يقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأعراق. وكما يعلم الجميع للأم دورٌ كبيرٌ في حياة أبنائها وعائلتها، فهي التي تربي، وتهتم بشؤونهم، وتقوم على كل احتياجاتهم.
ولعل الدور الأبرز للأم بشكل عام والمرأة السعودية بشكل أخصّ يتمثّل في تعليمُ أبنائها في المرحلة التأسيسية حتى يتفوقوا وينجحوا في تعليمهم، ويسهموا في بناء وطنهم.
وبمناسبة "يوم الأم"، التقينا في "سيدتي" طلبة متفوقين في "موهبة" وسألناهم عن دور أمهاتهم في نجاحهم، تعليمياً وحياتياً.
والدتي سر إنجازاتي
بدايةً أوضح منصور ماجد المرزوقي، من إدارة تعليم الرياض، دور والدته في نجاحه، وهو الحاصل على المركز الأول في جوائز موهبة الكبرى "إبداع 2021" عن مشروع في مجال الطاقة الكيميائية، والمركز الثاني في معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة ٢٠٢١م في مجال الطاقة "المواد والتصميم المستدام"، إضافة إلى جائزة خاصة مقدمة من موهبة، والمركز السادس في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2022 عن مشروعه في مجال علم المواد.
يقول المرزوقي: "بدأت مسيرتي في الصف الأولى الثانوي حينما قدمت لي موهبة فرصة لتحقيق طموحاتي، وفتحت لي عديداً من الأبواب للمشاركة في البرامج المحلية والدولية والبحثية".
وأضاف "في عام ٢٠٢١ حصلت على المركز الأول على مستوى السعودية بالأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، والمركز الثاني على مستوى العالم في المعرض الدولي للعلوم والهندسة".
وفي إشارة لدور الوالدة في تفوقه، أوضح "طبعاً بلا شك، والدتي كانت أكبر داعم لي، ولولا الله ثم والدتي لم أكن لأتمكن من تحقيق هذه الإنجازات، فقد كانت إلى جانبي طوال فترات حياتي بمختلف المجالات، وساندتني في مشاريعي، وطوَّرت من مهارات الإلقاء لدي، وحفزتني على المشاركة في مسابقات ومعارض علمية محلية وعالمية".
طوَّرت مواهبي
وعن لذة النجاح والتفوق بمساندتها، استدرك قائلاً: "إنجازاتي لن تصبح بتلك اللذة لولا وجود والدتي. وقوفها إلى جانبي، جعلني أرى نفسي متمكناً من الاستمرار والسعي".
كما تحدث عن هواياته التي نمَّتها والدته لديه بالقول: "لدي هوايات في الإلقاء والرسم، وتشجعني والدتي دائماً على ممارستها، حيث أرى فيها المتعة والمتنفس من الدراسة والأشغال. الهوايات البسيطة تساعدني على أن أوازن بين حياتي الأكاديمية وحياتي الشخصية، ليكون عندي مقتطف من كل جهة".
تجاوز الصعوبات
كذلك أوضح أنه تجاوز بمساندتها كل الصعوبات التي واجهته في مسيرته نحو تحقيق هذه الإنجازات "كانت والدتي دائماً متوفرة ومساندة لي ولإخوتي على الرغم من الصعوبات التي واجهتها مثل مرض السكري وبعض التحديات المادية".
وقدَّم رسالة لكافة المبدعين قائلاً: "أود أن أوجه هذه الرسالة البسيطة إلى زملائي بأن يستغلوا جميع الفرص في محاولة التطور، مهما كانت بسيطة، ككلمة بسيطة أو معقدة كمشروع علمي، فكل ما علينا فعله هو السعي والإصرار". مضيفاً "علينا أن نقتطع وقتاً لأنفسنا ولأحبابنا وأن نوازن بين الحياة المهنية أو الأكاديمية، والحياة الشخصية لنذوق لذة اللحظات الصغيرة".
خير داعم
كذلك اعتز الطالب حسام محمد جمال عاشور، الحاصل على المركز الخامس ضمن جوائز موهبة الكبرى ٢٠٢١، بدور والدته، مبيناً أن شغفه وحبه للمعرفة جعله يفضِّل المشاركة بمستوى الفيزياء الثالث في ملتقى النخبة، استعداداً لـ "الأولمبياد الدولي للفيزياء IPhO 2020" بدلاً من المشاركة ببطولة العالم في فنون القتال المتنوع، مبرراً ذلك بالقول: "لا يوجد أثمن من الوجود في ملتقى العلم والمعرفة".
أيضاً شارك في الأولمبياد الآسيوي والأوروبي، وأولمبياد شمال البلطيق، إضافة إلى معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة.
وأشار عاشور إلى أنه والدته هي خير داعم وسند وعون له في كافة مجالات حياته العلمية والعملية وحتى الرياضية "فدعم أمي ومتابعتها لي أسهما في محافظتي على صحتي البدنية ونشاطي الذهني واستقراري النفسي"، لافتاً إلى أنه يستطيع بمساعدتها تنظيم وقته بحسب الفترة ونوعية العمل الذي يقوم به".
وأضاف "والدتي هي التي سجلتني في موهبة منذ أوائل المرحلة الابتدائية، والحمد لله شاركت في مسابقات دولية كثيرة، وحققت إنجازات عالمية، وكان لها الدور الأهم في ذلك".
الإنجاز الأكبر
وتحدث عاشور عن سهر والدته على راحته ومداواة جروحه قائلاً: "والدتي الداعم الرئيس لي. كانت تداوي جراحي عندما أعود مصاباً من إحدى البطولات، وتسهر على صحتي وتغيّر لي ضمادات الجروح".
وأضاف "كانت تنتظرني عندما أعود إلى المنزل ومعي شهادة ما، وتأخذها مني بلهفة، وتضعها في خزانة خاصة تجمع فيها شهاداتي وكؤوسي ودروعي وغير ذلك من الجوائز".
تابعي المزيد: "سيدتي" تهنئ الأمهات بيومهن بمختارات من القصائد
وأوضح عاشور أن أجمل شيء يمر عليه إخبارُ والدته له دائماً بأنه "الإنجاز الأكبر لها في هذه الحياة"، وهو ما يدفعه إلى بذل كل ما لديه لجعلها فخورة به على الدوام.
وذكر أن والداته حملته وأنجبته وهي لا تزال طالبة في المرحلة الجامعية، وأنها كانت تأخذه معها أحياناً إلى الدوام، وهو لا يزال رضيعاً، وتابعته أثناء جميع مراحل دراسته، كما كانت تقوم بتنمية مهاراته من خلال تسجيله بأنشطة لا صفية سواء في "موهبة" أو المدرسة، ويعود ذلك إلى رغبتها في رؤية "إنجازها الذي يكبر أمامها يوماً بعد يوم".
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر تويتر "سيدتي".