يبحث كلّ متخرّج(ة) من الجامعة عن فرص عمل جيّدة، حتّى لو كانت الأخيرة لا تتفق مع طموحه، طمعًا في الاستقرار المالي وحصد المزيد من الخبرات وتوسيع شبكة العلاقات. لكن، بعد مضي الأعوام، هو يواصل البحث عن "الوظيفة المثاليّة" التي تعكس اهتماماته وتُلبّي أحلامه ورغباته، فكيف يشغل المرء "الوظيفة المثالية" أو "وظيفة الأحلام"؟
3 عناصر في "وظيفة الأحلام"
يتحدّث المدير المالي والمصرفي نضال نوح لـ"سيدتي. نت"، فيقول إن "معُدّل الساعات التي يقضيها الفرد في العمل تعادل 90 ألف ساعة من عمره، لذا يجب ان يحرص على قضاء تلك الأوقات في وظيفة الأحلام أو الوظيفة المثالية". ويعدّد ثلاثة عناصر متوافرة في "وظيفة الأحلام"، هي:
1. أشياء يحبّ أن يقوم الفرد بها.
2. أشياء يجيد عملها ويتقنها.
3. أشياء تلاقي من يرغب بالدفع في مقابل الحصول عليها.
الوظيفة المثالية = مضاعفة السعادة
يقول المتخصّص في التطوير المهني خالد جوهرجي، بدوره، لـ"سيدتي. نت" إن "عمل المرء في وظيفة لا تجلب السعادة له، يخسره ربع حياته، إذ هو يقضي ساعات العمل التي تشغل جلّ يوميّات الفرد في أداء أمور لاتُسعده أو حتّى تتسبّب بالنكد إليه!".
ويضيف أن "الوظيفة المثاليّة تمثّل هدفًا رئيسًا يسعى إليه أي شخص"، لافتًا إلى أن "السعادة في العمل ومضاعفة نسبة السعادة في الحياة تتحقّقان من خلال الوظيفة المثالية المؤلّفة من الأعمدة الرئيسة الثلاثة الآتية:
- التخصّص العلمي: من الأفضل أن يختار المرء تخصّصًا يُحبّه ليبدع فيه، فالوظيفة المثاليّة ينبغي أن تتعلّق بتخصصك بشكل مباشر أو غير مباشر لزيادة المكتسبات وتقليل المخاطر. بالمقابل، تعدّ الوظيفة التي لا تتعلّق بتخصّص المرء نقطة ضعف وخسارة للوقت والجهد.
- الهواية: تُعبّر الهواية عن الشغف، وهذا الأخير عبارة عن طاقة متجدّدة تخلق منك شخصًا خارقًا ومبدعًا، فالهواية قد تُحدّد الصناعة أو القطاع الذي من المفترض أن يعمل المرء فيه.
- احتياج السوق: لا بدّ أن يرتبط الحلم بالواقع، من خلال التعرّف إلى احتياجات السوق، فكلّما زادت الحاجة في السوق لوظيفتك المثاليّة، زادت الفرصة لتحقيق حلمك.
3 أمثلة عن "الوظيفة المثاليّة"
ويسوق جوهرجي بعض الأمثلة على "الوظيفة المثاليّة"، فيقول إنّه "في حالة الشخص الذي يهوى العناية بالحيوانات الأليفة، والمتخصّص في الأدب والنحو في الناحية الأكاديميّة، هو يستطيع أن يلبّي احتياج السوق إلى المنظمات الخيرية للعناية بالحيوانات الأليفة، من خلال تولّي وظيفة متمثّلة في إدارة تحرير إحدى المجلّات في منظّمة خيريّة متخصّصة في العناية بالحيوانات الأليفة".
في مثال ثان يرجع إلى شخص متخصّص في الهندسة الكهربائيّة، هوايته البرمجه، فإنّه يستطيع تلبية احتياج السوق إلى برامج تعليم "الروبوتكس" في المدارس، عن طريق شغل وظيفة متمثّلة في إدارة الموهوبين في منظّمة لبرمجة "الروبوتكس". أمّا في حالة هاوي السفر الذي درس الحاسب الآلي، فإن احتياج السوق إلى الشركات التقنية في مجال السياحة والسفر، يجعل من الشخص المذكور يشغل وظيفة مثالية متمثّلة في إدارة قسم تقنية المعلومات في شركة للسفر والسياحة.
ويلفت الجوهرجي إلى أن "الوصول في السلّم الوظيفي إلى المنصب المرغوب، يستدعي التعرّف إلى المهارات والقدرات والإمكانات المطلوبة في الأخير، مع الالتقاء بأشخاص يشغلون هذه الوظائف، وتلقّي النصح منهم، ولو أنّه لكلّ فرد شخصيّة مستقلّة، لذا يتطلّب الأمر التعرّف إلى المسمى الوظيفي الذي يطمح المرء اليه ويشعر بالرضا أثناء تنفيذ مهامه".