ضمن فعاليات المهرجان السعودي للتصميم، الذي تنظمه هيئة فنون العمارة والتصميم، أقيم معرض أظلال الذي جمع العديد من الأشخاص البارزين في مجال التصميم، وشاركهم تجاربهم من خلال جلسات حوارية تسلط الضوء على إبداعاتهم، وكان من ضمنهم عمار علمدار والدكتورة خلود خطيب اللذان التقت بهما "سيدتي" للحديث عن تجربتهما.
بداية التقينا بالدكتورة خلود خطيب، أستاذ مساعد في كلية الهندسة بجامعة عفت، وسفيرة متطوعة للمرأة في علوم البيانات، وقالت: سعيدة جداً بوجودي اليوم في معرض (أظلال)؛ فهي تجربة ثرية جداً، وتعلمنا منها الكثير، وسمحت لي بمقابلة أُناس مهمين في مجال التصميم، ومثل هذه الاجتماعات والمادة العلمية التي عُرضت في أظلال مهمة في خلق العلاقات وتطوير ثقافة التصميم في السعودية، والبحث العلمي عنصر أساسي، لاستلهام أفكار المصممين، ويأخذ أفكاراً ومراحل مختلفة، والآن مع تعدُّد طرق معالجة البيانات أصبح لدينا إبداع أكثر في التصميم، ومن الضروري انتقاء مصادر المعلومات في البحث العلمي وجودتها، وجميل أن نركز على العناصر الفعالة في مجتمعنا، وكل الشكر لـ(أظلال) والمشاركين في الفعالية. وجدير بالذكر أن الدكتورة خلود خطيب عضو في المجلس الاستشاري في جامعة ستانفورد، وتم تعيينها أخصائية مشاركة لما بعد الدكتوراه في البحث والتطوير في معهد نستلة للعلوم الصحية في سويسرا، وخلال بحثها العلمي لدرجة الدكتوراه حصلت على الزمالة الطلابية لمركز بارتنرز هيلث كير الصحي المتصل (Center for Connected (Health، كما شغلت منصب مديرة مشروع في البنك الأهلي السعودي، وقبل ذلك كانت محاضرة في علوم الكمبيوتر في جامعة عفت ومدربة أكاديمية CISCO Systems الإقليمية.
أما المصمم والمقيم الفني عمار علمدار، فتحدث عن تجربة مشاركته في المهرجان، وأثنى على فعاليات المهرجان، وعرف بالمعرض وأهدافه قائلاً: "كنت من بين الفنانين الذين ألقوا محاضرات في معرض أظلال، وهي منصة أسستها الأميرة نورة الفيصل، وتتخصص في دعم المصممين، وفتح أفضل الفرص أمامهم، وتسعى إلى تعزيز تعاونهم مع بعضهم بعضاً لتكوين مجتمعٍ واحد، وربطه بالجامعات، وصناع القرار، والجهات الحكومية والمصانع، وهذا هو المحور الأساس في أظلال" وعدَّ علمدار نفسه أحد الأعضاء الفاعلين في "أظلال"؛ إذ يعمل دائماً على جذب المتخصصين إلى المنصة، وزيادة الترابط بينهم؛ كونه أساس النجاح. وحول برامجهم في "أظلال" قال: "تتطابق أفكاري مع أفكار كل المشاركين في المنصة، والحمد لله أصبح هناك انسجام بيننا، وندخل في حوارات ثرية، خاصة أثناء الجلسات الحوارية، ويبرز من برامجنا نقطة العبور، وهو برنامج تعليمي سيمتد عاماً بعد انتهاء المعرض، وسيعمل على تحفيز وتشجيع المصممين على أن يكونوا في تواصل دائم، مع ربطهم بالجهات الأربعة التي ذكرتها سابقاً"، وتحدث علمدار عن أهم النقاط التي يركز عليها خلال مشاركته، مبيناً أنه يقدم أدواراً تتماشى مع أهداف "أظلال"، في مقدمتها جعل المصمم السعودي قادراً على إنتاج أعماله في وطنه، والابتعاد عن التصنيع الخارجي، ووضع مرجعية ثابتة لذلك، تقوم على أن يكون المنتج سعودياً 100%، وكشف أنه يصعب حالياً على كل القطاعات المتخصصة تنفيذ هذا الهدف في كل المنتجات، "لذا نطمح إلى فعل ذلك في المستقبل القريب، خلال خمس سنوات تقريباً، مع العلم أن هناك نقاطاً من استراتيجية أظلال متاحة حالياً، ويمكن تنفيذها فوراً".وتطرق علمدار إلى أعماله، موضحاً أنه نفذ أغلبها في السعودية، وحرص كثيراً على أن تكون أعمالاً ناجحة حتى يصبح مثالاً يُحتذى لكل المصممين. وعمَّا يميز تصاميمه، قال: "مشواري الفني بدأ قبل 30 عاماً، ويشهد كل من تعامل معي خلال تلك الأعوام أنني كنت أحرص دائماً في عملي على الإبهار، وإعطاء قيمة كبيرة للعمل، وأن تلبي تصاميمي أذواق الجميع، وأن تحمل في الوقت نفسه بصمة خاصة بي"، مضيفاً: "لأنني أحب الطبيعة كثيراً، لذا ستجدون أن جزءاً جيداً من تصاميمي يعتمد على الطبيعة والفلسفة الإنسانية"، وكشف علمدار عن سر لا يعلمه إلا المقربون منه، وهو أنه يدمج بين الموسيقى وتصاميمه، مما يعطي شكلاً وفكراً وطابعاً مميزاً للمكان الذي يصمِّم له.