تشغل إيزابيل ماي Isabel May منصب مديرة قسم تجربة العملاء، وعضوة مجلس إدارة لموقع mytheresa، المتجر الإلكتروني للأزياء الفاخرة، وتعدّ واحدة من أنجح السيدات في العالم في مجال الإدارة والتسويق للمنتجات الفاخرة والعلامات التجارية العالمية، وتمتلك سيرة مهنية حافلة بالنجاحات والإنجازات. وخلال تمثيلها للشركة، في حدثها الأول في الرياض، حاورتها «سيدتي» لتطلع منها على قواعد النجاح في هذا المجال، وكيف عملت مع شركتها على دعم وتمكين النساء، كما حدثتنا عن أهمية توغّل الشركة في السوق السعودية، وكيفية استقطاب العملاء السعوديين والسعوديات.
كيف يمكنك تلخيص مسيرتك المهنية، وأهم المراحل فيها؟
بدأت مسيرتي المهنية منذ وقت طويل، أكثر من 20 عاماً، كنت أرغب دائماً في أن أكون في مجال صناعة الأزياء، وكنت دائماً منجذبة إلى الأزياء الفاخرة، منذ أن كان عمري 15 عاماً. درست إدارة الأعمال للحصول على خلفية تجارية، وأردت دائماً أن أكون في مجال التسويق. في ذلك الوقت، بدأت بالعمل مع شركة Escada، وهي تعتبر واحدة من أفخر بيوت الأزياء الرائدة في العالم، وبعدها انتقلت إلى شركات أخرى، منها Swarovski، وكنت محظوظة دوماً لوجود أشخاص يرشدونني ويوجّهونني.
ما هي مهامك بالتحديد في mytheresa؟
يمكن القول إنني اليوم مسؤولة عن كل ما يختص بالعميل وجوانب التسويق، ومواكبة كل الأقسام، بدءاً من الفريق الإبداعي، مروراً بفريق تسويق العلامة التجارية، إلى فريق الاتصالات، إلى فريق تجربة العملاء، وصولاً إلى فريق التسوّق الخاص المسؤول عن عملائنا المميزين حول العالم ومنحهم أفضل خدمة.
تقولين: إن قرار العمل في mytheresa هو بالتأكيد أحد أهم القرارات في مسيرتك المهنية. ما الذي يميز هذه التجربة عن التجارب السابقة في حياتك المهنية؟
انتقلت ضمن صناعة السلع الفاخرة، من تسويق علامة تجارية ما، إلى البيع بالتجزئة، ومن التجربة الواقعية إلى التجربة الرقمية، وفي عملي مع mytheresa، كنت أؤمن بشدة أن هناك عميلاً يريد الحصول على تجربة فاخرة في العالم الرقمي، وأردت أن أتعلم عنها، وهذا من أهم ما تعلمته خلال السنوات الست أو السبع في هذا المؤسسة. الفرق هو أنها شركة عالمية، وهي رقمية للغاية، وزاخرة بالطاقات والمواهب الشابة، والتي تقود التغيير فيها، وهذا ما يجعل منصبي الآن مختلفاً حقاً عن المناصب التي شغلتها من قبل.
كيف تشجّعين النساء الأخريات لتخطي العوائق، واقتحام صفوف القيادة في المؤسسات وفي المجتمع؟
حوالي 60% من الموظفين في الشركة هم من النساء، ويشغلن مناصب مختلفة. فنحن نسعى إلى تمكين المرأة وتقدير عملها، وهذه مهمتنا اليومية بشكل أساسي، لذلك عندما ألقي نظرة على فريقي القيادي، أرى العديد من النساء ورجلاً واحداً فقط، لذلك أؤكد أنه يمكن للمرأة أن تحقّق مساراً وظيفياً جيداً في mytheresa دون تردّد.
هل تعلمون ما أراه في الشابات الموهوبات في فريقي؟ لديهنّ كل شيء لإنشاء مستقبل مهني إذا أردن ذلك؛ فهنّ يجلسن إلى الطاولة ويتحدّثن، ويوضّحن وجهات نظرهنّ، وهنّ حاضرات ومثابرات ومخلصات. لذلك أنصح الناس دائماً: افعلوا الأشياء بأفضل ما يمكنكم، فهذا مهم بالطبع؛ ولكن اطلبوا بالمقابل ردود الفعل، وهذا مهم أيضاً.
