأكدت زارا رذرفورد، أن والديها كان لهما الفضل في دعمها وتشجيعها نحو رحلتها ومثابرتها، مشيرة إلى أنها شهدت العديد من التحديات في هذا المجال، ولم يكن أمامها خيار سوى التعلم لتجاوز هذه التحديات عوضاً عن الاعتماد على الآخرين في التعامل مع أعطال محركات الطائرة وصعوبة الطقس، أو أخذ القرارات الصعبة والمصيرية خلال رحلة الطيران، والتي قد تمتد لـ 6 ساعات في بعض الأحيان.