الطفل في أعوامه الأولى يكون شديد التأثر بالعوامل المحيطة به، والتي تترك طابعها فيه طيلة حياته، لهذا كانت تربيته في هذه المرحلة أمراً يستحق العناية البالغة، ومع نزول المرأة للعمل، أو حالة انشغالها بالبيت ووجود أكثر من ابن وابنة لديها كانت الحاجة إلى مربية تشارك الأم بعض المهام في التربية.
عن أسس اختيار هذه المربية، وأسلوب معاملتها تحدثنا «هالة الشاروني» كاتبة الأطفال والمحاضرة الجامعية.
الطفل يحتاج للأمن والطمأنينة، والإحساس بالعطف والتفاهم المتبادل، والوالدان يتعاونان على تهيئة هذا الجو لطفلهما، ومن هنا كان الحرص على توافر مواصفات خاصة للمربية التي تشاركهما أسلوبهما:
* أن تتمتع بصفات ذاتية ولياقة بدنية وقدرات عقلية ونفسية تجعلها قادرة على تحمل المسؤولية.
* سليمة النطق والحواس، خالية من العاهات والعيوب، تتمتع بالحيوية والنشاط، نظيفة ولائقة المظهر.
* أن تكون سريعة البديهة، عالمة بأصول تربية الطفل، لديها بعض المفاهيم الأساسية في العلوم والرياضة واللغة والفنون.
* أن تتمتع بصفات المرونة والمرح، محبة لعملها، تعرف كيف تبث الأمان والطمأنينة بقلب الطفل، وتترك له الفرصة دوماً؛ للتعبير عن نفسه بحرية.
* تسأل وتستفسر من الأهل عن طبيعة الطفل؛ ماذا يحب؟ ماذا يكره؟ مهاراته وهواياته، مواطن قوته ونقاط ضعفه.
10 طرق للتعامل معها:
1- لابد من بناء قنوات اتصال وتعارف بينك وبين المربية منذ البداية؛ لخلق بيئة ناجحة للطرفين، تحقق الأهداف المرجوة لصالح الطفل.
2- عليك تناسي شعورك بالذنب أو التقصير؛ كونك استعنت بمربية لمساعدتك، ولا تعامليها على أنها فرد من العائلة؛ فهي موظفة وتتعاطى أجراً مقابل عملها.
3- لا تطلبي منها أكثر مما ينبغي، ويكفى أنها مستعدة لبذل مجهود إضافي؛ من أجل الطفل.
4- تعاملي مع المربية بحب واحترام أمام الطفل تحديداً، وبالطريقة التي تحبين أن تعامل بها طفلك.
5- ارجعي من عملك يوماً من دون موعد، وبشكل مفاجئ، وشاهدي ما يحدث من دون سؤال؛ وإن وجدت طفلك سعيداً منتشياً فهذا جواب واضح على حسن أسلوب المربية.
6- الغياب الروحي والفكري للأم -وليس الجسدي- هو الأصعب؛ فاحرصي على التواجد مع طفلك أكبر قدر ممكن من الوقت المتاح، وضعي إطاراً خاصاً لمهامك إزاء طفلك مثل: الحمام، وقت النوم، قراءة القصص، ولا تتنازلي عنها للمربية.
7- لا تكثري من إلقاء الأوامر والتوجيهات للمربية، قبل خروجك من البيت أو وقت نزولك للعمل، ويكفي إلقاء التحية على ولدك ومربيته، وتمني قضاء وقت آمن سالم.
8- أخبريها بأن عليها أن تحفظ مكانتك وقواعد المسموح والممنوع في أسلوب تربيتك، وأن تكررها على الطفل حالة طلبه شيئاً يخالف.
9- اتركي للمربية إجازة أسبوعية أو شهرية؛ بشرط تواجدك بالبيت والقيام بكل ما كانت تقوم به المربية.
10- احرصي على إظهار راحتك وامتنانك للمربية إن لاحظت تطوراً ملحوظاً في أداء طفلك وسلوكياته بعامة، أو شاهدت تطوراً في استخدامه لمهاراته النفسية والجسدية أو الاجتماعية.