تضم mytheresa اليوم أكثر من 1000 موظف، وعملاء من أكثر من 130 وجهة حول العالم، وتحقق صافي مبيعات يبلغ 612.1 مليون يورو. ما الذي يميز الشركة عن غيرها من الشركات المنافسة في هذا القطاع؟
فيما يخص العملاء، يعتبر التنظيم هو السر، لأن كل منتج يتم اختياره بعناية وعن دراسة من قبل فريق الشراء لدينا. ولدينا قاعدة ثابتة حول مجموعات الأزياء: عدد قليل من العلامات التجارية (حوالي 250 علامة تجارية فقط) ولكن بتركيز كبير على العلامات التجارية الفاخرة؛ هذا بالإضافة إلى اللمسة الشخصية التي نتمتع بها في كل خطوة. أما فيما يخص عمل الزملاء، فلدينا روح الفريق الخاصة جداً، ونسعى دوماً إلى تحقيق أهدافنا، ونعمل معاً على جميع التفاصيل.
من هم المصمّمون العالميون الذين تتعامل معهم الشركة لعرض منتجاتهم؟ وهل ساعدكم ذلك على الاستمرارية؟
ينصبّ تركيزنا على العلامات التجارية الفاخرة الكبرى، مثل فالنتيو Valentino، وغوتشي Gucci، وسان لوران Saint Laurent، ولويفي Loewe، وجيفنشي Givenchy؛ ونحن نتعاون معها باستمرار، ليس فقط من خلال شراء منتجاتها، ولكننا نعمل معاً على مشاريع مشتركة. قد تكون منتجات حصرية، أو امتلاك منتج أولاً في mytheresa، وهو ما يعرف بمصطلح «ما قبل الإطلاق». على سبيل المثال، أطلقنا مع لويفي Loewe مجموعة «المفعمة بالحيوية»، والتي بيعت بأكملها في غضون يومين؛ كما أنشأنا مع مونكلير Moncler أول متجر للواقع الافتراضي 360 درجة؛ وأطلقنا أيضاً منتجات حصرية، مثلاً مع فالنتينو Valentino قدّمنا مجموعة «الهروب» الصيفية، ونظّمنا معهم فعاليات مذهلة، في بوليا وكابري وسانت تروبيه.
ما الذي يميز عملاء mytheresa؟
نحن نحب عملاءنا. وهم رفيعو المستوى، ويسعون نحو ما هو فاخر، ويطلق عليهم بالتأكيد عبارة «بناة خزانة الملابس». كما أنّهم منشغلون للغاية، بخاصة إذا كنا نتحدث عن النساء، فـ 80 % منهنّ ناشطات مهنياً، ولديهنّ نمط حياة وظيفي مزدحم للغاية، وكذلك أسلوبهم في الحياة الاجتماعية، حيث تعدّ الأزياء والسلع الفاخرة جزءاً من أسلوب حياتهنّ.
المرأة القائدة
ما العوائق التي واجهتك خلال مسيرتك؟ وما الذي منعك من الاستسلام والتوقف إلى أن وصلت إلى أهدافك؟
أنا شخص يمكن تحفيزه بقوة، ودائماً لدي دافع جوهري داخلي، ودائماً كنت أعمل بجد للوصول إلى ما أريد الوصول إليه؛ ومن خصالي أنني أحب الغوص كثيراً في التفاصيل، ونعم، أنا قائدة جيدة للفريق. أفكر دائماً في الخطوة التالية وبنمط 360 درجة.
من تصريحاتك المهمة فيما يتعلق بالمرأة: أنه لا يزال من غير الشائع، بين النساء الدفاع عن بعضهنّ البعض؟ هل تعتقدين أن ذلك هو المعوق لتقدم المرأة في بعض المجالات؟
نعم، وأعتقد أننا نرتكب بذلك خطأً كبيراً، نحتاج لدعم وتمكين وتقدير عمل بعضنا البعض، وعلينا التواصل مع بعضنا البعض. إنّ الاتصال أو التواصل هو حقاً مفتاح الخطوة التالية لتمكين المرأة في مختلف المجالات.
التسويق الرقمي
برأيك، هل ساهمت التكنولوجيا الحديثة التي فرضت نقل التجارب الواقعية إلى العالم الافتراضي، بشكل إيجابي أم سلبي في عالم التسوق؟
التسوق الرقمي أصبح جزءاً من حياتنا، لكنني أعتقد أنه مع التسوّق الفعلي موجودان سوية. فإذا كنت تريد تجربة حقيقية، يمكنك الذهاب إلى متجر فعلي، وإذا كان الوقت متأخراً في الليل مثلاً، وكنت ترغب في الحصول على تجربة تسوّق، فيمكنك الحصول عليها رقمياً أيضاً. الأمر كله يتعلق بالفرص والخيارات، ومن المهم أن يتكامل العنصران برأيي.
إذن، أنت لا تتوقعين أن تقضي يوماً ما التجارة الإلكترونية على التجارة الواقعية الحيّة؟
لا، لن يكون ذلك في عالم الرفاهية، أتوقع أنه في عام 2025 يمكن أن يستحوذ التسوّق الرقمي على حوالي 30 بالمائة من تجربة التسوّق، لكنني أؤمن بشدة أنه في عالم المنتجات الفاخرة، ستكون هناك دائماً تجربة واقعية دائماً.
