إذا عاد أطفالك إلى المنزل من مرحلة ما قبل المدرسة قذرين من الرأس إلى أخمص القدمين كل يوم؛ فقد تكون هذه علامة على أنهم كانوا يشاركون في اللعب، وإذا كان منزلك في منطقة ساحلية، ربما كان اللعب بالرمل؛ أيضاً علامة على أنهم كانوا يتعلمون! هذه بعض الأسباب التي تجعل اللعب بالرمل مهماً، كما يؤكدها الخبراء والمتخصصون.
1 – تعليم مفهوم الرقم
يطوِّر طفلك مفهوم الأرقام عندما يبدأ التعلم رسمياً في رياض الأطفال أو الصف الأول. ويتم في أثناء اللعب، قبل وقت طويل من إدراك أن الرمز «1» يمثل عنصراً واحداً.
عندما يصنع الطفل فطيرة من الطين؛ فإنه يطوِّر فهماً لشيء واحد، وقد ينضم إليه أحد الأصدقاء ويصنع فطيرته الخاصة، هنا يبدأ التفاعل حسابياً بين الأطفال؛ ليكونوا قادرين لاحقاً على العد.
2 – يدرك معنى العلوم
حفرة الرمل هي صندوق كبير للاكتشافات العلمية للأطفال. لا يقتصر الأمر على قيامهم بالحفر والتنقيب للعثور على الأشياء المدفونة، ولكنهم أيضاً يكتشفون الطبقات المختلفة، وكيف يتغير الرمل عندما يحفرون أعمق -تماماً مثل الأرض.
الرمل في الجزء العلوي دافئ وجاف، في حين أنه يصبح مضغوطاً بارداً وأكثر رطوبة كلما حفر الطفل نحو الأسفل؛ فيكتشف خصائص الرمل والماء.
3 - يتعلم السِّعَة والحجم
السِّعَة هي واحدة من المفاهيم الرياضية المبكرة الرئيسية التي يتم تعلمها في حفرة الرمل.
إن عملية سكب الرمل أو الماء داخل وخارج الحاويات تمنح الأطفال فهماً شاملاً للحجم والسِّعَة، وذلك عن طريق إضافة بعض الحاويات أو الدلاء أو أكواب القياس؛ فقد يطوِّر الأطفال مهارات مثل:
- مقارنة كمية الرمل الموجودة في حاويتين متطابقتين.
- مقارنة حاويتين مختلفتين الحجم بمستوى الرمل نفسه.
- اكتشاف عدد الأكواب وملاعق الرمل اللازمة لملء دلو.
- اكتشاف ما إذا كانت الحاوية ممتلئة / فارغة / نصف ممتلئة.
- سكب بعض الرمال وملاحظة انخفاض المستوى.
4 – تطوير حركة عضلاته
خاصة عضلات الأصابع عند حفر الرمال بأصابعهم، وعندما يتم تطوُّرهم بشكل جيد؛ سيتمكن الأطفال من التحكم في القلم والكتابة عندما يبدأون التعليم الرسمي.
5 - التنسيق بين العين واليد
التنسيق بين اليد والعين مهم جداً عند ممارسة الرياضة والكتابة والقيام بالعديد من الأنشطة.
عندما يلعب الأطفال بالألعاب على الرمال؛ فإنهم يطورون هذه المهارة، لأنهم بحاجة إلى أيديهم وأعينهم للعمل معاً؛ ليكونوا قادرين على الإنشاء والبناء.
تتطلب المهمة البسيطة مثل جرف الرمل في دلو باستخدام الأشياء الصغيرة قدراً كبيراً من التركيز والتنسيق، خصوصاً في السنوات الأولى؛ حيث يصبح الأمر أسهل في أثناء المدرسة الابتدائية.
6 - تحريك العضلات الكبيرة
مثلما يتم تحفيز العضلات الصغيرة في أثناء اللعب بالرمل، يتم تمرين العضلات الكبيرة أيضاً، من خلال الحفر والغرف والسكب والدفع والرفع؛ حيث تعمل هذه الحركات على تمرين العضلات الكبيرة وتقوية جسم الطفل، فيعرف الأطفال كيفية استخدام أجسادهم لإنجاز المهام.
تعرَّفي إلى المزيد: كيف أعلِّم أطفالي النظام؟
7 – تطوير اللغة والمفردات
حفرة الرمل هي المكان المثالي للطفل لتنمية مفرداته اللغوية بشكل أكبر، إنها أيضاً فرصة جيدة للوالد أو المعلم للتعبير عما يفعله الطفل، ومن ثَم تعليم مفردات جديدة، مثل: كلمة رياضي والتعبئة، أكثر، أقل، واحد آخر، فارغ، ممتلئ، ...إلخ. كما أنهم يلفظون ما يفعلونه، مثل إخبار أصدقائهم عن الطريق الرملي المنحدر الذي يقومون ببنائه لقيادة سياراتهم.
8 - حل المشكلات
بينما يلعب الأطفال؛ فإنهم يحلون المشكلات باستمرار، حيث تشكل مشكلات الحياة الواقعية، التي تحتاج إلى حلول؛ الأساس لجميع أنواع حلول المشكلات في جميع أنحاء المدرسة، بما في ذلك حل مشكلات الكلمات الرياضية؛ حيث يحتاج الأطفال إلى فهم أن هناك عوامل تلعب دورها في فشل برج الرمل، وأنه يجب التفكير في حل للوصول إلى النتيجة المرجوة.
عندما تنهار كعكة الطين عند إخراجها من الكوب، فإنه يحتاج إلى إعادة التفكير في نسب الرمل والماء. أو عندما يجد الطفل طريقة لبناء منحدر تمر به الشاحنات، فقد يحتاج إلى استخدام المزيد من الأواني بوصفها قاعدة لتثبيته.
في هذه المرحلة، لا يرى الأطفال المشكلات كما يفعل الكبار، بل إنهم يرون تحديات ويفعلون كل ما في وُسْعِهم لإزالتها والنجاح.
9 – يصبح قادراً على الإبداع
هل سبق لك أن رأيت طفلاً يبلغ من العمر 4 سنوات يجلس في حفرة رمل ولا يصنع شيئاً؟ هذا مستحيل؛ فالأطفال هم منشئو الطبيعة. مهما قدمتِ لهم، سواء كان الرمل، أو الماء، أو الورق، أو عجينة الصلصال، أو أي شيء؛ فإنهم سيخلقون شيئاً منه.
توفر الرمال أيضاً فرصة للإبداع بحرية، من دون أن يلتزم الأطفال بنتيجة محددة، وكل إبداع يمنح الطفل شعوراً بالنجاح والإنجاز.
10 – اكتساب المهارات الاجتماعية
تُعتبر حفرة الرمل مكاناً للكثير من التعاون والمناقشة، إنه المكان المثالي لبناء المهارات الاجتماعية؛ حيث يتعين على الأطفال إدارة أدوات ومساحات المشاركة، وهذا يتطلب الكثير من الحديث والمفاوضات. ويمكن أن تكون هناك خلافات حول ما يبنونه؛ لذلك سوف يحتاجون إلى تعلم كيفية إدارة صراعاتهم بسرعة لتجنُّب رمي كرة الرمل، وستكون هناك أيضاً مناقشات ودية حيث يتبادلون المزاح في أثناء اللعب؛ لذا، إذا كان طفلك يعود إلى المنزل متسخاً من حفرة الرمل كل يوم؛ فتأكدي من أن هذا أحد أفضل الأنشطة التي يمكنه المشاركة فيها!
تعرَّفي إلى المزيد: ماذا يتعلم الطفل في الروضة؟