تسعى كلّ شركة من الشركات، جاهدةً، للحصول على ميزة تمكّنها من المنافسة، و"الصمود" في السوق، بخاصّة أن المستهلك أصبح أكثر ذكاءً؛ فما الذي يمكن أن تفعله الشركات لكسب هذه الميزة التنافسيّة، كما الاحتفاظ بها؟ في الإجابة عن السؤال، يعدّد "سيدتي. نت" بعض الاستراتيجيّات التي من شأنها أن تميّز العمل (أو المنتج أو الخدمة)، وتحافظ على العملاء.
ما هي الميزة التنافسيّة؟
"إذا قام أحد بابتكار عقارب ساعة تدور عكس الاتجاه المعهود، لكن لم يتطرّق إلى ميزة هذا الأمر في العرض الاستثماري؛ ما هي الفائدة التي سيجنيها العميل جرّاء ذلك؟"؛ يستشهد المستشار الإداري المعتمد محمد بن صالح بالمثال المذكور في معرض التمييز بين الميزة التنافسية المختلفة التي تجعل المنتج (أو الخدمة) فريدًا من دون إضافة أي قيمة للعميل، والميزة التنافسية التي تقدّم القيمة إليه، فهذه الميزة الأخيرة عبارة عن خصائص يتمتع بها منتج (أو خدمة)، ما يجعل العميل يختار هذا المنتج بعينه.
عن الخطوات الكفيلة بصناعة الميزة التنافسية، يتحدّث المستشار بن صالح ، في الآتي:
1. التفكير بالعميل أولًا: يجب على صاحب المشروع معرفة من هم العملاء؟ وما هي متطلباتهم واحتياجاتهم؟ حتى يتمكّن من خلق قيمة وميزة تنافسية، مقارنة مع السوق، ويقدر على جذب الشريحة المستهدفة من العملاء، مع الاحتفاظ بهم لفترة أطول.
2. تقديم القيمة وليس السعر: فيما تفكّر غالبيّة الشركات في خفض أسعارها لغرض البروز، هناك قيمة في السير في الاتجاه المعاكس أي الأخذ بالقول الآتي: "أنت لا تشتري ساعة "رولكس" لتخبرنا عن الوقت"؛ بالتالي إن فرض السعر المرتفع هو ما يشار إليه باسم "التسعير المتميز" أي إعلاء صورة العلامة التجارية من خلال جذب المشترين الذين لا يأخذون المنتجات منفخصة السعر على محمل الجدّ.
3. التطوير المستمرّ: تتعزّز عملية نموّ الشركة الناشئة من خلال مراقبة المستجدّات في العالم المهني، والإفادة من العناصر التي تساهم في تطوير الميزة التنافسية، كما الوضع في الاعتبار بعض العوامل التكنولوجية التي قد يساهم إدخالها في الصناعة في التقدّم.
4. التسويق والابتكار: تقوم آليات وجهود التسويق في إبراز مميّزات المنتجات أو الخدمات من الجوانب الفنّية، كما في إظهار الجانب الوظيفي المتعلق بالعاملين في الشركة (أو المؤسسة). يحتاج التسويق إلى المزيد من التطوير الذي يكون دافعًا للابتكار، مع أهمّية الإشارة إلى أن التطوير والابتكار يهدفان إلى الاستمرار في تقديم قيمة للعميل عند تطور وتغير احتياجاته عبر المراحل الزمنية.
طرق كفيلة بصناعة الميزة التنافسية
تضيف شركة Gavel International الأميركيّة بعض الطرق الأخرى، في هذا السياق، منها:
-
إنشاء ثقافة مؤسّسية تجذب المواهب: العثور على الموظّفين المميّزين هامّ للإنتاجيّة وخفض التكاليف؛ اضف إلى ذلك، على صاحب المشروع أن يعلم أن وجود الموظفين السعداء في شركته يعني أن العملاء سيتمتعون بتجارب أفضل، إذ يعرف العملاء الفرق بين الشراء من شركة يتمتع الموظفون فيها بالرضا والسعادة وشركة أخرى لا ينعم موظفّوها بذلك، فعندما يدعم صاحب المشروع العمّال والموظفين، تقلّ المشكلات المتعلّقة بالمنتجات أو الخدمات، ما يوفر ميزة تنافسية.
- توضيح نقاط القوّة: لكلّ مشروع تجاري نقاط قوة تتعلّق بالعمليّات أو التقنية المستخدمة أو المعرفة والخبرة، الأمر الذي يجذب العملاء... لذا، يفيد استخدام نقاط القوة، بطرق مبتكرة، لدخول أسواق جديدة، وخلق الميزة التنافسية.
- تحديد المواضع حيث لا خدمات كافية: من المعلوم أن الأسماك التي تعيش في المحيطات هي أكبر حجمًا، لكنّها تتطلب بذل جهد إضافي في الصيد، والتمكّن من بعض الخبرات.. ينطبق الأمر عينه على العملاء، فعندما يتطلّع صاحب المشروع إلى المجالات التي لا يحصل فيها العملاء على خدمات كافية، يُناسب تأسيس علامة تجاريّة أقوى ويوفّر ميزة تنافسيّة فريدة.