لماذا تلجأ العلامات التجارية الفاخرة إلى مواقع التسوّق الإلكترونية؟
ما يمكننا أن نقدمه لشركائنا من العلامات التجارية هو إظهارهم لعملائنا، فعندما نتعاون مع فالنتينو Valentino، أو لويفي Loewe، أو غوتشي Gucci، وغيرها، فذلك لأنّ القيّمين عليها مهتمون بعملائنا. على الرغم من أن لديهم طريقتهم الخاصة لجذب العملاء، ولكن المواقع المتعددة العلامات التجارية هو أمر مختلف تماماً، فمن خلال منصتنا يمكنك إجراء مقارنة بين الخيارات المختلفة والعلامات التجارية المختلفة واختيار ما تريد. لذلك يمكن القول إننا نؤثر على بعضنا البعض.
أثر انتشار كورونا على كافة الجوانب الحياتية: هل تعتقدين أنّ التجارة الرقمية هي إحدى المجالات القليلة التي استفادت من هذه المرحلة؟ وعلى المستوى الإداري والوظيفي، كيف كان تأثير ذلك على عملكم؟
بالطبع، التجارة الإلكترونية استفادت، وحققنا نجاحات متعددة من حيث الطرق الإلكترونية، ورقمنة أسلوب العملاء، حيث كان العديد من العملاء يتحوّلون إلى المنصات الرقمية، لأنها كانت الطريقة الوحيدة للتسوّق. لكنّ ذلك أثر أيضاً على مهامنا اليومية، إذ أن البيئة التي كانت تحيط بالعملاء في وقتها كانت بيئة غير عادية، وكنا بحاجة إلى تلبية ذلك بطريقة خاصة للغاية. كانت كل الفرق تعمل رقمياً، وهذا يختلف تماماً عن العمل في مكتب واحد، لكننا تعلمنا أن نفعل ذلك أيضاً، والتعلم من هذه التجربة كان أمراً رائعاً. بالطبع، كانت المهمة الأكبر بالنسبة لنا جميعاً هي الحفاظ على سلامة عملائنا، وقد نجحنا في الحفاظ على سير العمليات لحسن الحظ، مع مراعاة تدابير السلامة والصحة.
mytheresa في السعودية
لقد وسّعتم حضوركم في الأسواق العربية؛ ما الذي تقومون به اليوم من خلال زيارتكم للسعودية؟ وما أهمية تواجدكم في فضاء التسوّق فيها؟
أردنا زيارة السعودية لأننا نؤمن بشدة أنه على الرغم من كوننا رقميين، ونصل إلى كل المجتمعات، إلا أننا بحاجة إلى رؤية الأسواق الرئيسية بشكل واقعي وملموس، وإلى فهم عملائنا، والتواصل معهم عن قرب. السوق السعودية مهمة جداً بالنسبة لنا داخل الشرق الأوسط. العملاء السعوديون مثقفون جداً حول العلامات التجارية الفاخرة، وهم يعرفون كل شيء عن دور الأزياء والمجموعات الجديدة، وهم ملمون جداً باتجاهات الموضة ومتابعون لها.
لكم تعاون مع المؤثرة نجود الرميحي ماذا يمكنك أن تخبرينا عن ذلك، ولماذا اخترتم هذه الشخصية بالتحديد؟
نحن فخورون جداً بتعاوننا مع نجود، التي تمثل المرأة السعودية المميزة، وهذه المرة الأولى التي نقوم فيها بذلك. لقد اخترناها ليس لأنها جميلة فحسب، بل إنها mytheresa جداً، أي أنها تمثلنا بطريقة مبهرة، ونحن متحمسون للغاية بشأن النتائج.
من خلال متابعتك لتقدم النساء حول العالم، كيف وجدت التقدم الذي حققته المرأة السعودية، والطموح الذي قادها إلى العديد من النجاحات المبهرة؟
لا يمكنني القول أنني ملمة بكل التفاصيل، لكن بناءً على النساء اللواتي قابلتهن خلال إقامتي القصيرة، فقد لاحظت بوضوح حركة التطور الضخمة، وهذا مثير للإعجاب حقاً. إنهن شغوفات للغاية، ومنفتحات للغاية، ومندفعات، ولديهنّ فضول إيجابي حول مختلف الأحداث والتطوّرات في العالم.
ما الانطباعات التي كوّنتها عن السعودية بشكل عام خلال زيارتك الأولى لها؟
الناس هنا مضيافون ودافئون. هي زيارتي الأولى، وقد كانت قصيرة حقاً، ولكن الشيء الجيد هو أنه سيكون لديّ دافع قوي للعودة مرة أخرى لرؤية ما لم أتمكن من رؤيته الآن، وستكون زيارتي التالية بعد بضعة أشهر.